أحمد غزالي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أحمد غزالي

(شافعي ـ أندونيسيا)

ولد في أندونيسيا بمدينة "لمبونغ"، وترعرع في أسرة شافعيّة المذهب، ولكنّه عندما بلغ مرحلة الرشد لم تشغله المغريات الدنيويّة واللذات المادّية عن البحث حول صحّة معتقداته الدينيّة التي ورثها من البيئة التي كانت تحيطه، فهو وإن تلقّى المذهب الشافعي من آبائه، ولكنّه أحبّ أن يتحرّر من التقليد الأعمى، وأن يشيّد لنفسه معتقداً مبتنياً على الأدلّة والبراهين، فتوجّه إلى دراسة المذاهب حتّى تبيّن له أحقيّة مذهب أهل البيت(عليهم السلام)ونقاء تراثهم الإسلامي فاعتقد بولاية خير البريّة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ثمّ التحق بالمعهد الإسلامي في مدينة "بانجيل" فأتمّ فيه دورة دراسيّة كاملة، ثمّ طلباً للمزيد من المعرفة لمذهب التشيّع شدّ الرحال إلى مدينة قم في إيران ليحيط أكثر علماً بمعارف ومبادىء أهل البيت(عليه السلام).

شهادة القرآن بطهارة أهل البيت(عليهم السلام):

إنّ من أهمّ الأمور التي دعت "أحمد غزالي" إلى التأمّل في مذهب أهل البيت(عليهم السلام)هي العناية الربانيّة بأهل البيت(عليهم السلام) وذكر فضائلهم في القرآن، والتصريح بطهارتهم في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}

وقد ورد عن ابن عبّاس قال: شهدت رسول الله(صلى الله عليه وآله) تسعة أشهر يأتي كلّ يوم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقت كلّ صلاة، فيقول: "السلام عليكم ورحمة وبركاته أهل البيت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} كلّ يوم خمس مرّات

استشهاد الإمام الحسن(عليه السلام) بآية التطهير:

روى الحاكم في باب فضائل الإمام الحسن بن علي(عليه السلام) والهيثمي في باب فضائل أهل البيت أنّ الحسن بن علي خطب حين قُتل الإمام عليّ(عليه السلام) وقال في خطبته:

"أيّها الناس من عرفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا الحسن بن عليّ، وأنا ابن النبيّ، وأنا ابن الوصيّ، وأنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله، بإذنه، وانا ابن السراج المنير، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"

آية التطهير وأثرها في بعض النفوس:

روى عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه: قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليَّ من حمر النعم، سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول له: وقد خلّفه في بعض مغازيه، فقال له عليُّ: يارسول الله: اتخلّفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله): "أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي" وسمعته يقول في يوم خيبر: "لاَُعطينَّ الراية غداً رجلاً يُحبُّ الله ورسوله ويُحبُّه الله ورسوله" قال: فتطاولنا لها، فقال: "ادعوا لي عليّاً" فأُتي به أرمد فبصق في عينه، ودفع الراية إليه، ولمّا نزلت ـ زاد هشام: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: "اللهم هؤلاء أهلي"

استشهاد الإمام زين العابدين بآية التطهير:

روى أبو المؤيد، الموفق بن أحمد، أخطب خوارزم الخوارزمي:

لما حُمل السجاد رضى الله عنه مع سائر سبايا أهل البيت إلى الشام بعد مقتل سبط رسول الله(صلى الله عليه وآله) الحسين(رضي الله عنه)، واوقفوا على مدرج جامع دمشق في محل عرض السبايا دنا منه شيخ، وقال: الحمد لله الذي قتلكم واهلككم واراح العباد من رجالكم وامكن أميرالمؤمنين منكم!!

فقال له علي بن الحسين(رضي الله عنه): يا شيخ هل قرأت القرآن؟

قال نعم.

قال: أقرأت هذه الآية {قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}

قال الشيخ: قرأتها.

قال: وقرأت قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}

وقوله أيضاً: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْء فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى}

قال الشيخ: نعم.

فقال: نحن والله القربى في هذه الآيات.

وهل قرأت قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}.

قال: نعم.

قال: نحن أهل البيت الذي خُصّصنا بآية التطهير.

قال الشيخ: بالله عليك أنتم هم؟

قال: وحق جدّنا رسول الله إنا لنحن هم من غير شكّ!

فبقى الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به، ثم رفع رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إنّي أبرأ إليك من عدو محمد وآل محمد من الجن والانس

المطهرون أحقّ بالاتّباع من غيرهم:

وجد "أحمد غزالي" بعد بحثه ومقارنته بين المذاهب الإسلاميّة بأنّ أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)أحقّ بالاتباع من غيرهم، ولهذا ترك مذهبه الوراثي وتمسّك بمذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ثمّ توجّه بعد ذلك إلى دراسة علومهم ومعارفهم ليزداد عن طريقهم وعياً بالحقائق الدينيّة، ثمّ التحق بالحوزة العلميّة في مدينّة قم ليقتبس من مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)نوراً ينير له الدرب، ويستطيع أن يميّز به الحق من الباطل وليكون على بصيرة من أمر دينه.