الشيخ علي النجار
الشيخ على النجار
الشيخ على بن الحاج حسون الشهير بالنجار النجفى، كان فاضلا برا تقيا صالحا مشغولا فى طلب العلوم الدينية، مجدا فى تحصيلها، و لما ضاق عليه عيشه صار كاسبا يبيع الاطعمة، ثم اتسعت أحواله فصار تاجرا و لم يزل يجمع أهل الفضل و العلم و الأكابر و الأبرار و يطعمهم و كانت داره ندوة علمية للمذاكرة، و أدبية للمنادمة، و كان (ره) يقرأ ما يناسب من مراثى آل الرسول الأعظم (ص) و كان مجلسه مدرسة علمية سيارة كثيرا ما يكون جلاسه مشغولين فى فقه الأحاديث و الآيات المحكمات، و فى الوقت كان المترجم له شاعرا أديبا ينظم الشعر المتوسط فى الجودة، و نظم فى الرد على المفتى الزهاوى البغدادى بعد مذاكرة جرت بينى و بينه بالرد الآتى ذكره و لقد أجاد إلا انه أطنب و لا يخلو من فوائد، قال الزهاوى:
فاز النصير بحسن تجريد له # لكنه فيه أساء الخاتمه
يا خاتما بالسوء حسن كتابه # أو ما خشيت عليك سوء الخاتمة
قال المترجم له فى رده:
يا من تردى بالهجاء وفد غدى # يهجو فتى رفع الاله دعائمه
هذا الكتاب هو الرحيق ختامه # مسك و بالفردوس بشر خاتمه
و لحسنه قد أذعنت فضلاؤكم # و المسلمون بفضله متسالمه
فاختار فى دنياه عترة (احمد) # و الفوز فى الأخرى بحسن الخاتمه
فتنافست أشياخكم فى فهمه # تبت يداك فما ظننتك فاهمه
خفضت عوامله الرفيعة نصبكم # و اجتر عاملكم فكسر جازمه
أظننت ان أبا الحسين و جاحظا # و أبا الهذيل و واصلا و مكالمه
قد ميزوا أجناسه و فصوله # أو أحرزوا منطوقه و مفاهمه
هيهات لا تغشى التعامة بازيا # أو تستعير من البزات القادمه
قاد الكتائب غازيا بغدادكم # بالمرهفات الحاكيات عزائمه
ضربت عساكره الطبول و غادرت # مستعصما شلوا و هدت عاصمه
خذها اليك فما أتاك بمثلها # ركب الحجاز لمثل أنفك راغمه