هند بنت عتبة

من ويكي علوي
مراجعة ١٦:٣٣، ٣ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''هند بنت عتبة'''، هي مَن عُرِفت '''بآكلة الأكباد''' (وفاة: 13 هـ)، زوجة أبي سفيان صخر بن حرب، وأم معاوية، والتي شهدت معركة أحد مع المشركين، وكانت تحرضهم على قتال المسلمين، وبعد انتهاء حرب أحد -التي اعتبرت ثأرا لقتلى بدر...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

هند بنت عتبة، هي مَن عُرِفت بآكلة الأكباد (وفاة: 13 هـ)، زوجة أبي سفيان صخر بن حرب، وأم معاوية، والتي شهدت معركة أحد مع المشركين، وكانت تحرضهم على قتال المسلمين، وبعد انتهاء حرب أحد -التي اعتبرت ثأرا لقتلى بدر من قبل مشركي قريش- قامت هند بتمثيل أجساد شهداء المسلمين.

کما أتت إلى جسد حمزة بن عبد المطلب؛ فشقت صدره وأخرجت الكبد وبادرت بمضغه. وجعلت من آذان قتلى المسلمين وأنوفهم قلائد وأساور. أسلمت بعد فتح مكة، وعاشت حتى عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

حياتها

هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وأبوها مِن كبار قريش،[١] وأمها صفية بنت أمية بن حارثة،[٢] وقيل إنها كانت مِن أجمل نساء قريش،[٣] واللواتي كان لهن رأي وعزة.[٤] كما نسبت بعض المصادر أشعارا إليها.[٥]

تزوجت هند من حفص بن المغيرة بن عبد الله المخزومي -عمّ خالد بن الوليد-[٦] وأنجبت له ولداً باسم أبان،[٧] وبعد فترة انفصلت منه،[٨] فوجّهت اللوم إلى أبيها؛ فإنه زوّجها من حفص من دون استشارتها، واستطلاع رأيها،[٩] ثمّ تزوجت من أبي سفيان،[١٠] وولدتْ له معاوية وعتبة،[١١] وجويرية وأم الحكم،[١٢] وبناء على ما ذكره الذهبي طلّقها أبو سفيان في أواخر عمره،[١٣] واقترضت في عصر الخليفة الثاني أربعة آلاف درهم من بيت المال، واتجرت بها.[١٤]

قال ابن الجوزي إنها توفيت في سنة 14 للهجرة وفي عصر الخليفة الثاني،[١٥] بينما ذكر ابن حجر العسقلاني وفاتها في زمن خلافة عثمان.[١٦]

مشاركتها في معركة أحد

شهدت هند معركة أحد،[١٧] مع المشركين، وكانت تحرضهم على قتال المسلمين،[١٨] وهي تقرأ الأبيات التالية: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت[١٩] قالب:نهاية قصيدة

وقرأتْ أبياتا بعد المعركة بشأن انتقام أقاربها في معركة بدر؛[٢٠] فإن أباها عتبة وعمها شيبة، وأخاها الوليد، قتلوا فيها،[٢١] ومِن هنا كانت هند تدعو قريش بعد معركة بدر للثأر من المسلمين.[٢٢]

تمثيلها بحمزة وشهداء أحد

أمرت هند في معركة أحد غلامها وحشيا بقتل أحد الثلاثة: محمد،صلى الله عليه وآله وسلم علي،قالب:عليه السلام حمزة،قالب:عليه السلام[٢٣] فقتل وحشي حمزة،[٢٤] وبقرت هند صدره وبطنه،[٢٥] وأخرجت كبده فمضغتها بأسنانها،[٢٦] ثم ذهبت بأعضاء حمزة التي مثّلت بها إلى مكة.[٢٧]

وأنشدت أبياتا في تمثيلها بجسد حمزة: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت[٢٨] قالب:نهاية قصيدة

وقد وصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بآكلة الأكباد، وذلك عندما لاكت كبد حمزة في معركة أحد،[٢٩] وكان أبناؤها يدعون بأبناء آكلة الأكباد.[٣٠]

وبعد أن مثلت هند ومَن معها من النساء المشركات بجثث شهداء معركة أحد غير حنظلة بن أبي عامر؛ لأن أباه كان في جيش المشركين، [٣١] اتخذت هند من الآذان والأنوف قلائد وأساور.[٣٢]

إسلامها

أسلمت هند يوم فتح مكة، وكان إسلامها بعد إسلام زوجها أبي سفيان،[٣٣] ومن هنا ورد ذكر اسمها في الصحابيات،[٣٤] وشككت بعض المصادر في إسلامها، واعتبرته غير حقيقي.[٣٥]

حكم النبيصلى الله عليه وآله وسلم بأن دم هند هدرٌ،[٣٦] فلما جاءت إليه لتجري على لسانها الشهادتين، سترت وجهها، وبعد ذكر الشهادتين، كشفت عن وجهها،[٣٧] وكما كتب ابن عساكر قال رسول الله لها لا تشركي بالله، ولا تزني، ولا تسرقي، فردت هند: أتزني الحرة؟، قال النبي: لا تقتلي ولدك، فردت هند: ربينا أولادنا صغارا وقتلتهم كبارا، قال: قتلهم الله يا هند،[٣٨] وجاء في بعض المصادر أن هندا كانت في مكة مشهورة بالزنا،[٣٩] لكن هناك شواهد تنفي هذا الأمر.[٤٠]

سأل النبي هندا بعد إسلامها: كيف ترين الإسلام؟ فردت: ما أحسنه لولا الثلاث: الركوع، والخمار، وصياح العبد الأسود فوق الكعبة (أي صوت بلال الحبشي وقت الأذان)، فقال رسول الله: أما الركوع فلا صلاة من دونه، وأما الخمار فأيّ شيء أستر منه، وأما بلال فنعم عبد الله هو.[٤١]

شهدت هند معركة اليرموك برفقة زوجها أبي سفيان، وكانت تحرّض المسلمين على قتال أهل الروم.[٤٢]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، قم - إيران، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي، 1404 هـ.
  • ابن الأثير الجزري، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت - لبنان، الناشر: دار الفكر، 1409 هـ.
  • ابن الأثير الجزري، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت - لبنان، الناشر: دار الصادر، 1385 هـ.
  • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم، المحققان: محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، 1412 هـ.
  • ابن حبيب، محمد، المحبر، المحقق: إيلزة ليختن شتيتر، بيروت - لبنان، الناشر: دار الآفاق الجديدة، د.ت.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، المحققان: عبد الموجود عادل أحمد وعلي محمد معوض، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
  • ابن سعد الواقدي، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 2، 1418 هـ.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، المحقق: علي محمد البجاوي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الجيل، 1412 هـ.
  • ابن عساكر، علي بن حسين، تاريخ مدينة دمشق، المحقق: علي الشيري، بيروت - لبنان، الناشر: دار الفكر، 1402 هـ.
  • ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، المحققون: مصطفى السقا، وإبراهيم الإبياري، وعبد الحفيظ الشلبي، بيروت - لبنان، الناشر: دار المعرفة، د.ت.
  • الأصفهاني، أحمد بن عبد الله، معرفة الصحابة، المحقق: محمد حسن إسماعيل الشافعي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية - منشورات محمد علي بيضون، 1419 هـ.
  • بشير يموت، شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، بيروت - لبنان، الناشر: المكتبة الأهلية، 1352 هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، المحققان: سهيل الزكار، ورياض الزركلي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الفكر، 1417 هـ.
  • الديار بكري، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، بيروت - لبنان، الناشر: دار الصادر، د.ت.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، المحقق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتاب العربي، 1409 هـ.
  • سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، دمشق - سوريا، الناشر: دار الرسالة العالمية، 1434 هـ.
  • شحاتة، محمد صقر، معاوية بن أبي سفيان كشف شبهات ورد مفتريات، الإسكندرية - مصر، الناشر: دار الخلفاء الراشدين، د.ت.
  • الشوشتري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم - إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، 1410 هـ.
  • الصالحي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العبادـ بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، 1414 هـ.
  • الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير، المحقق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، القاهرة - مصر، الناشر: مكتبة ابن تيمية، 1415 هـ.
  • القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، المحقق: طيب الموسوي، قم - إيران، الناشر: دار الكتاب، 1404 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار أئمة الأطهار، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ.
  • المفيد، محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم - إيران، مؤتمر الشيخ المفيد، ط 1، 1413 هـ.
  • المقريزي، تقي الدين، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، المحقق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، 1420 هـ.
  • المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، المحقق: عبد السلام محمد هارون، قم - إيران، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي، 1404 هـ.
  • مهدي بن رزق الله، مزاعم وأخطاء وتناقضات وشبهات بودلي في كتابه: الرسول حياة محمد دراسة نقدية، المدينة - المملكة العربية، الناشر: مجمع الملك فهد، د.ت.
  1. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 715.
  2. ابن حبيب، المحبر، ص 19.
  3. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 3، ص 298.
  4. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 3، ص 298.
  5. بشير يموت، شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، ج 1، ص 128.
  6. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 6، ص 293؛الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 3، ص 298.
  7. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 187.
  8. الطبراني، المعجم الكبير، ج 25، ص 69.
  9. سبط بن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، ج 5، ص 204.
  10. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 187.
  11. ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 27، ص 180.
  12. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 5.
  13. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 3، ص 299.
  14. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 3، ص 299.
  15. سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، ج 5، ص 206.
  16. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 8، ص 347.
  17. القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 111.
  18. القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 111.
  19. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1922.
  20. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 91.
  21. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 297.
  22. شحاتة، معاوية بن أبي سفيان، ج 1، ص 69.
  23. المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 83.
  24. ابن الجوزي، المنتظم، ج 3، ص 179.
  25. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 530.
  26. ابن الأثير، الكامل، ج 2، ص 159.
  27. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 287.
  28. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 92.
  29. المجلسي، بحار الأنوار، ج 30، ص 296.
  30. المنقري، وقعة صفين، ص 179.
  31. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 530.
  32. الصالحي، سبل الهدى، ج 4، ص 220.
  33. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 6، ص 292.
  34. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 6، ص 293؛ الإصفهاني، معرفة الصحابة، ج 6، ص 3460.
  35. الشوشتري، قاموس الرجال، ج 12، ص 350.
  36. الديار بكري، تاريخ الخميس، ج 2، ص 94.
  37. المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 13، ص 389.
  38. ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 70، ص 178.
  39. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 336.
  40. مهدي بن رزق الله، مزاعم وأخطاء، ج 1، ص 54.
  41. ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 70، ص 182.
  42. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 6، ص 293.