أبو هاشم الجعفري

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أبو هاشم الجعفري

داود بن القسم بن اسحاق بن عبدالله بن جعفر بن ابى طالب رضى الله تعالى عنهم البغدادي، وكان ثقة جليل القدر عظيم المنزلة عند الائمة عليهم السلام وقد شاهد منهم الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الامر صلوات الله عليهم اجمعين، وكان منقطعا اليهم وقد روى عنهم كلهم وله اخبار ومسائل وله شعر جيد فيهم منها قوله في ابي الحسن الهادي عليه‌السلام وقد اعتل:

مادت الارض بي وادت فؤادي واعترتني موارد العرواء
حين قيل الامام نضو عليل قلت نفسي فدته كل الفداء
مرض الدين لاعتلالك واعتـ ـل وغارت له نجوم السماء
عجبا ان منيت بالداء والسقم وانت الامام حسم الداء
انت آسى الآدواء في الدين والد نيا ومحيى الاموات والاحياء

وكان مقدما عند السلطان، وكان ورعا زاهدا ناسكا عالما عاملا ولم يكن احد في آل ابى طالب مثله في زمانه في علو النسب.

وذكر السيد ابن طاووس: انه من وكلاء الناحية الذين لا تختلف الشيعة فيهم توفي في ج ١ سنة ٢٦١ (رسا).

قال المسعودي: وقبره مشهور والظاهر ان مراده في بغداد لانه كان متوطنا فيها، وكان ابوه القاسم امير اليمن رجلا جليلا وكانت ام القاسم ام حكيم بنت القاسم بن محمد بن ابى بكر، فهو ابن خالة مولانا الصادق عليه السلام.

ووردت عن ابي هاشم روايات من دلائل امامة ابي الحسن الهاديعليه‌السلام وهي كثيرة نتبرك بذكر ثلاثة منها:

(١) روي ان ابا الحسنعليه‌السلام مص حصاة ثم رمى بها إلى ابى هاشم فوضعها في فمه، فما برح من عنده حتى تكلم بثلاثة وسبعين لسانا اولها الهندية.

(٢) روي عن خرائج الراوندي قال كان ابوهاشم منقطعا إلى الهاديعليه‌السلام فشكى اليه ما يلقى من الشوق اليه وكان ببغداد وله برذون ضعيف، فقال عليه السلام قواك الله يا ابا هاشم وقوى برذونك، قال الراوندي وكان ابوهاشم يصلي الفجر ببغداد ويسير على ذلك البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سر من رأى ويعود من يومه إلى بغداد اذا شاء على ذلك البرذون وكان هذا من اعجب الدلائل التي شوهدت.

(٣) روى الشيخ الصدوق عن ابى هاشم الجعفري قال: اصابتنى ضيقة شديدة فصرت إلى ابى الحسن علي بن محمدعليه‌السلام فاذن لي فلما جلست قال يا ابا هاشم اي نعم الله عزوجل عليك تريد ان تؤدى شكرها؟ قال ابوهاشم فوجمت (وجم اي سكت على غيظه) فلم ادر ما اقول له، فابتدرعليه‌السلام فقال رزقك الايمان فحرم به بدنك على النار، ورزقك العافية فاعانتك على الطاعة ورزقك القنوع فصانك عن التبذل، يا ابا هاشم انما ابتدأتك بهذا لانى ظننت انك تريد ان تشكو إلى من فعل بك هذا، وقد امرت لك بمائة دينار فخذها ولا يخفى انه غير ابى هاشم العلوي المعاصر للصاحب بن عباد الذي حكي انه مرض بعد ان كان الصاحب مريضا فبرئ فكتب الصاحب اليه:

أبا هاشم مالي اراك عليلا ترفق بنفس المكرمات قليلا
لترفع عن قلب النبي حزازة وتدفع عن صدر الوصي غليلا
فلو كان من بعد النبيين معجز لكنت على صدق النبي دليلا

فكتب ابوهاشم في جوابه:

دعوت إليه الناس شهرا محرما ليصرف سقم الصاحب المتفضل
إلى بدني أو مهجتي فاستجاب لي فها انا مولانا من السقم ممتلي
فشكرا لربي حين حول سقمه إلى وعافاه ببرء معجل
وأسأل ربي ان يديم علاوه فليس سواه مفزع لبنى علي