السيد صالح بن السيد مهدي القزويني
السيد صالح بن السيد مهدي القزويني
ولد السيد صالح بن السيد مهدي بن السيد حسن القزويني في مدينة النجف في 17 رجب 1208 ه الموافق للثامن عشر من شباط 1794 م ، وقيل إنه ولد في الحلة ونشأ بها على أبيه واعتنى بتربيته ، وغذاه بأخلاقه وقد تتلمذ على أعلام عصره في النجف والحلة منهم:
1 - الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) وقد تزوج أبنته .
2 - الشيخ مرتضى الأنصاري .
3 - الشيخ مهدي كاشف الغطاء وأجازه .
4 - الشيخ حسن الفلوجي .
5 - الملا علي الخليلي ، وأجازه .
وأصبح عالما فقيها وأديبا شاعرا ثم عاد إلى مدينة الحلة مرجعا دينيا فيها وساهم في الحركة الأدبية وبعثها ، وكانت بينه وبين السيد حيدر الحلي منافسة أدبية تبادلا فيها الرسائل والقصائد وبعد وفاة والده تصدى للتدريس وكان يحضر درسه جمع من أفاضل طلاب العلم ، وحينما انتقل إلى بغداد عام 1259 ه أصبحت داره ندوة للأدباء والشعراء والخطباء ، وتولى الزعامة الدينية في جانب الكرخ وأصبح مرجع الرأي العام ، وموئل القاصدين ، ووصفه الشاعر عبد الباقي العمري بأنه أكليل أدباء عصره ، وتاج شعراء عصره ولما كان السيد القزويني قد جمع بين الفقه والأدب ، فقد جاءت كتبه تحمل هذين العلمين وهي :
1 - الدرة الغروية في مدائح العترة النبوية ، وورد بلفظ " الدرر الغروية في العترة المصطفوية " ، وتوجد منه نسخة في مكتبة المتحف العراقي ببغداد وهي بخط ناجي بن محمد السعدي القفطاني وورد الكتاب بلفظ " قصائد الغروية في مدح النبي والأئمة الاثني عشر " فهو قد أحتوى أربع عشرة قصيدة في النبي والزهراء والأئمة الاثني عليهم السلام ومجموع أبياته ( 280 بيتا ).
2 - تاريخ أحوال سيد الوصيين أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد ورد بلفظ " مقتل أمير المؤمنين عليه السلام " وقد ألفه ليقرأ في داره ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان وقد حققه السيد جودت القزويني وطبعه .
3 - ديوان السيد صالح القزويني ، وهو ديوان كبير قد ضم سائر شعره ، وقد جمعه الشيخ إبراهيم آل صادق العاملي النجفي ، فأدرج في أوله الموشح الكبير الذي مدح به الشيخ طالب البلاغي ، والتقاريض التي عليه مع مقدمات وضعها لكل واحد منهم مسجعة على أسلوب معروف.
4 - رسالة عملية كبيرة في العبادات .
5 - رسالة نثرية لطيفة .
6 - مقطعات شعرية .
وقد وصف شعر السيد صالح القزويني بقوة البديهة وضخامة اللفظ ومتانة القافية والأسلوب ، وتعلوه حلاوة وتتخلله طلاوة ويقول الشيخ اليعقوبي :
كان في شعره خصب القريحة ، طويل النفس ، رصين اللغة والأسلوب ولولا اشتغاله في العلوم الدينية لكان أشعر الأسرة القزوينية ومنه في الإمام الحسين عليه السلام:
أيقعدني عن خطة المجد لائم * قصير الخطى من أقعدته اللوائم
سأركبها مرهوبة سطواتها * تطير خوافيها بها والقوادم
عليّ لربع المجد وقفة ماجد * تناشده حتى السيوف الصوارم
وأمطر من سحب البوارق هاطلا * من الدم لا ما أمطرته الغمائم
ومن شعره :
أتعرض سيدي روحي فداكا * على المضنى حشاه من قلاكا
رماني الدهر بالأسقام لما * رأى صبري رماني في جفاكا
لأن لم أطق صبرا عليه * وأعظم كل سقم كان ذاكا
ومن موشحاته:
فأزهرت بشرا رياض النجف * بواكف كفى البرايا وكف
توفى السيد صالح القزويني عام 1307 ه ، وهناك من يؤرخ وفاته عام 1304 ه ، و 1305 ه ، و 1306 ه وقد رثاه جمع من الشعراء ومنهم السيد إبراهيم الطباطبائي الذي رثاه بقصيدة منها:
صدى لنعاك صالح للمعاد * تضيف برجعه سمة البلاد
لا سمع حي هاشم بالتناد * لو أن الميت يسمع من ينادي
تلفع وجه يعرب بالسواد * ووجه نزار برفع بالحداد
بجمره هاشم وبزغف عمرو * ويبضة يعرب العرب البوادي
وقد أشار السيد جواد شبر في كتابه " أدب الطف " إلى السيد صالح بن السيد رضا بن السيد مير القزويني ( 1208 ه - 1306 ه ) وذكر مؤلفاته وحياته فإنها تلتقي مع ترجمة السيد صالح بن السيد مهدي القزويني وهذا سهو من المؤلف .