آية الشورى

من ويكي علوي
مراجعة ٠٦:١٩، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''آية الشورى''' هي الآية 38 من سورة الشورى، تُبين هذه الآية بعض الخصائص الإيجابية للمسلمين، بما في ذلك قبول دعوة الله تعالى، و<nowiki/>الصدقة، و<nowiki/>الصلاة، والمشاورة. وبحسب المفسرين، فقد تم التأكيد في هذه الآية على أهمية الشورى، من خلال ذ...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية الشورى هي الآية 38 من سورة الشورى، تُبين هذه الآية بعض الخصائص الإيجابية للمسلمين، بما في ذلك قبول دعوة الله تعالى، والصدقة، والصلاة، والمشاورة. وبحسب المفسرين، فقد تم التأكيد في هذه الآية على أهمية الشورى، من خلال ذكر الشورى إلى جانب مسائل مثل الإيمان بالله تعالى والصلاة.

وذكروا أيضاً إنَّ أهم ما يميز المؤمنين في هذه الآية هي إجابة دعوة الخالق، والتسليم حيال أوامره، حيث أن الخير كلّ الخير يتجسد في هذا الأمر. الاستجابة في هذه الآية عند المفسرين يعني القيام بجميع الأعمال الصالحة التي طلبها الله تعالى من الإنسان، وعدم مخالفة الله تعالى في أي أمر ونهي.

مقدمة اجمالية ونص الآية

تُعتبر الآية 38 من سورة الشورى استكمالاً للآيات السابقة، وهي في مقام بيان صفات أهل الإيمان، وذكر بعض الخصائص الأخرى لهم، بما في ذلك قبول دعوة الله، وإقامة الصلاة، والصدقة، والقيام بعملهم على أساس الشورى والمشاورة.[١] واعتبر العلامة الطباطبائي أنَّ هذه الآية دليلاً على أهمية الشورى والمشاورة في المجتمع الإسلامي، وأن الشورى علامة من علامات الرشد الإنساني. وعلى حد قوله فإن المؤمنين إذا أرادوا أن يفعلوا شيئاً، فإنهم يشكلون مجلساً ويتشاورون مع العقلاء للوصول إلى الرأي الصحيح.[٢]

ويعتقد الباحثون الدينيون أن الآية 38 من سورة الشورى، والآية 159 من سورة آل عمران، أدت إلى توسعة الشورى في المجتمع ومشاركة جميع الناس في عملية اتخاذ القرار.[٣] ذكر الطبرسي في مجمع البيان في معرض نقله خبراً عن رسول اللهقالب:اختصار/ص في إيجاد الطريق الصحيح في ضوء الشورى، أن هذه الآية دليلاً على فضيلة المشاورة.[٤] وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [٥]


شأن النزول

واعتبر الفضل بن الحسن الطبرسي، أحد مفسري القرآن في القرنين الخامس والسادس الهجري، أن الآية 38 من سورة الشورى تتحدث عن الأنصار الذين كانوا حتى قبل الإسلام وقبل مجيء النبيقالب:اختصار/ص إلى المدينة المنورة، يقومون بعملهم وفق المشاورة. وإنَّ الله تعالى أثنى عليهم في هذه الآية. كما نُقل عن الضحاك بن مزاحم الهلالي (توفى 102 أو 105هـ) وهو مفسر ومن التابعين،[٦] أن هذه الآية تُشير إلى جماعة من الأنصار، عندما سمعوا بظهور نبي الإسلامقالب:اختصار/ص تشاوروا في دار أبي أيوب الأنصاري، وآمنوا برسول اللهقالب:اختصار/ص قبل هجرته إلى المدينة وبايعوه في العقبة.[٧] يرى مكارم الشيرازي أنَّه وعلى الرغم من وجود أسباب للنزول، فإن الآية لا تختص بسبب نزولها، بل توضح برنامجا عام وجماعي.[٨]

ماذا تعني استجابة دعوة الله؟

بحسب مكارم الشيرازي فأن أية الشورى ذكرت أهم صفة للمؤمنين وهي إجابة دعوة الخالق، والتسليم حيال أوامره، حيث أن الخير كلّ الخير يتجسد في هذا الأمر.[٩] والاستجابة في هذه الآية عند المفسرين يُقصد بها القيام بجميع الأعمال الصالحة التي طلبها الله تعالى من الإنسان، وعدم مخالفة الله تعالى في أي أمر ونهي.[١٠] وذكر العلامة الطباطبائي إنَّ الإشارة إلى الصلاة في الأعمال الصالحة لفضلها وشرفها.[١١]

أهمية الشورى في الحياة

ذكر مكارم الشيرازي أن جعل الشورى من صفات المؤمنين،[١٢] وفي جنب الإيمان بالله تعالى والصلاة علامة على أهميتها الفائقة.[١٣] وبحسبه فإن تأكيد القرآن على فعل الأشياء بالشورى، هو أنه مهما كان الشخص قويا في فكره وبعيدا في نظره، إلّا أنّه ينظر للقضايا المختلفة من زاوية واحدة أو عدّة زوايا، وعندها سيهمل الأبعاد الأخرى.[١٤]

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط2، 1390 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق وتعليق: هاشم رسولي وفضل الله اليزدي، طهران، ناصر خسرو، ط3، 1372 ش.
  • مبلغي، أحمد، «نقش مشورت و مشارکت در فرایند تصمیم سازی با نگاهی تاریخی و تطبیقی»، مندرج در پرتال امام خمینی، تاريخ الإدراج: 2017/04/22 م، تاريخ المشاهدة: 2023/01/26 م.
  • معرفة، محمد هادي، تفسير ومفسران، قم، مؤسسة التمهيد، 1379 ش.
  • مغنية، محمد جواد، التفسير الكاشف، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1424 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام عليقالب:عليه السلام، ط1، 1426 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، نفحات القرآن، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، ط1، 1426 هـ.
  1. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج15، ص551 ـ 552.
  2. الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج18، ص63.
  3. مبلغي، «نقش مشورت و مشارکت در فرایند تصمیم سازی با نگاهی تاریخی و تطبیقی»، مندرج در پرتال امام خمینی.
  4. الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج9، ص51.
  5. سورة الشورى، الآية 38.
  6. معرفة، تفسير ومفسران، 1379ش، ج1، ص259.
  7. الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج9، ص50 ـ 51.
  8. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج15، ص553.
  9. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج15، ص551.
  10. الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج18، ص63؛ مغنية، الكاشف، 1424هـ، ج6، ص529.
  11. الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج18، ص63.
  12. مكارم الشيرازي، نفحات القرآن، 1426هـ، ج10، ص87 ـ 88.
  13. مكارم الشيرازي، نفحات القرآن، 1426هـ، ج10، ص88.
  14. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج15، ص551 ـ 552.