السيد حسين بن السيد سليمان الحلي

من ويكي علوي
مراجعة ٠٩:٣٩، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== السيد حسين بن السيد سليمان الحلي == ولد السيد حسين بن السيد سليمان بن السيد داود الحلي في مدينة النجف الأشرف في حدود عام 1162 ه ولقب بالحكيم ، ونشأ على والده في مدينة النجف وأخذ عنه مبادئ العلوم ، ولما استوطن والده مدينة الحلة اصطحبه معه ، ولكنه عاد إلى مدينة ال...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد حسين بن السيد سليمان الحلي

ولد السيد حسين بن السيد سليمان بن السيد داود الحلي في مدينة النجف الأشرف في حدود عام 1162 ه ولقب بالحكيم ، ونشأ على والده في مدينة النجف وأخذ عنه مبادئ العلوم ، ولما استوطن والده مدينة الحلة اصطحبه معه ، ولكنه عاد إلى مدينة النجف فدرس علمي الطب والأخلاق ، وأتصل بعلماء الأسر النجفية كآل محيي الدين ، وآل الأعسم ، وآل كاشف الغطاء ، وآل بحر العلوم ، ودارت بينه وبين علماء وأدباء هذه الأسر مطارحات ومساجلات فكتب إليه الشيخ محمد محيي الدين يداعبه ويستهديه سعفا كان يصله إليه في كل سنة قائلا:

قل للحسين أخي الإحسان والشرف * لا تنسى ما بي من الإخلاص والشغف

حاشا علاك عن الأحجام عن صلتي * بعد التعاهد والإتحاف بالتحف

لا زلت تنجز ما وظفت من عدة * فهل تفضلت بالإسعاف بالسعف

فعجل البر قبل البرد مبتدرا * فالشيخ يشفى بلا نار على التلف

وقد أجابه السيد حسين الحلي قائلا :

محمد يا زكي الوسط والطرف * لا تجعلن ودنا وقفا على (طرف)

من سره أن يرى كل الورى جمعت * بواحد فليرى ما فيك وليقف

من همه في اكتساب المجد مرتقبا * وهم بعضهم في الباه والعلف

وقد أثنى عليه الشيخ عبد الحسين الأعسم بقصيدة منها:

رويدك أني عن ملامك في شغل * متى خان عهدا للهوى عاشق قلبي

لقد ايست مني العواذل بعد ما * رأوني أزداد اشتياقا على العذل

وأيسر خطب في الهوى لوم لائم * ( ولا بد دون الشهد من أبر البخل )

وليل كعين الظبي نادمني به * صبيح به استغنيت من صبحه المجلي

واشتهر السيد حسين الحلي بعلم الحكمة حتى لقب " لقمان محيي الموتى " ، كما كان عالما بالجفر والرمل والعلوم الغريبة ، وأصبح له مركز اجتماعي رفيع في مدينة الحلة حتى أنها انقادت إليه ويقول الشيخ اليعقوبي : انه عالم فاضل ، وشاعر مطبوع ، يتوسع في علوم الطب والحكمة والنجوم ، وله في الأدب والترسل باع طويل ، وكان جليل القدر ، كامل الرياسة ، له هيبة في صدور الخاصة والعامة ، مطاعا عند حكام الحلة وولاة بغداد.

ومن شعره في رثاء والده السيد سليمان الحلي:

كم أحبس الزفرات بين ضلوعي * فتنمّ بالسر المصون دموعي

وإلى م يعذلني الخلي من الجوى * والسم حشو حشاشة الملوع

اعذول قد كلمت غير مكلم * ودعوت للسلوان غير مطيع

قد كنت قبل نوئ الأحبة جامد * الأجفان جلدا حلف كل خليع

فرمى الزمان صفاة صبري بعدهم * وتجلّدي بقوارع التصديع

يا للرجال لحادث ألقيت من * بعد الآباء له زمام مطيع

كيف السبيل إلى الخلاص ورائقي * قدر يذللني بغير قطيع

وختم قصيدته بقوله :

هي نفثة المصدور حاول قذفها * كي يستريح وأنّة الموجوع

وعليهم تسليم صبّ دأبه * عض البنان بسنّة المقروع

توفى السيد حسين الحلي في الحادي عشر من ذي الحجة عام 1236 ه / 1820 م ، وحمل جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف ورثاه جماعة من الشعراء كالسيد سليمان الحلي ( الصغير ) والشيخ حبيب المطيري ، والشيخ محمد بن مطر ، والشيخ صالح التميمي ، وقد استخرج الشيخ موسى بن الشيخ جعفر الكبير عشرة ألف شامي من أموال السيد حسين الحلي حين وفاته وجعلها رد مظالم وفرقها في مظانها عنه ، فلما رأى ذلك السيد علاوي ترك مهنة الطب وقال :

حرام عليّ ما دام الأمر بهذه الخطورة.