الوسيلة إلى نيل الفضيلة

من ويكي علوي
مراجعة ١٠:٢٠، ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''الوسيلة إلى نيل الفضيلة''' كتاب فقهي من مؤلفات ابن حمزة الطوسي، وكان له أثر بالغ على علماء الشيعة. وقد تأثر الكاتب بابن البراج والشيخ الطوسي في هذا الكتاب. ==مؤلفه== ابن حمزة عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي، فقيه الإم...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الوسيلة إلى نيل الفضيلة كتاب فقهي من مؤلفات ابن حمزة الطوسي، وكان له أثر بالغ على علماء الشيعة. وقد تأثر الكاتب بابن البراج والشيخ الطوسي في هذا الكتاب.

مؤلفه

ابن حمزة عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي، فقيه إمامي عاش في القرنين الخامس والسادس للهجرة، ورغم عدم وجود معلومات دقيقة عن حياته وتلامذته وشيوخه، ولكن ورد في المصادر المتأخرة أنّ قبره في ضواحي كربلاء.[١]

تأثره بالعلماء

ابن البراج

وإذا ما درسنا أسلوب الكتاب أمكن الحدس بأنّ ابن حمزة تأثر بابن البراج (تـ 481 هـ).

إتباع منهج الشيخ الطوسي

وتدلّ المقارنة بين فتاواه في الوسيلة وبين فتاوى الشيخ الطوسي أنّه يقبل الإطار الفقهي للشيخ، وكان أكثر استفادة في تأليفه لـ الوسيلة من النهاية بين آثار الشيخ الطوسي.

الوسيلة في ثنايا الكتب

إن فقهاء النصف الثاني من القرن 6 هـ ومنهم الراوندي (تـ 573 هـ) أفادوا من هذا الكتاب وهذا يدعو إلى الحدس بأنه عاش بين أواخر القرن 5 هـ والنصف الأول من القرن 6 هـ.

فهرست أسماء علماء الشيعة

أقدم من أشار إليه منتجب الدين (تـ بعد 600 هـ) فذكر كتاب الوسيلة واعتبر ابن حمزة مؤلفه.[٢]

معالم العلماء

كما أن ابن شهر آشوب (تـ 588 هـ) وهو أيضا من أصحاب الفهارس في القرن 6 هـ، وإن لم يذكر اسمه، غير أنه ذكر ضمن كتب مجهولة المؤلف كتابا باسم الوسائل إلى نيل الفضائل،[٣] ربما كان نفس كتاب الوسيلة إلى نيل الفضيلة لابن حمزة. ولا بد أن تأليف هذا الكتاب تم بين 463 و600 هـ، ذلك أنه ذكر الشيخ الطوسي (تـ 460 هـ) وأبا يعلي سلّار الديلمي (تـ 463 هـ) بين الوفيات،[٤] كما ذكر منتخب الدين الوسيلة في الفهرست الذي ألف في أواخر القرن 6 هـ.

أثره على العلماء والأوساط العلمية

الراوندي

فإذا ما قورن بين ما ورد عند الراوندي في فقه القرآن وبين الوسيلة تبين تأثر الراوندي بابن حمزة. فالراوندي يتبعه حتى في بعض الأحكام، كحكم دم الكلب والخنزير في لباس المصلي، فينقل فتواه الشاذة فيه.[٥]

ابن زهرة

كما تأثر ابن زهرة (تـ 585 هـ) به في الغنية إلى حد ما.[٦]

ابن إدريس

وتأثر ابن إدريس في السرائر الذي ألف في 587 ــ 588هـ ونقل الكثير من الوسيلة بعبارة "بعض كتب أصحابنا" وغالبا ما يشير إلى آراء ابن حمزة بشكل لا يخلو من النقد[٧] غير أن آراء ابن إدريس تتفق أحيانا مع آراء ابن حمزة.[٨]

مدرسة الحلة

وقد اهتمت مدرسة الحلة اهتماما بالغا بكتاب الوسيلة في القرن 7هـ، فقد جعل المحقق الحلي (تـ 676هـ) الوسيلة إطارا لعمله، ولا سيما القسم المتعلق بالعبادات من الشرائع، دون التصريح باسم ابن حمزة، ولم ينهج نهجه تماما في تبويب قسم العبادات فحسب، بل تأثر به تأثرا واضحا في أسماء الأبواب وطريقته في عرض المسائل وأحيانا في المحتوى. فقد كان كتاب الوسيلة، كما يبدو من رسالة الوزير العلقمي إلى تاج الدين ابن الصلايا، من أكثر الكتب انتشارا بين شيعة العراق (ولا سيما الحلة) في القرن 7هـ.[٩]

سند الكتاب

وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه لم يعرف طريق متصل لرواية كتاب الوسيلة إلى مؤلفه. ثم إن خلو إجازات الحلة المهمة من ذكر الوسيلة مثل إجازة العلامة الحلي إلى بني زهرة، وإجازة أحد تلامذة يحيى بن سعيد[١٠] ومقدمة رجال ابن داود الحلي[١١] يدل على أن فقهاء الحلة أنفسهم عرفوا هذا الكتاب عن طريق "الوجادة" وليس عن طريق "الرواية"، وعلى كل حال فلا تزال كتب الفقه الإمامية تستفيد من هذا الكتاب منذ ذلك الزمن حتى اليوم. وتبدو اختلافات فيما أورده بعض الكتّاب المتأخرين حول اسم ابن حمزة مؤلف كتاب الوسيلة ليست ذات أهمية بالنظر إلى التصريح باسمه في المصادر القديمة، ومنهم المحقق الكركي، فهو يذكر في إجازته للقاضي صفي الدين[١٢] أن مؤلف الوسيلة هبة الله بن حمزة من فقهاء حلب، وهذا اسم غير معروف البتة، كما يرى صاحب نظام الأقوال أن الوسيلة لأبي يعلى الجعفري[١٣] وهو مرفوض لأن وفاة أبي يعلى كانت في 463هـ.[١٤]


المصادر والمراجع

  • آقا بزرك، الذريعة
  • ابن إدريس، محمد، السرائر، طهران، 1270هـ

ابن البراج، عبد العزيز، المهذب، قم، 1406هـ

  • ابن حمزة، محمد، الوسيلة، تقـ: محمد الحسون، قم، 1408هـ

ابن داود، الحسن، الرجال، تقـ: جلال الدين محدّث، طهران، 1383هـ

  • ابن زهرة، حمزة بن علي، "الغنية"، ضمن الجوامع الفقهية، طهران، 1276هـ
  • ابن شهر آشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، 1380هـ

ابن طاووس، علي، كشف المعجة، النجف، 1370هـ

  • الأفندي، عبدالله، رياض العلماء، تقـ: أحمد الحسيني، قم، 1401هـ
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، بيروت، 1403هـ

الحر العاملي، محمد، أمل الآمل، تقـ: أحمد الحسيني، بغداد، 1385هـ

  • الراوندي، سعيد، فقه القرآن، تقـ: أحمد الحسيني، قم، 1397هـ
  • السبكي، عبدالوهاب، طبقات الشافعية الكبرى، تقـ: عبدالفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناحي، القاهرة، 1971م

سلّار الديلمي، أبو يعلى، "المراسم". ضمن الجوامع الفقهية، طهران، 1276هـ شاذان بن جبرائيل القمي، "إزاحة العلة في معرفة القبلة"، ضمن بحار الأنوار، ج81، ص 73ـ85 الصدر، حسن، تأسيس الشيعة، بغداد، شركة النشر والطباعة العراقية الطباطبائي، عبدالعزيز، مقدمة على فهرست (ظ: همـ، منتجب الدين) الطوسي، محمد، المبسوط، تقـ: محمد تقي الكشفي، طهران، 1387هـ الطوسي، محمد، "النهاية". ضمن الجوامع الفقهية، طهران، 1276هـ العلامة الحلي، الحسن، المختلف، طهران، 1324هـ

  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، 1403هـ

المحقق الحلي، جعفر، شرائع الإسلام، تقـ: عبدالحسين محمد علي، النجف، 1389هـ

  • منتجب الدين، علي، فهرست أسماء علماء الشيعة، تقـ: عبدالعزيز الطباطبايي، قم، 1404هـ
  • النجاشي، أحمد، الرجال، تقـ: موسى الشبيري، قم، 1407هـ
  • يحيى بن سعيد الحلي، نزهة الناظر، تقـ: أحمد الحسيني ونور الدين الواعظي، النجف، 1386هـ
  1. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 66؛ الصدر، تأسيس الشيعة، ص 305.
  2. منتجب الدين، الفهرست، ص 164.
  3. ابن شهر آشوب، معالم العلماء، ص 145.
  4. ص 180ـ181ومخـ
  5. ابن إدريس، السرائر، ص 35؛ ابن حمزة، الوسيلة، ص 77.
  6. كنموذج قارن بين ابن زهرة، الغنية، ص 40و 43و44 وبين ابن حمزة، الوسيلة، ص 112ـ114و 121
  7. كنموذج، ص 35، السطر2، ص 38، السطر7؛ قا: ابن حمزة، ص 76،77
  8. ظ: ابن حمزة، ص282، السطر5؛ إبن إدريس،ص 173، السطر21؛ قا: يحيى بن سعيد، ص 89
  9. ظ: السبكي، ج8، ص 265
  10. المجلسي، ج104، ص 60ـ137، و152ـ169
  11. ص 3ـ8
  12. المجلسي، ج105، ص 76
  13. للاطلاع على ترجمته، ظ: النجاشي، ص 404؛ الأمين، ج2، ص 264؛ قا: الأفندي، ج5، ص 123
  14. وللاطلاع على أقوال أضعف، ظ: الأفندي، الأمين، ن.ص؛ قا: الحر العاملي، ج2، ص361