الشيخ موسى بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء
الشيخ موسى بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء
ولد الشيخ موسى بن الشيخ جعفر بن الشيخ خضر آل كاشف الغطاء في مدينة النجف والأشرف ونشأ بها ، وتخرج على والده الشيخ جعفر الكبير وأصبح فقيها عالما وقد أقر والده باجتهاده ، وخلفه في الرئاسة والدرس والإفتاء ، وقد رجع إليه الناس في التقليد ، وكان شيخا كبيرا معروفا عند الملوك ومعظما عن الوزراء وأشارت بعض المصادر أنه قد تتلمذ على الشيخ أسد اللّه التستري صاحب كتاب " المقابيس " ويقول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء : أن الشيخ موسى لم يتزوج حتى ارتقى مراتب الاجتهاد ، وأقر له بذلك أغلب العلماء ممن كان يحضر عليهم كالسيد بحر العلوم وأبيه الشيخ جعفر وغيرهما من معاصريه ، وقال : انه كان بصيرا بقوانين الفقه لم تبصر بنظيره الأيام ، وكان أبوه يقدمه في الفقه وأصبح بعد ذلك علامة عصره وفريد دهره حتى لقب بسلطان العلماء وذلك لانقياد العلماء إلى طاعته ، ودخولهم تحت رئاسته ويقول السيد حسن الصدر : انه من أساطين العلماء وجبال العلم وأركان الدين والمرجع العام في الدنيا والدين لعامة أهل عصره من الأمراء والوزراء فضلا عن العلماء المقلدين ، كان عالما محققا مدققا متفننا طويل الباع كثير الاحتياط في الفتوى لا نظير له في الفقاهة وفاق أهل طبقته وسائر علماء عصره هداه اللّه إلى طريق فهم المطالب وتحقيق الحقائق وكشف الدقائق بما لم يعهد مثله ويقول الشيخ حرز الدين : " كان عالما حقا وزعيما روحيا محلقا وفقيها أصوليا مدققا ، ومن أساطين العلماء والمدرسين ووجها من وجوه الفقهاء والمؤسسين " وقد انقادت إليه المرجعية العليا بعد وفاة أبيه ، وأصبح الزعيم الديني المطاع ، والعلامة الذي ملأ صيته الأصقاع ، ويقال أن المرجعية العليا كانت موزعة بينه وبين الميرزا القمي صاحب كتاب " القوانين " ولما قدم الميرزا القمي إلى العراق زائرا ، اجتمع عليه رجال العلم ، وطلبوا منه تعيين الأعلم والمرجع العام في التقليد ، قال : أن حجة اللّه عليكم الشيخ موسى بن الشيخ جعفر ، وأنه أفضل الكل وأعلم الكل ، فرجع عامة الناس إليه ، وطار ذكره ، وبعد صيته ، وانتهت إليه رئاسة الإمامية.