آية أولي الأمر
آية أولي الأمر، أو آية الطاعة، هي الآية 59 من سورة النساء، والتي تأمر المؤمنين بطاعة الله وطاعة الرسول وطاعة أولي الأمر، وذهب علماء الشيعة وبعض علماء أهل السنة مثل الفخر الرازي أنّ هذه الآية تدلّ على عصمة أولي الأمر. ويعتقد الشيعة بناء على رواياتهم أنّ المراد من أولي الأمر هم أئمة الشيعة الإثني عشر، لكنّ أهل السنة اختلفوا في ذلك وقالوا أنّ المراد من أولي الأمر الخلفاء الراشدون أو كل حاكم عادل أو علماء الدين أو الأمة الإسلامية.
نص الآية
شأن نزول الآية
ذهب أكثر المفسرين إلى القول بأنّ سبب نزول الآية أنّه: كانت هناك خصومة بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين، فقال اليهودي: أحاكم إلى محمد (ص)؛ لأنه علم أنه لا يقبل الرشوة، ولا يجور في الحكم، فقال المنافق: لا، بل بيني وبينك كعب بن الأشرف؛ لأنّه علم أنّه يأخذ الرشوة، فنزلت الآية.[١] قالب:الإمام علي عليه السلام ـ عمودي
مصاديق أولي الأمر
أشارت الكثير من الروايات إلى أنّ مصداق أولي الأمر هم الأئمة المعصومون (ع)، منها:
عن جابر بن عبد الله قال: «لما أنزل الله عزّ وجلّ على نبيِّه محمد (ص): يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله... قلت: يا رسول الله (ص) عرفنا الله ورسوله، فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ قال: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي، أوّلهم عليّ بن أبي طالب (ع)، ثم الحسن (ع)، ثم الحسين (ع)، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي....»[٢]
وعن أبي بصير عن الباقر (ع) في معرض تفسيره للآية المباركة أنّه قال: هم «الأئمة من ولد علي (ع) وفاطمة (ع) إلى أن تقوم الساعة». وقال (ع) في موضع آخر: إيّانا عنى خاصّة، وعلى المؤمنين طاعتنا إلى يوم القيامة.[٣]
وعن حكيم قال: قلت لأبي عبد الله (ع): جعلت فداك أخبرني عن أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم؟ فقال لي: أولئك علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر أنا(ع)، فاحمدوا الله الذي عرّفكم أئمتكم وقادتكم حين جحدهم الناس.[٤]
دلالة الآية على عصمة أولي الأمر
أجمع مفسروا الشيعة على دلالة الآية على عصمة أولي الأمر، ولم يشذ منهم أحد؛ ودليل ذلك:
- إنّه الله تعالى أوجب طاعة أُولي الأمر على الإطلاق كطاعته وطاعة الرسول، وهو لا يتمّ إلاّ بعصمة أُولي الأمر، فإنّ غير المعصوم قد يأمر بمعصية، وتحرم طاعته فيها، فلو وجبت أيضاً اجتمع الضدّان، وجوب طاعته وحرمتها.[٥]
- قال صاحب مجمع البيان: أوجب الله طاعتهم بالإطلاق كما أوجب طاعته وطاعة رسوله ولا يجوز أن يوجب الله طاعة أحد على الإطلاق إلا من ثبتت عصمته، وعلم أن باطنه كظاهره، وأمن منه الغلط والأمر بالقبيح.... ومما يدل على ذلك أيضا أن الله تعالى لم يقرن طاعة أولي الأمر بطاعة رسوله، كما قرن طاعة رسوله بطاعته إلا وأولو الأمر فوق الخلق جميعاً كما أن الرسول فوق أولي الأمر وفوق سائر الخلق، وهذه صفة أئمة الهدى من آل محمد (ص) الذين ثبتت إمامتهم وعصمتهم، واتفقت الأمّة على علو رتبتهم وعدالته.[٦]
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، قم، اسماعيليان، د.ت.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1379 هـ.
- العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العيّاشي، طهران، المطبعة العلمية، ط 1، 1380 هـ.
- القندوزي، سليمان بن إبراهيم، ينابيع المودة، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 1، 1418 هـ.
- المظفر، محمد حسن، دلائل الصدق، طهران، مكتبة الذجاج، د.ت.