الحجاب
الحجاب مصطلح ديني معناه ستر المرأة لجميع بدنها عدا الوجه والكفين وستر الزينة الظاهرة عن الرجال من غير المحارم، وهو واجب في الشريعة الإسلامية، والحجاب موجود في الشرائع والأقوام السابقة قبل الإسلام، وقد أجمع المسلمون على وجوبه واستدلوا عليه بالقرآن والسنة.
تعريفه
الحِجاب: في اللغة بمعنى الستر،[١] وفي الاصطلاح هو ما يستر جسم المرأة وشعرها من دون زينة ولا افتتان، ويكفي إذا كان فضفاضاً.[٢]
ألفاظ ذات صلة
- الخمار: ثوب تغطي به المرأة رأسها، وهذا هو تعريفه لغة[٣] واصطلاحا،[٤] قد أمر القرآن الكريم النساء بإسدال الخمار على الصدر والعنق ستراً لهما،[٥] ومن تعريفه يظهر فرقه عن الحجاب؛ وذلك لأن الحجاب ساتر عام لجسم المرأة، أما الخمار فهو غطاء لرأسها وهو مرادف للمقنعة.[٦]
- النقاب: وهو - بكسر النون - القناع تجعله المرأة على مارن أنفها تستر به وجهها،[٧] كما أنّ البرقع ما تستر به المرأة وجهها، [٨] والفرق بينه وبين الحجاب أنّ الحجاب ستر للمرأة جميعها عن غير المحرم، والنقاب مختص بالوجه.[٩]
- الكشف: وهو رفع الحجاب، يُقال: كشف الشيء، أي رفع عنه ما يواريه ويغطيه، والعلاقة بينه وبين الحجاب هو التضاد.[١٠]
- الجلباب: هو ثوب أوسع من الخمار، دون الرداء تُغطي به المرأة رأسها وصدرها؛ وقيل: هو ثوب واسع، دون المِلحَفةِ، تلبسه المرأة؛ وقيل: هو المِلحفة.[١١]
- التبرج: مأخوذ من البُرج، وهو الأمر الظاهر المرتفع، ومعناه: إظهار المرأة زينتها وإبداء محاسنها للرجال،[١٢] مما يستدعي إثارة شهوتهم.[١٣]
تاريخ الحجاب
ذكر العلماء أنَّ مسألة الحجاب لم تكن وليدة التشريع الإسلامي، بل كانت معروفة عند الشرائع والأمم السابقة، فقد تشددت اليهودية في الحجاب تشددا بالغا، وكذلك المجوسية، فقد كانت المرأة في بلاد فارس تحجب حتى عن محارمها كالأب والأخ والعم والخال، فلم يكن لها حق في رؤية أحد من الرجال إطلاقا، وقد عرف الرومان الحجاب أيضا، ويقول جواهر لال نهرو وهو يتحدث عن نشوء ظاهرة الحجاب في الهند: إنَّ هذه الظاهرة تسربت إلى الهند بسبب نفوذ الامبراطوريتين الفارسية والرومانية، حيث كانت عادة الحجاب منتشرة فيهما.[١٤]
الحجاب في القرآن
لقد ذكرت العديد من الآيات القرآنية الحجاب وأكدت عليه بعدة تعابير، ومنها: كأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن (أي خمرهن)،[١٥] وكأمر المسلمين أنهم إذا أرادوا سؤال زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يسألوهن من وراء ستر وحجاب،[١٦] وكأمره نساء المسلمين أن يستقررن في بيوتهن ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى.[١٧]
الحجاب في الفقه
ذكر الفقهاء أن مقدار الحجاب الشرعي الذي يجب على المرأة هو: ستر جميع بدن المرأة عدا الوجه والكفين عن الأجانب، وكذا يجب ستر الزينة ولو كانت الزينة في اللباس لانها مظهرة للبدن وكاشفة عن تفاصيله، بحيث توجب جلب نظر الرجال الأجانب الذين يحرم عليهم النظر للمرأة إليه.[١٨]
حكمة تشريع الحجاب
ذكر العلماء أنَّ الحكمة من تشريع الحجاب هي من أجل حفظ شخصية المرأة، ومنع انحراف الشباب، والحيلولة دون شيوع الفحشاء في المجتمع الإسلامي، وكما أن أصل ارتداء الملابس لا يتنافى مع حرية الرجال والنساء فكذلك الحجاب.[١٩]
حجاب الرجال
ذكر الفقهاء أن الرجل يجوز له إظهار ما لا يُغطى في الغالب عند المسلمين من الرجال مثل الرأس والوجه والرقبة وبعض الساقين واليدين، وأما باقي بدنه فيجب عليه ستره، ويحرم على المرأة النظر إليه،[٢٠] ولا بأس للرجل أن يلبس الثياب ذات الأكمام القصيرة العادية.[٢١]
حرمة التبرج
لقد حكم فقهاء الإسلام بحرمة التبرج وهو مقابل للستر والعفاف والاحتجاب، ومعناه: إظهار المرأة زينتها وإبداء محاسنها للرجال الأجانب، مما يستدعي إثارة شهوتهم.[٢٢]
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن فارس، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، قم - إيران، مكتب الإعلام الإسلامي، 1404 هـ.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، 1408 هـ.
- الأمين، مهدي، مسألة الحجاب في القرآن وقفة مع د. محمد شحرور، من كتاب المرأة في الفكر الإسلامي المعاصر إشكاليات التراث وتحديات الحداثة، بيروت - لبنان، الناشر: مركز الغدير للدراسات والنشر والتوزيع، ط 2، 1432 هـ - 2011 م.
- التبريزي، جواد بن علي، صراط النجاة، قم - إيران، الناشر: دار الصديقة الشهيدة، ط 1، 1427 هـ.
- الشيرازي، محمد، الأسئلة والأجوبة- اثنا عشر رسالة، د.م، د.ن، د.ت.
- الشيرازي، ناصر مكارم، أحكام النساء، قم - إيران، الناشر: منشورات مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، ط 1، 1426 هـ.
- الشيرازي، ناصر مكارم، الفتاوى الجديدة، المحقق والمصحح: أبو القاسم عليان نژادى- كاظم الخاقاني، قم - إيران، الناشر: منشورات مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، ط 1، 1427 هـ.
- الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، قم - إيران، الناشر: مؤسسة البعثة، 1414 هـ.
- الفراهيدي، الخليل بن أحمد، كتاب العين، المحقق والمصحح: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي، قم - إيران، الناشر: نشر هجرت، ط 2، 1410 ه.
- الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنير، قم - إيران، مؤسسة الهجرة، 1405 هـ.
- المحقق الحلي، جعفر بن الحسن، المعتبر في شرح المختصر، تحقيق وتصحيح: محمد علي الحيدري- سيد مهدى شمس الدين- سيد أبو محمد المرتضوي- سيد علي الموسوي، قم- إيران، الناشر: مؤسسة سيد الشهداء، ط 1، 1407 ه.
- مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، موسوعة الفقه الإسلامي المقارن، إشراف: السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، قم - إيران، الناشر: مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، ط 1، 1434 هـ - 2013 م.
- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهيّة [الكويتيّة]، 1404 هـ -1983 م، الكويت.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 298.
- ↑ الشيرازي، الأسئلة والأجوبة - اثنا عشر رسالة، ج 2، ص 11.
- ↑ الفيومي، المصباح المنير، ص 181.
- ↑ المحقق الحلي، المعتبر في شرح المختصر، ج 1، ص 286.
- ↑ النور: 31.
- ↑ الطريحي، مجمع البحرين، ج 1، ص 553.
- ↑ الطريحي، مجمع البحرين، ج 3، ص 1822.
- ↑ الفيومي، المصباح المنير، ص 45.
- ↑ الموسوعة الفقهية الكويتية، ج 17، ص 6.
- ↑ الفراهيدي، كتاب العين، ج 5، ص 297.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 272.
- ↑ ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 1، ص 238.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 359.
- ↑ الأمين، مسألة الحجاب في القرآن، ص 379.
- ↑ الأحزاب: 60.
- ↑ الأحزاب: 54.
- ↑ الأحزاب: 34.
- ↑ التبريزي، صراط النجاة، ج 9، ص 116.
- ↑ الشيرازي، أحكام النساء، ص 180.
- ↑ الشيرازي، الفتاوى الجديدة، ج 1، ص 209.
- ↑ الشيرازي، الفتاوى الجديدة، ج 1، ص 266.
- ↑ موسوعة الفقه الإسلامي المقارن، ج 4، ص 336.