الشيخ علي القمي الزاهد
الشيخ علي القمي الزاهد
الشيخ على بن الشيخ محمد ابراهيم بن محمد على القمي النجفى المعاصر، كان من أهل الفضل و الزهد و العبادة و القداسة، و كان حفظه اللّه تعالى من زهده و أعراضه عن زخارف الدنيا الفانية. أنه لا يرى قيمة لما طاب من المأكل و الملبس فيلبس اللباس الخشن المنسوج فى البلاد الاسلامية و على الغالب يلبس من صنع ايران من الصوف و القطن الغليظ، و لا يستعمل الألبسة المصنوعة فى أوربا و بعض دول آسيا و غيرهما من الدول الكافرة، و المعروف انه يأكل ما تيسر من الطعام و قد يأكل المآكل الجشبة، و كان و سيما.
آثار السجود بين عينيه لكثرة صلواته و سجوده لشكر اللّه تعالى، و كان إمام جماعة يصلى فى مسجد البلد (جامع الهندى) يأتم به بعض العلماء و أهل الفضل و العلم و الوجاهة و الطلبة و التجار. و زهده و تقاه أكثر من علمه، و ربما تضمنا بعض المجالس و تحرر مسائل فى الفقه و الاصول فلم يشترك فى شىء و في يوم ضمنا مجلس على مأدبة عشاء فى دار الوجيه مطلق المعمار النجفى فقصده بالسؤال بعض الوجوه النافدين بمسألة فقهية فلم يجبه ثم أعاد السؤال ثانيا و ثالثا عليه فاجبته عن الشيخ حفظه اللّه حفظا للنوع. و كان الجواب بمرأى منه و مسمع ثم همست فى أذنه بان اللازم جوابه. فكان جوابه لى من خاف اللّه عرف كل شىء، و كان ملتزما بالمستحبات و الاعمال المسنونة و مؤدبا بالآداب الشرعية و المشار اليه بالورع و الصلاح و الزهد فى عصره بالنجف، و قد ترك الدرس و التدريس أواخر أيامه و انصرف الى العبادة الصادقة، و كان مبدءيا يحضر على المدرسين.
اساتيذه:
حضر على بعض المدرسين الافاضل و حضر على العالم الاخلاقى الرياضى و المدرس البارع السلوكى الشيخ ملا حسين قلى الهمدانى المتوفى فى كربلا سنة 1311 هـ و قد تقدمت ترجمته فى الجزء الأول.
و حدث أقوامه ان والده الشيخ محمد ابراهيم كان من أهل العلم و الفضل و له من المؤلفات كتاب الاجارة، و غيره و يقيم فى طهران و قد توفى حدود سنة 1300 هـ. و كانت والدة المترجم له كريمة العالم الشيخ مشكور بن محمد ابن صقر الحولاوى المتوفى سنة 1272 هـ.
أقول و خرج من القميين جماعة كثيرة من العلماء (1) و الرواة و المدرسين و الصلحاء.