أبو الذبان
أبو الذبان
عبدالملك بن مروان، قال ابن شحنة الحنفي سمي بذلك لانه كان شديد البخر فكان اذا مر الذباب بفمه مات، وكان يلقب لبخله برشح الحجر انتهى.
ونقل ابن خلكان: ان لبابة بنت عبدالله بن جعفر بن ابي طالب كانت عند عبدالملك فعض تفاحة ثم رمى بها اليها وكان ابخر، فدعت بسكين فقال ما تصنعين بها، فقالت اميط عنها الاذى فطلقها فتزوجها علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب.
البخر بالموحدة والخاء المعجمة المفتوحتين النتن في الفم وغيره انتهى.
بويع ليلة الاحد غرة شهر رمضان سنة ٦٥ وتوفي بدمشق يوم السبت لاربع عشرة مضت من شوال سنة ست وثمانين.
حكي انه لما ثقل وكان قصره يشرف على بردى وهو نهر بدمشق رأى غسالا يلوي بيده ثوبا فقال وددت انى كنت غسالا مثل هذا اعيش بما اكتسب يوما فيوما ولم آل الخلافة وتمثل بقول امية بن ابى الصلت:
كل حي وإن تطاول دهرا | آيل امره إلى ان يزولا | |
ليتني كنت قبل ماقد بدا لي | في رؤوس الجبال ارعى الوعولا |
فذكر ذلك لابى حازم فقال الحمد لله الذي جعلهم عند الموت يتمنون ما نحن فيه ولا نتمنى عند الموت ما هم فيه، وقبره بدمشق بجوار معاوية بن ابى سفيان. ويأتى في ابن الزرقاء ذكر والده مروان.
وكان عبدالملك يحب الشعر والفخر والتفريظ والمدح، وكان عماله على مثل مذهبه قالوا وقد اخبر امير المؤمنين عليه السلام عنه بقوله: كأنى انظر إلى ضليل قد نعق بالشام وفحص راياته في ضواحي كوفان.