آية الصلوات

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية الصلوات (سورة الأحزاب: الآية 56) تشير إلى أنّ الله وملائكته يصلون على النبي (ص)، وتطلب من المؤمنين أن يصلّوا عليه أسوة بالله والملائكة، وترفع الشيعة أصواتها بالصلاة على النبي محمد (ص) بعد استماعهم الآية، وذلك لما ورد في الروايات في هذا الخصوص. وقد أوصي بقراءتها عقيب صلاة المغرب كتعقيب للصلاة.

وذكر العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان إنّ الصلاة على النبي وآله (ص) هو أسوة بصلوات الله وملائكته، وأورد الشيخ مكارم الشيرازي في كتابه پیام قرآن (رسالة القرآن) استناداً على روايات وردت في كتب الحديث والتفسير لأهل السنة، بأنّ الصلاة على النبي (ص) هو جزء من الصلوات التي ذكرت في الآية 56 من سورة الأحزاب.

نص الآية

وهي الآية 56 من سورة الأحزاب، قال تعالى:

إِنَّ اللهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً

أوصى الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد قراءة الآية عقيب صلاة المغرب بعد تسبيح الزهراء سلام عليها.[١] وأكّد عليه الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان نقلا عن مصباح المتهجد.[٢] وبناء على هذا ففي إيران، تقرأ هذه الآية بصوت عال بعد الانتهاء من صلاة الجماعة ويكرر المصلّين الصلوات على النبي وآله ثلاث مرات متتاليات. قالب:بحاجة إلى مصدر

التفسير

بيّن العلامة الطباطبائي من مفسري القرن الخامس عشر الهجري في تفسيره الميزان في تفسير القرآن اعتمادا على جملة من الروايات الواردة من كلا الفريقين سنة وشيعة بأنّ الطريقة الصحيحة للصلوات هي أن يطلب المؤمنون من الله عزوجل أن يصلّي على النبي وآله.[٣] ويعتقد العلامة أنّ صلوات المؤمنين هي أسوة بصلوات الله وملائكته على النبي (ص) وآله. والآية تعبّر عن تأكيدها للنهي الذي يلي الآية.[٤] حيث إنّ الذي يؤْذي الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة.[٥]

وذهب مكارم الشيرازي أحد مراجع التقليد في كتابه پیام قرآن (رسالة القرآن)، طبقا للروايات الشيعية والسنية، بأنّ الصلاة على آل النبي (ص) هو جزء من الصلوات وأورد جملة من الروايات التي رواها أهل السنة في كتبهم الحديثية والتفسيرية؛[٦] كالصحيح البخاري، [٧] وصحيح مسلم، [٨] وتفسير الدرّ المنثور [٩] وتفسير الطبري.[١٠]

وبناء على رواية أوردها الفضل بن حسن الطبرسي في تفسير مجمع البيان عن الإمام الصادق (ع)، إذا صلى أحدٌ على النبي (ص)، صلّى الملائكة على النبي (ص) عشر مرات ومحى الله عنه عشرة ذنوب ارتكبها وتسجل له عشرة حسنات.[١١]

أدلّة وجوب الصلوات

يقول ناصر مكارم الشيرازي وهو من مراجع الدين الشيعة ومن مفسري القرآن الكريم، إنّ الآية 56 من سورة الأحزاب تدلّ على وجوب الصلاة لمرة واحدة على الأقل.[١٢] كما ينقل عن الشيخ منصور علي ناصف وهو من علماء أهل السنة والجماعة ومؤلف كتاب التاج الجامع للأصول، أنّه باتّفاق العلماء بأنّ ظاهر الآية تدلّ على وجوب الصلاة والسلام على النبي (ص).[١٣]


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • البخاري، محمد بن اسماعيل، صحيح البخاري، العربية السعودية، بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع، 1419 هـ/ 1998 م.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، تفسير الدرّ المنثور في التفسير المأثور، بيروت، دار الفكر، 1420 هـ/ 2000 م.
  • الطوسي، محمد بن حسن، مصباح المتهجد، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1418 هـ/ 1998 م.
  • القمي، عباس، مفاتيح الجنان، قم، انتشارات الأسوة التابع لمؤسسة الحج والأوقاف والامور الخيرية، د.ت.
  • الطبرسي، الفضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المعرفة، 1406 هـ/ 1986 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، د.م، دار الهجر، 1422 هـ/ 2001 م.
  • الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1393 هـ/ 1973 م.
  • مسلم النيسابوري، صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار إحياء الكتب العربية، 1412 هـ/ 1991 م.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، پیام امام امیرالمومنین علیه‌السلام (رسالة الإمام أمير المؤمنين (ع))، طهران، دار الكتب العلمية، 1386 هـ ش.
  1. الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 85.
  2. الشيخ عباس القمي، كليات مفاتيح الجنان، ص 17.
  3. الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 338.
  4. سورة الأحزاب، الآية 57.
  5. الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 338.
  6. مكارم الشيرازي، پیام قرآن، ج 9، ص 399-403.
  7. البخاري، صحيح البخاري، ص 937، ح 4797.
  8. مسلم النيسابوري، صحيح مسلم، ج 1، ص 305، ب 17، ح 65.
  9. السيوطي، الدر المنثور، ج 6، ص 646-647.
  10. الطبري، تفسير جامع البيان، ج 19، ص 176.
  11. الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 579.
  12. مكارم الشيرازي، پیام امام امیرالمومنین، ج 3، ص 200.
  13. مكارم الشيرازي، پیام امام امیرالمومنین، ج 3، ص 200-201.