أحمد بن هلال
أحمد بن هلال:
قال النجاشي: «أحمد بن هلال، أبو جعفر العبرتائي [العبرتايي صالح الرواية، يعرف منها و ينكر، و قد روي فيه ذموم من سيدنا أبي محمد العسكري(ع)، و لا أعرف له إلا كتاب يوم و ليلة، كتاب نوادر. أخبرني بالنوادر، أبو عبد الله بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عنه، به. و أخبرني أحمد بن محمد بن موسى بن الجندي، قال: حدثنا ابن همام، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء المذاري، عنه، بكتاب يوم و ليلة. قال أبو علي بن همام: ولد أحمد بن هلال سنة 180، و مات سنة 267». و قال الشيخ (107): «أحمد بن هلال العبرتائي- و عبرتا قرية بنواحي بلد إسكاف- و هو من بني جنيد- ولد سنة 180، و مات سنة 267، و كان غاليا، متهما في دينه، و قد روى أكثر أصول أصحابنا». و ذكره في رجاله، في أصحاب الهادي(ع)(20)، و قال: «بغدادي، غال»، و عده في أصحاب العسكري(ع)، أيضا (14). و ذكر في التهذيب: في باب الوصية لأهل الضلال، ذيل الحديث (812) من الجزء (9): أن أحمد بن هلال، مشهور بالغلو و اللعنة و ما يختص بروايته لا نعمل عليه، انتهى.
و قال في الإستبصار: في باب ما يجوز شهادة النساء فيه و ما لا يجوز ذيل الحديث (90) من الجزء (3): أحمد بن هلال، ضعيف، فاسد المذهب لا يلتفت إلى حديثه، فيما يختص بنقله. و ذكر النجاشي في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى: أن محمد بن الحسن بن الوليد استثنى في جملة ما استثناه مما يرويه محمد بن أحمد بن يحيى، ما يرويه عن أحمد بن هلال، و تبعه على ذلك: أبو جعفر ابن بابويه، (الصدوق)، و أبو العباس ابن نوح. و ذكر الشيخ أيضا هذا الاستثناء عن أبي جعفر ابن بابويه، في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى (623). و قال الكشي (413- 414):
«علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني أبو حامد المراغي، قال: ورد على القاسم بن العلاء نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال. و كان ابتداء ذلك أن كتب(ع)إلى نوابه [قوامه بالعراق: احذروا الصوفي المتصنع.
قال و كان من شأن أحمد بن هلال أنه كان قد حج أربعا و خمسين حجة، عشرون منها على قدميه،
قال: و قد كان رواة أصحابنا بالعراق لقوه، و كتبوا منه فأنكروا ما ورد في مذمته، فحملوا القاسم بن العلاء على أن يراجع في أمره فخرج إليه: قد كان أمرنا نفذ إليه في المتصنع، ابن هلال- لا (رحمه الله)- بما قد علمت و لم يزل- لا غفر الله له ذنبه، و لا أقاله عثرته- يداخل في أمرنا، بلا إذن منا و لا رضا يستبد برأيه، فيتحامى من ديوننا (من ذنوبه) لا يمضي من أمرنا إياه، إلا بما يهواه، و يريده أراده الله بذلك في نار جهنم، فصبرنا عليه، حتى بتر الله بدعوتنا عمره، و كنا قد عرفنا خبره قوما من موالينا في أيامه- لا (رحمه الله)- و أمرناهم بإلقاء ذلك إلى الخاص من موالينا، و نحن نبرأ إلى الله، من ابن هلال- لا (رحمه الله) و لا من لا يبرأ منه- و أعلم الإسحاقي- سلمه الله- و أهل بيته، مما أعلمناك من حال هذا الفاجر. و جميع من كان سألك، و يسألك عنه، من أهل بلده و الخارجين، و من كان يستحق أن يطلع على ذلك، فإنه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما روى عنا ثقاتنا، قد عرفوا بأننا نفاوضهم بسرنا و نحمله إياه إليهم، و عرفنا ما يكون من ذلك إن شاء الله تعالى، قال: و قال أبو حامد: فثبت قوم على إنكار ما خرج فيه، فعاودوه فيه، فخرج «لا أشكر الله قدره، لم يدع المرء ربه بأن لا يزيغ قلبه، بعد أن هداه، و أن يجعل ما من به عليه مستقرا، و لا يجعله مستودعا، و قد علمتم ما كان من أمر الدهقان،- عليه لعنة الله- و خدمته و طول صحبته، فأبدله الله بالإيمان كفرا حين فعل ما فعل، فعاجله الله بالنقمة، و لم يمهله. و الحمد لله لا شريك له، و صلى الله على محمد، و آله و سلم».
و قال العلامة في القسم الثاني، الباب 4، من فصل الهمزة (6): «و توقف ابن الغضائري في حديثه، إلا فيما يرويه عن الحسن بن محبوب، من كتاب المشيخة، و محمد بن أبي عمير، من نوادره، و قد سمع هذين الكتابين، جل أصحاب الحديث، و اعتمدوه فيها، و عندي: أن روايته غير مقبولة». و فصل الشيخ، في العدة، في بحث خبر الواحد، بين ما يرويه حال استقامته، و ما يرويه حال خطئه. و قال في كتاب الغيبة، في فصل، في ذكر طرف من أخبار السفراء الذين كانوا في حال الغيبة:
روى محمد بن يعقوب، قال: خرج إلى العمري- في توقيع طويل اختصرناه-: و نحن نبرأ إلى الله تعالى، من ابن هلال- لا (رحمه الله)- و ممن لا يبرأ منه، فأعلم الإسحاقي، و أهل بلده مما أعلمناك من حال هذا الفاجر، و جميع من كان سألك و يسألك عنه.
و فيه أيضا، في ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية- لعنهم الله- قال: و منهم: أحمد بن هلال الكرخي، قال أبو علي بن همام: كان أحمد بن هلال، من أصحاب أبي محمد،(ع). فأجمعت الشيعة على وكالة محمد بن عثمان (رضي الله عنه) بنص الحسن(ع)، في حياته و لما مضى الحسن(ع)، قالت
الشيعة الجماعة له: أ لا تقبل أمر أبي جعفر محمد بن عثمان، و ترجع إليه، و قد نص عليه الإمام المفترض الطاعة؟ فقال لهم: لم أسمعه ينص عليه، بالوكالة، و ليس أنكر أباه، يعني عثمان بن سعيد، فأما أن أقطع أن أبا جعفر وكيل صاحب الزمان فلا أجسر عليه، فقالوا: قد سمعه غيرك، فقال: أنتم و ما سمعتم، و وقف على أبي جعفر، فلعنوه و تبرءوا منه، ثم ظهر التوقيع، على يد أبي القاسم حسين بن روح، بلعنه، و البراءة منه في جملة من لعن. و قال الصدوق في كتاب كمال الدين: في البحث عن اعتراض الزيدية، و جوابهم ما نصه: حدثنا شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: سمعت سعد بن عبد الله، يقول: ما رأينا و لا سمعنا بمتشيع رجع عن تشيعه إلى النصب، إلا أحمد بن هلال، و كانوا يقولون: إن ما تفرد بروايته أحمد بن هلال، فلا يجوز استعماله، (انتهى). أقول: لا ينبغي الإشكال في فساد الرجل من جهة عقيدته، بل لا يبعد استفادة أنه لم يكن يتدين بشيء، و من ثم كان يظهر الغلو مرة، و النصب أخرى، و مع ذلك لا يهمنا إثبات ذلك، إذ لا أثر لفساد العقيدة، أو العمل في سقوط الرواية عن الحجية، بعد وثاقة الراوي، و الذي يظهر من كلام النجاشي: (صالح الراوية) أنه في نفسه ثقة، و لا ينافيه قوله: يعرف منها و ينكر، إذ لا تنافي بين وثاقة الراوي و روايته أمورا منكرة من جهة كذب من حدثه بها بل إن وقوعه في إسناد تفسير القمي يدل على توثيقه إياه. روى عن أمية بن علي، و روى عنه أحمد بن محمد بن عبد الله، تفسير القمي: سورة يونس، في تفسير قوله تعالى: (قل انظروا مٰا ذٰا في السمٰاوٰات و الأرض). و روى عن محمد بن أبي عمير، و روى عنه الحسن بن علي الزيتوني و غيره. كامل الزيارات: الباب 72، في ثواب زيارة الحسين(ع)في النصف من شعبان، الحديث 2. و مما يؤيد ذلك، تفصيل الشيخ: بين ما رواه حال الاستقامة، و ما رواه بعدها، فإنه لا يبعد أن يكون فيه شهادة بوثاقته، فإنه إن لم يكن ثقة لم يجز العمل برواياته حال الاستقامة أيضا. و أما تفصيل ابن الغضائري، فالظاهر أنه يرجع إلى تفصيل الشيخ(قدس سره) و إلا فلو كان الرجل ثقة أو غير ثقة، فكيف يفرق بين رواياته عن كتاب ابن محبوب و نوادر ابن أبي عمير، و بين غيرها. فالمتحصل: أن الظاهر أن أحمد بن هلال ثقة، غاية الأمر أنه كان فاسد العقيدة، و فساد العقيدة لا يضر بصحة رواياته، على ما نراه من حجية خبر الثقة مطلقا. و كيف كان، فطريق الصدوق إليه، أبوه، و محمد بن الحسن- رضي الله عنهما-، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن هلال، و الطريق صحيح.
طبقته في الحديث
وقع بعنوان أحمد بن هلال في أسناد كثير من الروايات، تبلغ ستين موردا. فقد روى عن أبي الحسن(ع)، و عن أبي سعيد الخراساني، و ابن أبي عمير، و ابن محبوب، و ابن مسكان، و أحمد بن عبد الله الكرخي، و أحمد بن محمد، و أحمد بن محمد بن أبي نصر، و أمية بن علي، و أمية بن علي القيسي، و أمية بن عمرو، و الحسن بن علي بن يقطين، و الحسن بن محبوب، و عثمان بن عيسى، و علي بن عطية، و عمرو بن عثمان، و عيسى بن عبد الله، و عيسى بن عبد الله الهاشمي، و محمد بن أبي عمير، و محمد بن الوليد، و مروك بن عبيد، و ياسر الخادم، و يونس بن عبد الرحمن.
و روى عنه إبراهيم بن محمد الهمداني، و أحمد بن محمد بن عبد الله، و أحمد بن موسى النوفلي، و الحسن بن علي، و الحسين بن أحمد، و الحسين بن علي الزيتوني، و سعد، و سعد بن عبد الله، و علي بن محمد، و علي بن محمد الجبائي، و محمد بن أحمد، و محمد بن أحمد بن أبي قتادة، و محمد بن أحمد بن يحيى، و محمد بن علي بن محبوب، و محمد بن عيسى، و موسى بن الحسن، و العبيدي.
اختلاف الكتب
روى الشيخ بسنده، عن سعد بن عبد الله، عن الحسين بن علي الزيتوني، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير. التهذيب: الجزء 6، باب فضل زيارته (الحسين بن علي)(ع)، الحديث 109. كذا في الطبعة القديمة أيضا، و لكن رواها ابن قولويه في كامل الزيارات: باب ثواب زيارة الحسين(ع)في النصف من شعبان 72، الحديث 2، الحسن بن علي الزيتوني، بدل الحسين بن علي الزيتوني، و الظاهر هو الصحيح الموافق للوافي و الوسائل أيضا فإنه المعنون في الرجال. و روى أيضا بسنده، عن موسى بن الحسن، و الحسن بن علي، عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر. التهذيب: الجزء 3، باب أحكام الجماعة و أقل الجماعة، الحديث 131، 132، و الإستبصار: الجزء 1، باب وجوب القراءة خلف من لا يقتدى به، الحديث 1664 و 1665، إلا أن فيهما: موسى بن الحسين بدل موسى بن الحسن، و الصحيح ما في التهذيب الموافق للوافي بقرينة سائر الروايات.، ثم إنه روى الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن هلال، عن عثمان بن عيسى. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب في الغيبة 80، الحديث 29. كذا في هذه الطبعة، و لكن في الطبعة القديمة و الطبعة المعربة و نسخة المرآة:
الحسين بن أحمد. روى الشيخ بسنده، عن سعد، عن الحسين بن علي، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير. التهذيب: الجزء 2، باب ما يجوز الصلاة فيه من اللباس و المكان من الزيادات، الحديث 1531. كذا في هذه الطبعة، و لكن في الطبعة القديمة و النسخة المخطوطة و الوافي: الحسن بن علي، بدل الحسين بن علي، و هو الصحيح بقرينة سائر الروايات. و روى أيضا بسنده، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن الحسن، و أحمد بن هلال، عن موسى بن القاسم. التهذيب: الجزء 2، باب ما يجوز الصلاة فيه من اللباس و المكان من الزيادات، الحديث 1499. كذا في هذه الطبعة، و لكن في نسخة من الطبعة القديمة و نسخة من المخطوطة: موسى بن الحسن، عن أحمد بن هلال، و الظاهر أنه الصحيح، لكثرة رواية موسى بن الحسن، عن أحمد بن هلال، و عدم ثبوت روايته، عن موسى بن القاسم. و إن كان الوافي و الوسائل كما في هذه الطبعة. ثم روى الكليني هكذا عنه، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن سنان. الروضة: الحديث 371. و السند قبل هذه الرواية هكذا: الحسين بن أحمد بن هلال، عن ياسر الخادم، فظاهر الضمير رجوعه إلى الحسين بن أحمد بن هلال، و لكن في بعض النسخ رقم 371: الحسين، عن أحمد بن هلال، و هو الصحيح، بقرينة سند الخبر اللاحق له، فإن فيه، عنه، عن أحمد بن هلال، و في الثالث: عنه، عن أحمد، و قد صرح في الوافي في الثالث بأنه الحسين بن محمد، عن أحمد بن هلال، فعلى ذلك فالمرجع هو الحسين. و روى بعنوان أحمد بن هلال العبرتائي، عن محمد بن أبي عمير، و روى عنه الحسين بن أحمد المالكي. التهذيب: الجزء 1، باب الأغسال المفترضات و المسنونات، الحديث 307.