الشيخ جواد بن الشيخ حسين نجف

من ويكي علوي
مراجعة ٠٧:٤٢، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== الشيخ جواد بن الشيخ حسين نجف == تتلمذ الشيخ جواد بن الشيخ حسين نجف على الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) وعلى أعلام أسرة آل كاشف الغطاء ( الشيخ علي والشيخ محمد والشيخ حسن ) وأصبح عالما فاضلا فقيها ناسكا زاهدا ، بلغ ذروة الاجتهاد ويقول السيد حسن الصدر : كان ع...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ جواد بن الشيخ حسين نجف

تتلمذ الشيخ جواد بن الشيخ حسين نجف على الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) وعلى أعلام أسرة آل كاشف الغطاء ( الشيخ علي والشيخ محمد والشيخ حسن ) وأصبح عالما فاضلا فقيها ناسكا زاهدا ، بلغ ذروة الاجتهاد ويقول السيد حسن الصدر : كان عالما فاضلا فقيها ناسكا زاهدا ، لم أر في عصري من اتفقت الكلمة على ثقته وصلاحه مثله ويقول السيد محمد علي العاملي في كتاب " اليتيمة " : أنه بلغ ذروة الاجتهاد ونال في العلم أقصى المراد ، ذكي أنّى لأويس ذكاه ، وورع أنى لأويس ورعه وتقواه ، فان له في أذهان عامة الناس وخاصتهم غرس عظيم في التقوى وازدحام عند حلول البلوى وتزايد في أن تقتبس منه الحكم والتقوى ، ومن شدة ورعه لا يفتيهم ومع ازدحام التخاصم مهما أمكن يصلحهم ويرضيهم وقد وصف انه شيخ أئمة العراق ، وكان يؤم الناس في المسجد الهندي ملازما لإمامة الجماعة ، وملازما لزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، وكان علماء المسلمين يقدمونه في صلاة الاستسقاء لما عرف عنه من زهد وقناعة وابتعاد عن مباهج الحياة ولذائذ الدنيا ، ولما فقد بصره في أواخر حياته كان يقول : لم يفتني بذهاب بصري إلا أمران الابتداء بالسلام وقراءة القرآن

وقد مدحه الشاعر الشيخ صالح حجي الكبير بقصيدة منها:

قد ساغ لي شرب المدام فهاتها * كالجلنار أنار في قلواتها

من كف فاتكة الجفون كأنما * فتكات بيض الهند من فتكاتها

مهلا فلولا ابن الحسين وجوده * ماتت نفوس الخلق قبل مماتها

علامة العلماء والنفس التي * جبلت على التقوى طبايع ذاتها

وهدى اضلاء الأنام بهديه * وبجوده أحيا رميم عفاتها

وكان للشيخ جواد نجف درس في داره يحضره جماعة من أهل العلم والفضل ، وقد أجاز بعض حضاره إجازات علمية كالميرزا جعفر بن الميرزا أحمد التبريزي المتوفى عام 1262 ه وأشار الشيخ الطهراني إلى أنه كتب رسالة مستقلة في أحوال والده الشيخ حسين نجف كما كتب الشيخ محمد طه رسالة ترجم فيها الشيخ حسين والشيخ جواد نجف ، وهي في الأساس مخصصة للشيخ حسين نجف ، ولم تشر المصادر إلى ما تركه الشيخ جواد نجف من آثار علمية .

توفى الشيخ جواد نجف في 23 ربيع الأول 1294 ه / 1877 م ، وتاريخ وفاته " غار نجم " ودفن في المقبرة الخاصة بأسرته في الصحن الشريف ، وهي الحجرة الأولى الواقعة على يسار الداخل إلى الصحن من باب القبلة حيث يرقد الإمام الشيخ مرتضى الأنصاري ، وقد رثاه جماعة من شعراء النجف الأشرف كالسيد محمد سعيد الحبوبي ، والسيد موسى الطالقاني ، والشيخ كاظم سبتي وغيرهم ، ومن قصيدة السيد موسى الطالقاني:

لقد طرقتنا فاستشاط لها الدهر * وغير عجيب أن يضيق بها الصدر

ومدت على الدنيا رواق مصابها * فأظلم منها الجود والبر والبحر

فذاك محيا الصبح أسود كالح * ورأسي مبيض ودمعي محمر

وغيض عباب الدمع والوجد كامن * هل الوجد يجدي بعد ما قضي الأمر

أناخت بأمصار العراق فسعرت * لظاها وكادت أن تحور لها مصر

رزايا بقلب الدين منها جراحة * وفي كبد الإسلام يدمى لها ظفر

لقد شمرت عن ساعد البغي وانثنت * تسدّد سهما قد براها لها الغدر

ولم ترم إلا والجواد صريعها * فيا لك رزء فيه ينقصم الظهر

وما صرعت إلا عميدا واصيدا * يطاطئ هاما عن مفاخره النسر

ومن قصيدة الشيخ كاظم سبتي:

أقام البغي فارتحل الرشاد * وثار الجهل فانذهل السداد

وحالت بين أفنية المعالي * يعدو ليس تسبقه الجياد

وجرت المنايا السود بيضا * حدادا دونها البيض الحداد

ومن قصيدة الهمداني صاحب " فصوص اليواقيت ":

أصاب قلب البرايا * من النوائب سهم

بموت من هو فيهم * نجم ضاء وشهم

ابن الحسين جواد * له مكارم تسمو

في الزهد سلمان دهر * في العلم بحر ضخم

في قبره مذ توارى * أرخته ( غار نجم )

ومن قصيدة السيد محمد سعيد الحبوبي :

ما لفوديّ ينكران المشيبا * أحسن الشهب طالعا لن يغيبا

أيها الحاملون نعش جواد * منعش جوده المحل الجديبا

أجهشت خلفك النواظر عبرى * فاضحا دمعها الحيا المسكوبا