يوم الرحبة
يوم الرَّحَبَةِ أو مناشدة الرَّحَبَةِ، إشارة إلى مناشدة أمير المؤمنين (ع) في رحبة الكوفة لمن حضر في واقعة الغدير كي يشهدوا على كلام النبي (ص) في ولاية علي بن أبي طالب، فقام بعض صحابة النبي (ص)، وشهدوا على ما سمعوا منه (ص) في ذلك اليوم، وقد ذكر العديد من علماء الشيعة والسنة هذه الواقعة في كتبهم، وعدّها العلامة الأميني من المتواترات.
مكان الواقعة وزمانها
الرَّحَبَةِ بمعنى الساحة أو الأرض الواسعة،[١] ولها مصاديق عديدة، إلا أنه يبدو أن المقصود منها هنا، مكان وسط ساحة مسجد الكوفة، والذي كان أمير المؤمنين علي (ع) يجلس فيها عادة للقضاء أو الوعظ،[٢] أو النظر في حوائج الناس،[٣] وقد قالوا إن المحدّثين في عهد زياد بن أبيه كانوا يذكرون الإمام علي بـ«صاحب الرحبة» خوفا على أنفسهم.[٤] وقال المطرزي عن رحبة الكوفة إنها دكّان (منصّة) وسط مسجد الكوفة كان علي (ع) يقعد فيه للوعظ.[٥]
ويقال إن واقعة الرحبة وقعت في سنة 35 للهجرة في بدايات خلافة الإمام (ع)،[٦] حيث روي أنه عندما دخل الكوفة جمع الناس وناشدهم[٧]
مناشدة الناس
ذكر أن الإمام علي(ع) عندما بلغه مناقشة بعض الناس في خلافته وإنكار تقديمه من قِبل النبي (ص) على غيره، حضر بين الناس في رحبة مسجد الكوفة،[٨] وقال: «انشد الله من سَمِع رسول اللَّه (ص) يقول: من كنتُ مولاه فعليّ مولاه لما قام وشهد.» فقام عدة من الصحابة وشهدوا على ذلك.[٩] واشتهرت هذه الواقعة بيوم الرحبة[١٠] أو مناشدة الرحبة،[١١] حيث أنه (ع) بدأ كلامه بـ«أنشد الله..»
عدد الشهود
لقد اختلفت المصادر في عدد الذين شهدوا على ما سمعوا من النبي يوم الغدير، فعدّهم العلامة الأميني نقلا عن المصادر المعتبرة عند أهل السنة 24 شخصا،[١٢] فيما ذكر آخرون كالسيوطي[١٣] وابن الجوزي[١٤] أن الشاهدين كانوا ثلاثين شخصا، ونقل عن أحمد بن حنبل أيضا أنه صرّح بالثلاثين.[١٥]
ويذكر أن زيد بن أرقم كان حاضرا في يوم الرحبة، وكان ممن سمع قول النبي (ص) يوم الغدير، إلا أنه امتنع أن يشهد بذلك، فدعا عليّ (ع) عليه بذهاب البصر، فعَمِيَ، فكان يحدِّث الناس بالحديث بعد ذلك.[١٦]
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن الأثير، على بن محمد، أسد الغابة فى معرفة الصحابة، بيروت، دار الفكر، 1409 هـ.
- ابن الجوزي، سبط، تذكرة الخواص، قم، منشورات الشريف الرضى، 1418 هـ.
- ابن حجر العسقلانى، احمد بن على، الإصابة فى تمييز الصحابة، تحقيق عادل احمد عبد الموجود و على محمد معوض، بيروت، دارالكتب العلمية، ط الأولى، 1415 هـ.
- ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
- ابن كثير، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، د. ت.
- ابن منظور، لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط 3، 1414 هـ.
- الجزري، محمد بن محمد، أسنى المطالب في مناقب الإمام على( ع)، تهران، نقش جهان، د.ت.
- الحسيني الطهراني، محمد حسين، امام شناسي، مشهد، طبعة العلامة الطباطبايي، 1427 هـ.
- الذهبي، شمس الدين، تاريخ الإسلام و وفيات المشاهير و الأعلام، بيروت، دار الكتاب العربى، ط 2، 1409 هـ.
- السيوطي، عبدالرحمن بن ابي بكر، تاريخ الخلفاء، بيروت، دار صادر، د. ت.
- العلامة الأميني، عبد الحسين، الغدير، قم، مركز الغدير للدراسات الاسلاميه، 1416 هـ.
- اللحجي، عبد الله بن سعيد، منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول، جدة، دار المنهاج، ط 3، 1426 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، طهران، إسلامية، ط 2، 1363 هـ. ش.
- المدني، علي خان بن احمد، الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، مشهد، موسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، د. ت.
- المطرزي، ناصر بن عبدالسيد، المغرب في ترتيب المعرب، تحقيق: فاخوري، حلب، مكتبة أسامة بن زيد، د. ت.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 415.
- ↑ اللحجي، منتهى السؤل، ج 2، ص 260.
- ↑ الجزري، أسنى المطالب، ص 118.
- ↑ المدني، الطّراز الأوّل، ج 2، ص 61؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 39، ص 321.
- ↑ المطرزي، المغرب في ترتيب المعرب، ج 1، ص 323 إلى 324.
- ↑ العلامة الأميني، الغدير، ج 1، ص339؛ الحسيني الطهراني، امام شناسي، ج 9، ص 41.
- ↑ ابن أثير، أسد الغابة، ج 2، ص 138؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 2، ص 504.
- ↑ العلامة الأميني، الغدير، ج 1، ص 339.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 42، ص 205؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج3 ، ص 631؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 210؛ الجزري، أسنى المطالب، ص40 و 152 و 154.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 37، ص 200.
- ↑ العلامة الأميني، الغدير، ج 1، ص 664.
- ↑ العلامة الأميني، الغدير، ج 2، ص 41 إلى 42.
- ↑ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 202.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 35.
- ↑ الحسيني الطهراني، امام شناسي، ج 9، ص 46.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 37، ص 200.