أبو يوسف القاضي
أبو يوسف القاضى
يعقوب بن ابراهيم بن حبيب الانصاري الكوفي كان تلميذ ابي حنيفة ومن اتباعه قيل انه اول من لقب بقاضي القضاة، كان يقضي في بغداد وهو اول من جعل الامتياز بين لباس العلماء والعوام.
ذكر ابن خلكان حكايات من احواله وقضائه.
ونقل عن ابى الفرج المعافي عن الشافعي انه قال مضى ابويوسف ليستمع المغازي من محمد بن اسحاق أو من غيره واجل بمجلس ابى حنيفة اياما، فلما اتاه قال له ابوحنيفة يا ابا يوسف من كان صاحب راية جالوت؟ فقال له ابويوسف انك امام وإن لم تمسك عن هذا سألتك والله على رؤوس الملا ايما كان اولا وقعة بدر أو احد فانك لا تدري ايهما كان قبل الآخر، فامسك عنه.
قال ابن خلكان: وقد نقل الخطيب البغدادي في تأريخه الكبير الفاظا عن عبدالله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، ويزيد بن هارون، والبخاري، والدار قطنى وغيرهم ينبو السمع عنها فتركت ذكرها والله اعلم بحاله انتهى.
روى الشيخ الكلينى انه قال ابويوسف لابى الحسن الكاظم عليه السلام يا ابا الحسن ما تقول في المحرم أيستظل على المحمل؟ فقال له لا، قال فيستظل في الخيام؟ فقال له نعم فأعاد عليه القول شبه المستهزئ يضحك، فقال يا ابا الحسن فما فرق بين هذا وهذا؟ فقال يا ابا يوسف ان الدين ليس بقياس كقياسك انتم تلعبون بالدين، إنا صنعنا كما صنع رسول الله وقلنا كما قال رسول الله كان رسول الله صلى الله عليه وآله يركب راحلته فلا يستظل عليها وتؤذيه الشمس فيستر جسده بعضه ببعض وربما ستر وجهه بيده وإذا نزل استظل بالخباء وفي البيت وفي الجدار.
توفي ابويوسف سنة ١٨٢ (قفب) وهو ابن تسع وستين سنة.
قال المسعودي: هو رجل من الانصار، وولي القضاء سنة ١٦٦ في ايام خروج الهادي إلى جرجان وقام على القضاء إلى ان مات خمس عشره سنة انتهى.
قال ابن خلكان: قال محمد بن سماعة سمعت ابا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول: اللهم انك تعلم انى لم اجر في حكم حكمت فيه بين اثنين من عبادك تعمدا ولقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك وكل ما اشكل علي جعلت ابا حنيفة بيني وبينك وكان عندي والله ممن يعرف امرك ولا يخرج عن الحق وهو يعلمه انتهى.