البيضاء الأنصارية
البيضاء الأنصاريّة البيضاء بنت النعمان بن بشير الأنصاري ، ويقال لها عمرة ، وأسماء زوجة المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، الذي نال شرف الشهادة وبذل دمه في محبّة أهل البيت عليهم السّلام
أديبة ، متكلّمة ، شاعرة ، عرفت بالأمانة وحفظ العهد والوفاء ، عفيفة ديّنة متورّعة
حينما هجم مصعب بن الزبير على المختار وتابعيه وقتلهم جميعا إلّا النساء من الجواري وغيرهنّ ، فأحضرهنّ وطلب منهنّ البراءة من المختار وإن لم يفعلن فمصيرهن الموت ، فتبرأنّ جميعا من المختار باستثناء زوجته البيضاء بنت النعمان فإنّها قالت :
إنّي لن أتبرأ من المختار وإن قتلتموني ، فإنّ اللّه قد كتب عليّ الشهادة ، وما بعد الشهادة إلّا الجنّة والحشر مع الرسول المصطفى صلّى اللّه عليه وآله وسلم وعلي المرتضى عليه السّلام ، ولن أخرج عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام ، ولا أتّبع غيره أبدا .
ثم قالت : اللّهم اشهد انّي من تابعي رسولك وأهل بيته عليهم السّلام . فقتلت ونالت شرف الشهادة على أيديهم .
وقال الشاعر عمر بن أبي ربيعة في حقّها :
إنّ من أعجب العجائب عندي * قتل بيضاء حرّة عطبول
قتلوها ظلما على غير جرم * إنّ للّه درّها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا * وعلى المحصنات جرّ الذّيول [١]
وقال الشاعر سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري في ذلك من قصيدة له :
أتاني بأنّ الملحدين توافقوا * على قتلها لا جنّبوا القتل والسّلب
فلا هنّأت آل الزبير معيشة * وذاقوا لباس الذلّ والخوف والحرب
كأنّهم إذا أبروزها وقطّعت * بأسيافهم فازوا بمملكة العرب
ألم تعجب الأقوام من قتل حرة * من المحصنات الدين محمودة الأدب
من الغافلات المؤمنات بريئة * من الذمّ والبهتان والشك والكذب
ومن شعرها قولها تخاطب أخاها أبان بن النعمان :
أطال اللّه شأوك من غلام * متى كانت مناكحنا جذام
أترضى بالأكارع والذنابى * وقد كنا يقرّبنا السنام [٢]