محمد حسن النجفي

من ويكي علوي
مراجعة ١٧:١١، ١ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''محمد حسن النجفي'''، المعروف بصاحب الجواهر، (1202 ــ 1266 هـ) من الفقهاء الأصوليين' الشيعة في القرن الثالث عشر، ولد في النجف واشتهر بها، وأهم أعماله هو كتاب جواهر ا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد حسن النجفي، المعروف بصاحب الجواهر، (1202 ــ 1266 هـ) من الفقهاء الأصوليين' الشيعة في القرن الثالث عشر، ولد في النجف واشتهر بها، وأهم أعماله هو كتاب جواهر الكلام؛ فعليه عرف بين أعلام الطائفة الشيعية بصاحب الجواهر.

كان من تلامذة السيد محمد جواد العاملي (صاحب مفتاح الكرامة)، كما أنّه تتلمذ على يد الشيخ جعفر كاشف الغطاء، ولحلقة درسه الحظ الأوفى في النجف الأشرف بعد شريف العلماء المازندراني حتى حضرها الكثير من العلماء والفضلاء آنذاك، أوصى الشيخ بعده بالزعامة والمرجعية إلى الشيخ الأنصاري.

ولادته ووفاته

لم ترد معلومات عن سنة ولادته بالتحديد، لكن الشواهد والقرائن تشير إلى أنّه ولد 1202 هـ في النجف، وهناك أقوال أخرى في هذا المجال، وأمّا وفاته فمتفق عليها أنّه توفي ظهر يوم الأربعاء غرة شعبان سنة 1266 هـ، ودفن في مقبرته المعلومة المجاورة لمسجده المشهور، وعلى مرقده قبة من الكاشي الأزرق. [١]

نسبه وأجداده

محمد حسن بن باقر بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم الشريف الأصفهاني، كان أجداده يعيشون في أصفهان، وقد غادر جده الثالث الشيخ عبد الرحيم الشريف مدينة أصفهان، وتوّجه إلى النجف وأقام فيها. أبوه محمد باقر النجفي، وأمه من أحفاد الشيخ أبو الحسن الفتوني العاملي، وينحدر نسبها إلى السادة العذاريين المعروفين بآل حجاب وهي أسرة علمية ، فالشيخ محمد حسن كان نقطة التقاء الأسر العلمية من جهة الآباء والأمهات. [٢]

زواجه وأولاده

للشيخ عدة نساء وقد تزوّج في آخر عمره من بنت السيد رضا بحر العلوم، وأمّا أبناؤه فمعظهم سلكوا طريق أبيهم في طلب العلم، وهم ليسوا لأم واحدة، منهم: الشيخ محمد المشهور بالشيخ حُميد، والشيخ عبد الحسين المعروف بالعلامة والشيخ حسين الأديب والشيخ حسن.[٣]

دراسته

بدأ دراسته في مرحلة المقدمات عند:

ثم التحق بحلقة درس كبار علماء النجف في زمنه حتى بلغ درجة الاجتهاد، وكان من جملة أساتذته في هذه المرحلة :[٤]

وحصل الشيخ محمد حسن على إجازة نقل الرواية من السيد محمد جواد العاملي والشيخ جعفر النجفي..[٥]

تلامذته

فقدت كربلاء مركزيتها العلمية بوفاة شريف العلماء الشيخ محمد المازندراني، وتوّجه العلماء إلى درس الشيخ محمد حسن النجفي؛ وذلك بفضل براعة بيانه وغزارة علمه، فبلغت النجف غاية ازدهارها في عصره.[٦] يقول السيد حسن الصدر:

إن للشيخ ملكة مخصوصة في حسن التقرير وجودة الكلام؛ ولذا تربّى عليه أكثر من أربعمائة من العلماء، وانتهت إليه الرئاسة العامة في الدين.[٧]

ومن أبرز تلامذته:

  1. الميرزا إبراهيم شريعتمداري السبزاوري
  2. السيد إبراهيم اللواساني
  3. الشيخ جعفر التستري
  4. الميرزا حبيب الله الرشتي
  5. الشيخ محمد حسن آل يس
  6. الشيخ حسن المامقاني
  7. السيد حسين حفيد بحر العلوم
  8. المولى علي الكني......[٨]

حياته وسيرته

روي أنه كان متوسعا في تجملاته عكس الشيخ مرتضى الأنصاري الذي كان غاية في التزهد، ويقال أنّ الشيخ مرتضى سئل عن ذلك فقال الشيخ محمد حسن أراد أن يظهر عز الشريعة، وأنا أردت إظهار زهدها.[٩]

كان الشيخ على جانب عظيم من التواضع وكسر النفس، فكان مع تلاميذه كأحدهم، ومع الناس كالأب الرؤوف.

كما وللنجفي قول أنه: لو لم يحضرني كتاب كشف اللثام لما استطعت تأليف الجواهر، وله كلمة أخرى حول القصيدة الأزرية في مناقب أهل البيت (ع) متمنياً أن تكتب في صحيفة أعماله بدل الجواهر.[١٠]

خدماته الاجتماعية

رافق أيام حياة الشيخ صاحب الجواهر الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي، فمن هذا المنطلق قام الشيخ بتقديم خدمات اجتماعية عامة، فمنها:

  • فتح النهر المعروف باسمه لإرواء مدينة النجف الأشرف، التي كانت تعاني من العطش، وقد تمّ حفر هذا النهر ، ولكن النهر كانت تعوزه أمور فنية غير متهيئة في ذلك العصر، فقضت عليه بسرعة إذ انهارت الرمال في كثير من مواقعه.
  • بناء مأذنة مسجد الكوفة
  • بناء روضة مسلم بن عقيل وصحنها وسورها
  • البناية الملاصقة لـمسجد السهلة من حيث الدخول من بابه، للمحافظة على قدسيّـة المسجد، ولتكون مسكناً لخدّامه، وموضعاً لقضاء حاجات المصلين والمترددين إليه.[١١]

مؤلفاته

للشيخ محمد حسن عدة مؤلفات، وهي على النحو التالي:

كتاب الجواهر أهم وأشهر مؤلفات الشيخ حيث لم يكتب مثله جامع في استنباط الحلال والحرام، ولم يوفق لنظيره أحد من الأعلام لأنه محيط بأول الفقه وآخره محتو على وجوه الاستدلال، مع دقة النظر ونقل الأقوال، قد صرف عمره الشريف، وبذل وسعه في تأليفه فيما يزيد على ثلاثين سنة، وقد شرع بكتابته وعمره 25 سنة، وانتهى الكتاب سنة 1257 هـ.[١٢]

المرجعية بعده

اجتمع كبار علماء النجف رجب سنة 1266 للهجرة بدعوة من الشيخ محمد حسن في بيته، وكان صاحب الجواهر في مرض موته، فبعث خلف ملا مرتضى الذي ما كان حاضراً في المجلس، فلما جاء التفت إليه وقال:

ما كان يعود إليّ من أمر الشريعة المقدسة فهو وديعة الله عندك ثم إنّه أشار إليه بالتقليد ...[١٤]

يقول محمد رضا في هذه القضية وهي ما وصى بها صاحب الجواهر للشيخ الأنصاري: فقد [دخل المجلس و] كان ملا مرتضى وخرج منه وهو الشيخ مرتضى، على أنه لم يكن معدوداً من تلاميذه ، وإنما كان يحضر درسه في أواخر أيامه تيمناً لا حضور التلميذ المستفيد؛ ولكن لما رأى الشيخ محمد حسن فيه الأهلية لهذا المنصب الإلهي في علمه وتقواه وورعه قدّمه على جميع تلامذته.[١٥]

ولاية الفقيه

إن الشيخ محمد حسن قد أشار في مختلف أبواب كتابه جواهر الكلام وفق ما يتطلبه البحث إلى حدود صلاحيات الفقيه، ولكن كان يعتقد بعمومية هذا المصطلح حيث ورد عنه: لولا عموم الولاية لبقي كثير من الأمور المتعلقة بشيعتهم معطلة.[١٦]

وفي هذا السياق ذم صاحب الجواهر الذين يشككون في أمر ولاية الفقيه العامة، فيقول: ما ذاق بعض الناس من طعم الفقه شيئا، ولا فهم من لحن قولهم ورموزهم عليهم السلام أمراً.[١٧]

المصادر والمراجع

  • آغا بزرك الطهرانی، الذریعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، 1403 هـ.
  • آل محبوبة، باقر، ماضي النجفي وحاضرها، بيروت، دار الأضواء، ط 2، 1989 م.
  • النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، التحقيق: عباس قوجاني، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 3، 1367 هـ. ش.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار المتعارف للمطبوعات، 1403 هـ.
  • الصدر، حسن، تكملة أمل الآمل، تحقیق: حسین علي محفوظ، عدنان دباغ، عبد الکریم دباغ، بيروت، دار المؤرخ العربي، د.ت.
  • التبريزي، محمد علي، ريحانة الأدب في تراجم المعروفین بالکنیة أو اللقب، طهران، مكتبة خیام،  1369 هـ. ش.
  1. النجفي، جواهر الكلام، ج 1، ص 3؛ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 2، ص 134.
  2. النجفي، جواهر كلام، ج 1، ص 2 وما يليها.
  3. النجفي، جواهر الكلام، ج 1، ص 23.
  4. صدر، تكملة أمل الآمل، ج 5، ص325؛ قمی، الفوائد الرضویه، ج 2، ص 724؛ آغا بزرك، ج 10، ص 310؛ التبريزي، ريحانة الأدب، ج 3، ص 357؛ النجفی، جواهر الکلام، ج1، مقدمه، ص 22.
  5. صدر، تكملة أمل الآمل، ج 5، ص 325.
  6. النجفي، جواهر كلام، ج 1، ص 9.
  7. تكملة أمل الآمل، ج 5، ص 325.
  8. النجفي، جواهر كلام، ج 1، ص 18.
  9. الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 149.
  10. النجفي، جواهر كلام، ج 0، ص 22.
  11. النجفي، جواهر الكلام، ج 1، ص 20-21.
  12. آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج5، ص276؛ النجفي، الجواهر، ج 1، ص 16.
  13. تكملة أمل الآمل، ج 5، ص 328؛ النجفی، جواهر الکلام، ج 1، ص 11 و21.
  14. آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 2، ص 134.
  15. النجفي، الجواهر، ج 1، ص 19-20.
  16. النجفي، جواهر الکلام، ج 21، ص 397.
  17. النجفي، جواهر الکلام، ج 21، ص 397.