الطف
الطف
الطف في اللغة ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق وقيل : هو ساحل البحر وجانب البر ويقول ابن منظور : وسمي الطف لأنه طرف البر مما يلي الفرات ومن ذلك جاء لفظ « طف النجف » ويقال : إن النجف لغة يعني طف الوادي وحاشيته المرتفعة وتقع في طف النجف عدد من العيون المتدفقة كالقطقطانة والرهيمة وعين جمل وغيرها . وكانت هذه العيون بيد الفرس ، ولكن بعد موقعة ذي قار تغلّب عليها العرب . وعند الفتح الإسلامي للعراق ، أصبحت هذه العيون عشرية ، وفيها يقول الأكيشر الأسدي :
أنّي يذكّرني هندا وجارتها * بالطف صوت حمامات على نيق
بنات ماء معا بيض جامتها * حمر مناقرها ، صفر الحماليق
وقد شهد « طف النجف » أحداثا في العصر الراشدي ، ففي عام 14 ه فرق المثنى بن حارثة الشيباني جنده من أول الطف إلى آخره ، بينما هو نزل في منطقة ذي قار
ويقول الطبري في أحداث هذه السنة : « قدم رستم الجالينوس وذا الحاجب ، ولا يشعرون بفصولهم من النجف ، فلم يسيروا إلا فرسخا وبعض آخر ، حتى رأوا مسالحهم وسرحهم على الطفوف ، وقد ملئوها . فقال بعضهم : ارجعوا إلى أميركم فإنه سرحكم ، وهو يرى أن القوم بالنجف » وبقي مصطلح « طف النجف » يسير مع التاريخ الإسلامي وحتى التاريخ الحديث ، فيقول الشيخ محمد رضا الشبيبي : أن المجاهدين خرجوا من النجف في الخامس من ربيع الثاني عام 1333 ه قاصدين الشعيبة عن طريق الطف من النجف إلى الشنافية ، فالسماوة والناصرية ، فبرّ الزبير .