الدارمية الحجونية الكنانية
اسمها
الدارمية الحجونية الكنانية
نبذة عنها
من ربات الفصاحة والمواليات. كانت امرأة سوداء كثيرة اللحم ... لما حج معاوية سنة من سنيه ، سأل عنها فأخبر بسلامتها فبعث إليها فجيء بها ، فقال لها : كيف حالك يا ابنة حام؟ قالت : بخير ولست لحام ، إنّما أنا امرأة من قريش ، من بني كنانة ثمت من بني أبيك ، قال : صدقت ، هل تعلمين لم بعثت إليك؟ قالت : لا يا سبحان الله ، وأنّى لي بعلم ما لم أعلم ، قال : بعثت إليك أن أسألك علام أحببت عليا (عليه السلام) وأبغضتيني ، وعلام واليتيه ، وعاديتيني؟ قالت : أو تعفيني من ذلك. قال : لا أعفيك ولذلك دعوتك ، قالت : فأما إذا أبيت فإنّي أحببت عليا (عليه السلام) على عدله في الرعية ، وقسمه بالسوية ، وأبغضتك على قتالك من هو أولى بالأمر منك ، وطلبك ما ليس لك.
وواليت عليا (عليه السلام) على ما عقد له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الولاية ، وحب المساكين ، وإعظامه لأهل الدّين ، وعاديتك على سفك الدماء وشقك العصا. قال : صدقت ، فلذلك انتفخ بطنك ، وكبر ثديك ، وعظمت عجيزتك. قالت : يا هذا بهند (أم معاوية) والله يضرب المثل لا أنا ، قال معاوية : يا هذه لا تغضبي فإنّا لم نقل إلا خيرا ، إنّه إن انتفخ بطن المرأة تم خلق ولدها ، وإذا كبر ثديها حسن غذاء ولدها ، وإذا عظمت عجيزتها رزن مجلسها ، فرجعت المرأة.
فقال لها : هل رأيت عليا؟ قالت : إي والله لقد رأيته ، قال : كيف رأيته؟ قالت : لم ينفخه الملك ، ولم تصقله النعمة ، قال : فهل سمعت كلامه؟ قالت : نعم ، قال : فكيف سمعته؟ قالت : كان والله كلامه يجلوا لقلوب من العمى ، كما يجلوا الزيت صدأ الطست ، قال : صدقت هل لك من حاجة؟ قالت : وتفعل إذا سألت؟ قال : نعم ، قالت : تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها ، قال : ما تصنعين بها؟ قالت : اغذو بألبانها الصغار ، وأستحني بها الكبار ، وأكتسب بها المكارم ، وأصلح بها بين عشار العرب ، قال : فإن أعطيتك هذا أحلّ منك محلّ عليّ (عليه السلام) قالت : يا سبحان الله أو دونه ، أو دونه ... أما والله لو كان عليا ما أعطاك شيئا قالت : إي والله ، ولا برة واحدة من مال المسلمين يعطيني؟
ثم أمر لها بما سألت.
المصدر
أعيان الشيعة 30 / 47. بلاغات النساء / 72. الدر المنثور / 189. العقد الفريد 1 / 299.