السيد مهدي بن السيد داود الحلي
السيد مهدي بن السيد داود الحلي
ولد السيد مهدي بن السيد داود بن السيد سليمان الحلي عام 1222 ه بمدينة الحلة ونشأ بها ودرس المقدمات فيها ، وأخذ العلوم الأدبية على أخيه السيد سليمان الصغير المتوفى عام 1247 ه ، وأخذ يواصل دراسة اللغة العربية وآدابها ، ويمارس نظم الشعر حتى صار من شيوخ صناعة الأدب بمدينة الحلة ثم هاجر إلى مدينة النجف الأشرف في أوائل القرن الثالث عشر الهجري لطلب العلم ، فدرس شيئا من العلوم اللسانية والفقهية على أعلامها ، ومنهم:
1 - الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) .
2 - الشيخ حسن بن الشيخ جعفر الكبير .
وقد شارك في عدة محافل أدبية في مدينة النجف الأشرف وأصبح من أهل الفضل ومن شيوخ الأدب ، وكان أكثر شعره في آل البيت عليهم السلام ويقول الشيخ حرز الدين : " كان شيخا من شيوخ الأدب وشاعرا ذا قريحة باهرة ، ومدح في شعره آل بيت محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلم وشهداء الطف سلام اللّه عليهم ، وبعض الوجوه والأشراف ، كما أنه نظم في الغزل الرقيق وقد عد الشيخ محمد علي اليعقوبي قصيدته في الإمام الحسين عليه السلام من أبلغ مراثيه منها:
بنو العواتك قاست أعظم النوب * بكربلا من بني حمالة الحطب
تبت يدا آل سفيان لقد كسرت * قسرا سفينة نوح في شبا القضب
وعترة المصطفى الثقل الذي قرن * لنبي فيه كتابا أعظم الكتب
فقال ما أن تمسكتم بنورهما * فأنكم لن تضلوا في دجى الريب
وقد تتلمذ على السيد مهدي الحلي عدد من الأدباء والشعراء ، وكان مسجده الذي كان يصلي فيه بمدينة الحلة بمثابة مدرسة أدبية قد تخرج منها كل من : الشيخ حمادي نوح ، والشيخ حسن مصبح ، والشيخ علي عوض ، والشيخ حمادي الكواز ، وابن أخيه الشاعر الكبير السيد حيدر الحلي .
وكان السيد مهدي الحلي من أعظم مؤازري العلامة السيد محمد مهدي القزويني في نشر رسالته الإصلاحية ومهمته الدينية حين استوطن مدينة الحلة في أواسط القرن الثالث عشر الهجري ، وكان قد ألف في الفقه والأدب كتبا هي:
1 - ديوان شعر مخطوط عند حفيده السيد هادي بن السيد حمزة وقد جمعه الشيخ مهدي اليعقوبي عام 1329 ه ويقع في جزءين وهو بخط السيد علي بن الحسين الهاشمي النجفي .
2 - كتاب في تراجم جملة من الشعراء القدامى .
3 - كتاب في علم البديع .
4 - كراريس في الفقه .
5 - مصباح الأدب الزاهر لذوي البصائر ، ألفه لآل كبة ، وهو كتاب أدبي تاريخي يحتوي الكثير من أخبار شعراء عصره .
توفى السيد مهدي الحلي عام 1288 ه / 1872 م ، وهناك من يؤرخ وفاته عام 1289 ه أو 1287 ه ، وقد نقل جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف ، ودفن في الصحن الشريف ، ورثاه جماعة من الشعراء منهم ابن أخيه السيد حيدر الحلي بقصيدة منها:
أخبا الردى انصلني وهاك وريدي * ذهب الزمان بعدتي وعديدي
نشبت سهام النائبات بمقلتي * فلحفظ ماءا أتقي من جيدي
ما ذا الذي يا دهر توعدني به * أو بعد عندك موضع لمزيد