طيزناباذ
طيزناباذ
يقع موضع « طيزناباذ » بين الكوفة والقادسية على حافة الطريق ، أو جادة الحاج ويقول المؤرخ اليعقوبي : إنها قرية بين الكوفة والقادسية ذات كروم وأشجار ونخل ورياض ، تخرّصتها الأنهار من كل البقاع من الفرات ويقول البلاذري : إن طيزناباذ كانت تدعى « ضيزناباذ » فغيّروا اسمها ، وإنما نسبت إلى الضيزن بن معاوية بن العبيد السليحي ويبدو أن منطقة « طيزناباذ » كانت مركزا استيطانيا عند الحافة الشرقية لبحر النجف ، على مسافة تسعة أميال من مدينة النجف الأشرف الحالية ، وإلى جانبها مدينة الصنين وتعرف أطلال موضع ( طيزناباذ ) في الوقت الحاضر باسم ( طعيريزات )وهي تشرف على بحر النجف ، وإن هناك تلالا وروابي يبلغ ارتفاعها ما بين ( 15 - 25 مترا ) . وعلى جوانبها آثار أبنية قديمة العهد ، وتمتد إلى نحو 2 كيلومترا تبتدئ من الموضع المعروف باسم ( المصعاد ) إلى ما يقرب من قصر الخورنق وقد زار هذا الموضع المستشرق الألماني ( كروكمان ) في الخامس من كانون الأول عام 1937 وكتب عنه وقال : إنه تل بجانب بحر النجف ، ويمتد على الجهة اليمنى من الطريق بين النجف وأبي صخير ، مسافة خمسة كيلومترات تقريبا . وقد عثرت مديرية الآثار العراقية في كانون الثاني عام ( 1955 ) على كعوب لدنان مستطيلة الشكل وكبيرة ، وفخار غير مزجج سميك ومزيّن ب ( حزوز ) شبيهة بفخار الحيرة والكوفة من القرنين الأول والثاني من الهجرة
وشهد موضع ( طيزناباذ ) جانبا من الحوادث التي وقعت بين العرب والفرس قبل الإسلام ، فقبيل موقعة ( ذي قار ) ، أغار بجير بن عائد العجلي ومفروق بن عمرو الشيباني على القادسية وطيزناباذ وما والاهما من المناطق وغنموا غنائم كثيرة ، فلما بلغ ذلك كسرى ، اشتدّ حنقه على بكر بن وائل وشهد موضع طيزناباذ جانبا من حوادث عام 14 ه وكان لمحمد بن الأشعث بن قيس الكندي قصر في موضع ( طيزناباذ )، وهو يقع عند دير سرجس وقد تغنّى به الشاعر أبو نؤاس ، وبما يحيط به من مزارع بقوله:
قالوا : تنسّك بعد الحج ، قلت لهم * أرجو الإله وأخشى طيزناباذا
أخشى قضيب كرم أن ينازعني * فضل الخطام وإن أسرعت أغذاذا
فإن سلمت وما قلبي على ثقة * من السلامة ، لم أسلم ببغذاذا
ما شئت من بلد تدنو منازهه * لكنّ فيه قبيلات وأفخاذا
ما أبعد النسك من قلب تقسّمه * في قطربل ، فقرّبني فكلواذا