ضرار بن ضمرة الضبابي الكناني
ضرار بن ضمرة الضبابي الكناني
من ثقات التابعين ، حسن الحال فصيح المقال ، من خلّص الأصحاب. جاهد في سبيل مولاه ونطق بالحق والصدق. فقد جاء أنّ ضرارا دخل على معاوية ، وكان من أخلص أصحاب عليّ (عليه السلام) فقال له معاوية : يا ضرار صف لي عليا ، قال : اعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ لا بد من وصفه ، فكان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويأنس بالليل ووحشته ، وكان غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، كان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا إذا استفتيناه ، ونحن والله مع تقريبه إيانا ، وقربه منّا ، لا نكاد نكلّمه هيبة له ، يعظّم أهل الدّين ، ويقرب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييئس الضعيف من عدله ، واشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، ويقول :
يا دنيا غرّي غيري ، أبي تعرّضت ، أم إليّ تشوقت ، هيهات هيهات ، قد باينتك ثلاثا لا رجعة لي فيها ، فعمرك قصير ، وخطرك حقير ، آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق.
فبكى معاوية وقال : رحم الله أبا الحسن ، كان والله كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال : حزن من ذبح ولدها في حجرها.[١]
- ↑ الاستيعاب 2 / 44. أعيان الشيعة 7 / 404. تحفة الأحباب / 150. تنقيح المقال 2 / 105. شرح ابن أبي الحديد 18 / 224 ـ 226. الغدير 2 / 319. قاموس الرجال 5 / 149. مروج الذهب 2 / 433. معجم الثقات / 288. مجالس المؤمنين 1 / 313.