آية السلم

من ويكي علوي
مراجعة ٠٦:١٣، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''آية السلم''' هي الآية 208 من سورة البقرة التي تؤكد على الذين دخلوا في الدين الإسلامي أن يطيعوا الأوامر الإلهية، ويمكن القول إنَّ دعوة الآية والآيات التي تليها عامّة لجميع المؤمنين إلى الصّلح والسّلام، ويستفاد منها أيضاً إنِّ تشكيل الحكومة العالميّة...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية السلم هي الآية 208 من سورة البقرة التي تؤكد على الذين دخلوا في الدين الإسلامي أن يطيعوا الأوامر الإلهية، ويمكن القول إنَّ دعوة الآية والآيات التي تليها عامّة لجميع المؤمنين إلى الصّلح والسّلام، ويستفاد منها أيضاً إنِّ تشكيل الحكومة العالميّة الواحدة في ظل الإيمان بالله تعالى والعيش في مجتمع يسوده الصّلح. نزلت هذه الآية في مجموعة من اليهود الذين أمنوا بنبي الإسلام(ص) وأرادوا العمل وفق تعاليم التوراة، بما في ذلك إغلاق المحال يوم السبت، وحرمة لحم الإبل وحليبها. وأمرتهم هذه الآية إلى اتباع جميع أحكام وتعاليم الإسلام دون استثناء.

نص الآية

هي الآية 208 من سورة البقرة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [١]


مقدمة إجمالية وشأن النزول

أُطلق على الآية 208 من سورة البقرة اسم آية السلم،[٢] وهذه الآية وما بعدها بست آيات تبين طريق الحفاظ على الوحدة الدينية في المجتمع الإنساني.[٣] نزلت هذه الآية في مجموعة من اليهود بقيادة عبد الله بن سلام، وذلك أنَّهم حين آمنوا بالنبي(ص) قاموا بشرائعه وشرائع موسى(ع) فعظموا يوم السبت، ولم يأكلوا من لحم الإبل وألبانها وعملوا ببعض ما في التوراة بعد ما أسلموا، فأنكر ذلك عليهم المسلمون، وطلب اليهود من الرسول(ص) أن يغلق المحال يوم السبت ويُبقي لهم حرمة لحم الإبل، لكن نزلت هذه الآية وطلب منهم الالتزام بأحكام الإسلام دون استثناء.[٤]

محتوى الآية

السلم في هذه الآية بمعنى الإسلام، والصلح وطاعة الله تعالى[٥] والدخول في السلم يعني الدخول في دين الإسلام أو الخضوع لأمر الله وطاعته، والاستسلام للإسلام والعمل بكل ما جاء فيه من أحكام بدون التبعيض فيها.[٦] وجاء في تفسير الأمثل في معنى (سلم) و(سلام) المراد منه الصّلح و الهدوء و السكينة، ويستفاد من مفهوم هذه الآية أنّ السّلام لا يتحقّق إلّا في ظلّ الإيمان، وإنّّ المعايير والمفاهيم الماديّة غير قادرة على إطفاء نار الحروب في الدنيا؛ لأن عالم المادّة والتعلّق به مصدر جميع الاضطرابات والنّزاعات.[٧]

ذكر صاحب تفسير الميزان إنَّ السلم المدعو إليه في الآية هو التسليم لله سبحانه بعد الإيمان، وعدم السير في طريق لم يأمر به الله ورسوله، فما هلك قوم إلا باتباع الهوى والقول بغير العلم، ومن هنا تبين إنَّ المراد من اتباع خطوات الشيطان ليس اتباعه في جميع ما يدعو إليه من الباطل بل اتباعه فيما يدعو إليه من أمر الدين بأن يزين شيئا من طرق الباطل بزينة الحق ويسمي ما ليس من الدين باسم الدين فيأخذ به الإنسان من غير علم، وعلامة ذلك عدم ذكر الله تعالى ورسوله في ضمن التعاليم الدينية.[٨]

وبحسب بعض الروايات، فُسِّر الدخول في طاعة أمر الله في هذه الآية على أنَّه الدخول تحت ولاية الإمام علي(ع) والأئمة(ع).[٩] وجاء في التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري(ع)، إنَّ الدخول في قبول ولاية علي(ع) كالدخول في قبول نبوة رسول الله(ص)، فإنه لا يكون مسلماً من قال: إنَّ محمد رسول الله، فاعترف به ولم يعترف بأنَّ علي وصيه وخليفته وخير أمته.[١٠] ويُمكن الاستفادة من هذه الآية إنَّ الإسلام قد بين جميع الأحكام والمعارف التي يحتاجها الناس من أجل صلاحهم، فلا يحتاجون إلى أحكام ومعارف أخرى.[١١]

ويمكن القول إنَّ دعوة الآية عامّة لجميع المؤمنين بدون استثناء إلى الصّلح والسّلام، ويستفاد منها أيضاً إنِّ تشكيل الحكومة العالميّة الواحدة في ظل الإيمان باللّه تعالى والعيش في مجتمع يسوده الصّلح.[١٢]


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • أبو الحسن، مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل، بيروت، دار إحياء التراث، ط1، 1423هـ.
  • التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري، قم، مدرسة الإمام المهدي، 1409هـ.
  • الراضي، حسين، سبيل النجاة في تتمة المراجعات، بيروت، د.م، 1409هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 2، 1390 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البیان في تفسير القرآن، طهران، ناصر خسرو، ط3، 1372ش.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، تحقيق: مؤسسة البعثة، قم، دار الثقافة، ط 1، 1414 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407هـ.
  • الواحدي، علي بن أحمد، أسباب نزول القرآن، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1411هـ/ 1991م.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، طهران، دار الكتب العلمية، 1371ش.
  1. سورة البقرة، الآية 208.
  2. الراضي، سبيل النجاة في تتمة المراجعات، ص 54.
  3. الطباطبائي، الميزان، ج 2، ص 101.
  4. الواحدي، أسباب نزول القرآن، ص 68؛ أبو الحسن، تفسير مقاتل، ج 1، ص 180.
  5. الطوسي، التبيان، ج 2، ص 186.
  6. الطبرسي، مجمع البیان، ج2، ص536.
  7. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 2، ص 82.
  8. الطباطبائي، الميزان، ج 2، ص 101 ـ 102.
  9. الكليني، الكافي، ج 1، ص 417؛ الطوسي، الأمالي، ص 299.
  10. التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري، ص 628.
  11. الطباطبائي، الميزان، ج 2، ص 101.
  12. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 2، ص 82.