أبو جعفر السكاك

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أبو جعفر السكاك

محمد بن خليل البغدادي، كان متكلما من اصحاب هشام بن الحكم وتلميذه اخذ عنه، له كتب (كش) عن سهل بن بحر الفارسي قال: سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به يقول انا خلف لمن مضى ادركت محمد بن ابي عمير وصفوان ابن يحيى وغيرهما وحملت عنهم منذ خمسين سنة ومضى هشام بن الحكم رحمه الله وكان يونس بن عبدالرحمن رحمه الله خلفه كان يرد على المخالفين ثم مضى يونس ابن عبدالرحمن ولم يخلف غير السكاك فرد على المخالفين حتى مضى رحمه الله وانا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله انتهى السكاك كشداد صانع سكك الحديد.

لما كان ابوجعفر السكاك خلف لهذه الجماعة ينبغى ان نشير إلى مختصر من تراجم هؤلاء ليعلم مقامه اما محمد بن ابى عمير فيأتي في ابن ابي عمير، واما صفوان بن يحيى: وهو ابومحمد البجلي الكوفي من اصحاب الكاظم والرضا والجوادعليه‌السلام وكانت له عند الرضاعليه‌السلام منزلة شريفة وتوكل للرضا وابى جعفر عليه السلام وكان اوثق اهل زمانه واعبدهم وكان يصلي في كل يوم خمسين ومائة ركعة وكان شريكا لعبد الله بن جندب وعلي بن النعمان.

وروي انهم تعاقدوا في بيت الله الحرام انه من مات منهم صلى من بقي صلاته وصام عنه صيامه وزكى عنه زكاته فماتا وبقي صفوان وكان يصلي في كل يوم مائة وخمسين ركعة ويصوم في السنة ثلاثة اشهر ويزكى زكاته ثلاث دفعات وكل ما يتبرع به عن نفسه مما عدا ما ذكرناه تبرع عنهما مثله.

روى عن ابي الحسنعليه‌السلام قال: ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرياسة ثم قال صفوان لا يحب الرياسة.

توفي سنة ٢١٠ بالمدينة وبعث اليه ابوجعفرعليه‌السلام بحنوطه وكفنه، وامر اسماعيل بن موسى بالصلاة عليه وكان من اصحاب الاجماع وكان من الورع والعبادة على ما لم يكن على احد من طبقته.

واما هشام بن الحكم ابومحمد كان عين الطائفة ووجهها ومتكلمها وناصرها كان مولده بالكوفة ومنشؤه واسط وتجارته بغداد ثم انتقل اليها في آخر عمره ونزل قصر وضاح وروى عن ابي عبدالله وابى الحسنعليه‌السلام ورويت له مدائح جليلة عنهما وكان ممن فتق الكلام وهذب المذهب بالنظر وكان حاذقا بصناعة الكلام حاضر الجواب ما قهره احد في التوحيد، مات سنة ١٧٩ (قطع) بالكوفة في ايام الرشيد وترحم عليه الرضاعليه‌السلام قال الشيخ المفيد: وهشام بن الحكم من اكبر اصحاب ابي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام وكان فقيها وروى حديثا كثيرا وصحب ابا عبدالله وبعده ابا الحسن موسى عليهما السلام، وكان يكنى ابا محمد وابا الحكم وكان مولى بني شيبان وكان مقيما بالكوفة وبلغ من مرتبته وعلوه عند ابى عبدالله جعفر بن محمد انه دخل عليه بمنى وهو غلام اول ما اختط عارضاه وفي مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن اعين، وقيس الماصر، ويونس بن يعقوب، وابوجعفر الاحول وغيرهم، فرفعه على جماعتهم وليس فيهم إلا من هو اكبر سنا منه، فلما رأى ابوعبداللهعليه‌السلام ان ذلك الفعل كبر على اصحابه قال هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده وقال له ابوعبدالله عليه السلام وقد سأله عن اسماء الله عزوجل واشتقاقها فاجابه ثم قال له افهمت يا هشام فهما تدفع به اعداء‌نا الملحدين مع الله عزوجل قال هشام نعم قال ابو عبداللهعليه‌السلام نفعك الله عزوجل به وثبتك قال هشام فو الله ما قهرنى احد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا انتهى واما يونس بن عبدالرحمن: فهو ابومحمد مولى علي بن يقطين، كان ثقة ووجها في اصحابنا متقدما عظيم المنزلة، روى عن ابى الحسن موسى والرضا، وكان الرضا يشير اليه في العلم والفتيا وقال يونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه روي عن الفضل بن شاذان عن عبدالعزيز بن المهتدى قال الفضل كان خير قمي رأيته، وكان وكيل الرضا وخاصته قال سألت الرضاعليه‌السلام فقلت اني لا القاك كل وقت فعمن آخذ معالم دينى؟ قال خذ عن يونس ابن عبد الرحمن.

وفي رواية قال له أفيونس بن عبدالرحمن ثقة آخذ عنه ما احتاج اليه من معالم ديني فقال نعم، وكان يونس بن عبدالرحمن هو الذي دعا الناس إلى امامة الرضا ردا على الواقفة فبذلت له الواقفة مالا كثيرا ليسكت فلم يقبل وقال انا روينا عن الصادقين عليهما السلام انهم قالوا اذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه فان لم يفعل سلب نور الايمان وهو الذي عرض ابوهاشم الجعفري كتابه في اليوم والليلة على ابى محمد العسكريعليه‌السلام فقال اعطاه الله تعالى بكل حرف نورا يوم القيامة، وروي انه قيل له ان كثيرا من هذه العصابة يقعون فيك ويذكرونك بغير الجميل فقال اشهدكم ان كل من له في امير المؤمنينعليه‌السلام نصيب فهو في حل مما قال، وروي ان الرضاعليه‌السلام ضمن له الجنة ثلاث مرات، وكان له اربعون اخا يدور عليهم في كل يوم مسلما ثم يرجع إلى منزله فيأكل فيتهيأ للصلاة ثم يجلس للتصنيف والتأليف وعنه قال صمت عشرين سنة اي سكت عن جواب السؤال حتى كمل علمي ثم سئلت فاجبت وسئلت عشرين سنة ثم اجبت ولقد حج ازيد من خمسين حجة قال الفضل حج يونس احدى وخمسين حجة آخرها عن الرضاعليه‌السلام وذكره ابن النديم في الفهرست عند تعداد فقهاء الشيعة وقال في وصفه: علامة زمانه كثير التصنيف والتأليف على مذاهب الشيعة، ثم عد كتبه وبالجملة مدائح يونس كثيرة ليس هذا موضعها.

واما الفضل بن شاذان بن الخليل: فهو ابومحمد الازدي النيسابوري كان تقة جليل القدر فقيها متكلما له عظم شأن في هذه الطائفة قيل انه صنف مائة وثمانين كتابا منها كتاب يوم وليلة الذي عرض على الامام العسكريعليه‌السلام فقال: هذا صحيح ينبغي ان يعمل به.

روى عن ابي جعفر الثانى وقيل عن الرضا وكان ابوه من اصحاب يونس ويعد من اصحاب الجواد.

توفي الفضل في ايام ابى محمد العسكريعليه‌السلام وقبره بنيشابور قرب فرسخ خارج البلد مشهور، وقد زرته.

قال العلامة وترحم عليه ابومحمدعليه‌السلام مرتين وروي ثلاثا ولاء، وقال ونقل الكشي عن الائمة عليهم السلام مدحه ثم ذكر ما ينافيه وقد اجبنا عنه في كتابنا الكبير وهذا الشيخ اجل من ان يغمز عليه فانه رئيس طائفتنا انتهى.

كتاب الفصول للسيد المرتضى عن الشيخ المفيد انه قال سئل ابومحمد الفضل بن شاذان النيشابوري فقيل له ما الدليل على امامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب؟ فقال الدليل على ذلك من كتاب الله عزوجل ومن سنة نبيه ومن اجماع المسلمين فاما كتاب الله فقوله عزوجل (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واوليالامر منكم) فدعانا سبحانه إلى طاعة اولي الامر كما دعانا إلى طاعة نفسه وطاعة رسوله فاحتجنا إلى معرفة اولي الامر كما وجبت علينا معرفة الله تعالى ومعرفة الرسول عليه وعلى آله السلام فنظرنا إلى اقاويل الامة فوجدناهم قد اختلفوا في اولي الامر واجمعوا في الآية على ما يوجب كونها في علي بن ابى طالب عليه‌السلام فقال بعضهم اولي الامر هم امراء السرايا وقال بعضهم هم العلماء وقال بعضهم هم القوام على الناس والآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر. وقال بعضهم هم امير المؤمنين علي بن ابى طالب والائمة من ذريته عليهم السلام فسألنا الفرقة الاولى فقلنا لهم أليس علي بن أبى طالبعليه‌السلام من امراء السرايا؟ فقالوا بلى إلى آخر ما افاد.