سورة فصلت

من ويكي علوي
مراجعة ٠٦:٢٨، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''سورة فصلت'''، أو سورة '''حم السجدة'''، هي السورة الواحدة والأربعون ضمن الجزء (24-25) من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الثالثة فيها، وتتحدث عن القرآن الكريم وصيانته من التحريف، وعن قضية خلق السماء...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة فصلت، أو سورة حم السجدة، هي السورة الواحدة والأربعون ضمن الجزء (24-25) من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الثالثة فيها، وتتحدث عن القرآن الكريم وصيانته من التحريف، وعن قضية خلق السماء والأرض، كما تُشير إلى عاقبة الأقوام السابقة، كقوم عاد وثمود، وتتناول أدلة البعث والقيامة، وكذلك تشتمل على المواعظ والنصائح المختلفة.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (34): وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وقوله تعالى في الآية (41-42): وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، وقوله تعالى في الآية (46): مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ.

ورد في فضل قراءة سورة فصلت روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة السجدة أعطاه الله بكل حرفٍ عشر حسنات.

تسميتها وآياتها

سُميت بسورة فصلت؛ لقوله تعالى في الآية الثالثة: كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ،[١] وتسمى أيضاً بــالسجدة، وسورة حم السجدة، وسورة المصابيح وسورة الأقوات،[٢] وآياتها (54)، تتألف من (796) كلمة في (3364) حرف.[٣] وتُعتبر من سور الحواميم، أي: السور التي تبدأ بــ(حم).[٤]

ترتيب نزولها

سورة فصلت من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (61)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (24-25) بالتسلسل (41) من سور القرآن.[٦]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(فُصِّلَتْ): بُيّنت ووضّحت.
(أَكِنَّةٍ): جمع كنان، كغطاء وأغطية، فالأكنة: هي الأغطية.
(وَقْرٌ): صُمَمٌ وثُقلٌ.
(أَندَادًا): جمع ند، وهو النظير والشبيه.
(يَنزَغَنَّكَ): المراد به وسوسة الشيطان واغراؤه بالشر.
(أَعْجَمِيًّا): الأعجمي وصف للكلام الذي لا يُفهم، وللمتكلم الذي لا يفصح، سواء كان من العرب أو العجم.
(أَكْمَامِهَا): جمع كم، وهو وعاء الثمرة.
(مِرْيَةٍ): شك وارتياب عظيم.[٧]

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:

الأول: يتحدث عن موضوع القرآن وما يتصل به من بحوث، كالإشارة إلى حاكميته في جميع الأدوار والعصور، وصيانته من أي تحريف.
الثاني: إثارة قضية خلق السماء والأرض، وخاصة ما يتعلّق ببداية العالم الذي خُلِق من مادة (الدخان) ثم مراحل نشوء الكرة الأرضية والجبال والنباتات والحيوانات.
الثالث: إشارة إلى عاقبة الأقوام المغرورين من الأمم السابقة، كقوم عاد وثمود، وتُشير أيضاً إلى قصة موسى عليه السلام.
الرابع: يتضمن تهديد للمشركين وإنذار الكافرين، مع ذكر آيات القيامة وما يتعلّق بشهادة أعضاء جسم الإنسان عليه.
الخامس: يتناول أدلة البعث والقيامة وخصوصيتهما.
السادس: يُبيّن المواعظ والنصائح المختلفة التي تبعث في الروح الحياة من خلال الدعوة إلى الاستقامة في طريق الحق.
السابع: تنتهي السورة بآيات الآفاق والأنفس، وتعود لقضية المعاد مرة أخرى.[٨]

آياتها المشهورة

الإحسان مقابل الإساءة

قوله تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ،[٩] جاء في معنى عدم استواء الحسنة والسيئة ثلاثة أقوال:

الأول: إنها لا تستوي الملّة الحسنة التي هي الإسلام والملّة السيئة التي هي الكفر.
الثاني: لا تستوي الأعمال الحسنة ولا الأعمال القبيحة.
الثالث: لا تستوي الخصلة الحسنة والسيئة، فلا يستوي الصبر والغضب، والعلم والجهل، والمداراة والغلظة، والعفو والإساءة.[١٠]

صيانة القرآن من التحريف

قوله تعالى: ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ،[١١] ذكر المفسرون : إنّ معنى الآية، هو: أن لا يأتيه الباطل من أيّ طريق كان، ومهما كان الأسلوب، وهذا يعني عدم وجود تناقض في مفاهيمه، ولا ينقض شيء من العلوم، أو بحقائق الكتب السابقة، ولا يُعارض الاكتشافات العلمية المستقبلية، فلم تصل إليه يد التحريف بزيادةٍ، أو نقصٍ، في آية، أو كلمةٍ، ولن يطاله ذلك مستقبلاً.[١٢]

رجوع الأعمال على الفرد نفسه

قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ،[١٣] جاء في كتب التفسير: إنّ الآية تُشير إلى قانون عام يرتبط بأعمال الناس، وقد أكّد القرآن مراراً على أنّ الإنسان مُخيراً غير مسيراً،[١٤] وأكدّ على من لم يُؤمن بالقرآن والدين، فلن يضر الله تعالى؛ لأنّ الحسنات والسيئات تعود إلى أصحابها، فهم الذين سينالون حلاوة أعمالهم ومراراتها.[١٥]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كتبها في إناءٍ ومحاها بماء المطر، وسحقَ بذلك الماء كُحلاً، وتكحّلَ به من في عينه بياض أو رَمَد، زال عنه ذلك الوجع، ولم يَرمَد بها أبداً، وإن تعذّر الكُحل فليغسِل عينيه بذلك الماء، يزول عنه الرّمَد بإذن الله تعالى».[١٨]


قبلها
سورة غافر
سورة فصلت

بعدها
سورة الشورى


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 99.
  2. الألوسي، روح المعاني، ج 24، ص 475.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1249.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  5. الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 322؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 27، ص 81.
  6. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 170.
  7. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 100-160.
  8. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 12، ص 141-142.
  9. سورة فصلت: 34.
  10. الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 33.
  11. سورة فصلت: 41-42.
  12. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 17، ص 398.
  13. سورة فصلت: 46.
  14. مغنية، تفسير الكاشف، ج 6، ص 499.
  15. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 12، ص 208.
  16. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1430.
  17. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 257.
  18. البحراني، تفسیر البرهان، ج 8، ص 271.