الذكر اليونسي

من ويكي علوي
مراجعة ١٩:١٠، ١ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''الذكر اليونسي،''' هو قول النبي يونس (ع) عندما وقع في بطن الحوت؛ لينقذه الله مما حدث له، وقد ورد هذا الدعاء في القرآن الكريم (سورة الأنبياء، الآية 87)، ويقرأ في صلاة الغفيلة، وقد روي عن النبي (ص) أن هذا الدعاء اسم الله الأعظم. وقد أكد العرفاء...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الذكر اليونسي، هو قول النبي يونس (ع) عندما وقع في بطن الحوت؛ لينقذه الله مما حدث له، وقد ورد هذا الدعاء في القرآن الكريم (سورة الأنبياء، الآية 87)، ويقرأ في صلاة الغفيلة، وقد روي عن النبي (ص) أن هذا الدعاء اسم الله الأعظم. وقد أكد العرفاء وعلماء الأخلاق على هذا الذكر، وخاصة في حال السجدة .

دعاء يونس في بطن الحوت

وردت قصة يونس النبي في القرآن[١] والروايات[٢] وأنه عندما دعا قومه إلى عبادة الله لم يؤمنوا به، فدعا عليهم غاضبا وتركهم، فركب سفينة، ثم اُلقي في البحر والتقمه الحوت؛ الأمر الذي كان ردا على عدم صبره على إجابة قومه لدعوته. فتاب يونس في بطن الحوت، داعيا ربه ليُنجيه مما حدث له.[٣] وقد ذكر القرآن الكريم دعاء يونس في سورة الأنبياء الآية 87:

لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَك إِنِّي كنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

وقد نقل السيد بن طاووس دعاء يونس (وهو يشتمل على الذكر اليونسي)، كما يلي:

«يَا رَبِّ مِنَ الْجِبَالِ أَنْزَلْتَنِي، وَمِنَ الْمَسْكَنِ أَخْرَجْتَنِي، وَفِي الْبِحَارِ صَيَّرْتَنِي، وَفِي بَطْنِ الْحُوتِ حَبَسْتَنِي؛ فَلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين‏»[٤]

مكانته وآثاره

ورد في حديث عن النبي (ص) نقلته بعض مصادر أهل السنة أن الذكر اليونسي هو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى، وبناءا على هذا الحديث لا يختص هذا الذكر بيونس (ع)؛ لما ورد في ذيل الآية قالب:قرآن.[٥] وقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: عَجِبْتُ لِمَنِ اغْتَمَّ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ‏؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ بِعَقِبِهَا: فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِين‏.[٦]

تُقرأ الآيتان 87 و88 من سورة الأنبياء (وهي تشمل الذكر اليونسي) في الركعة الأولى من صلاة الغفيلة بعد سورة الحمد.[٧]

تأكيد العرفاء عليه

قد اهتمّ العُرفاء وعلماء الأخلاق بهذا الذكر كثيرا، واعتبروا المداومة عليه تفتح آفاق أمام السالك.[٨] ونقل عن السيد علي القاضي العارف الشيعي أنه أوصى بهذا الذكر أربعمئة مرة، كما نقل عن آية الله الكشميري -وهو من العرفاء أيضا- أن أفضل عمل للسالك هي السجدة يقول فيها الذكر اليونسي، وكان يوصي لقضاء الحوائج أن يذكر بعد كل صلاة الذكر اليونسي أربعمئة مرة لمدة أربعين يوما.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن الجوزي‏، عبد الرحمن بن على‏، المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك‏، بيروت‏، دار الكتب العلمية، 1412 هـ.
  • ابن الطاووس، علي بن موسي، مهج الدعوات ومنهج العبادات، قم،‌ دار الذخائر، 1411 هـ.
  • الجوري النيسابوري، محمد بن يحيي، قوارع القرآن، رياض، مكتبة المعارف للنشر، 1432 هـ.
  • الشافعي الإيجى‏، أحمد بن جلال الدين، فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏، طهران، المجمع العالمى للتقريب بين المذاهب الإسلامية- المعاونية الثقافية، 1428 هـ.
  • الشيرواني، علي، برنامه سلوك در نامه‌هاي سالكان، قم، دار الفكر، 1386 هـ ش.
  • الصدوق، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، التصحيح: علي اكبر الغفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1413 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد، بيروت، مؤسسة فقه الشيعة، ط 1، 1411 هـ.
  • القمي، علي بن ابراهيم، تفسير القمي، قم،‌ دار الكتاب، 1404 هـ.
  • الكفعمي، ابراهيم بن علي العاملي، المصباح (جنة الأمان الواقية)، قم،‌ دار الرضي، 1405 هـ.
  • المجلسى، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، طهران، إسلامية، ط 2، 1363 هـ ش.
  • المظاهري، حسين، سير وسلوك، قم، مؤسسة فرهنگي مطالعاتي الزهراء، د.ت.
  1. سورة الصافات، آيات 139 - 148؛ سورة الأنبيا، آية 87؛ سورة يونس، آية 98.
  2. المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏14،ص 381 - 382؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج ‏1، ص 396.
  3. القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 317.
  4. السيد بن طاووس، مهج الدعوات، ص 311.
  5. الجوري النيشابوري، قوارع القرآن، ص 124؛ الشافعي الإيجي، فضائل الثقلين، ص 99.
  6. الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 393.
  7. الطوسي، مصباح المتهجد، ص 107.
  8. الشيرواني، برنامه سلوك در نامه‌هاي سالكان،‌ ص 225؛ المظاهري، سير وسلوك، ص 114.