سورة العاديات

من ويكي علوي
مراجعة ٠٨:٠٧، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (←‏سبب نزولها)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة العاديات، هي السورة المائة ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وقد اختلف المفسرون في أنها من السور المكية أو المدنية، وأسمها مأخوذ من أول آية فيها. حيثُ أَقسَم الله تعالى بالعاديات وهي الخيل التي تعدوا للغزو في سبيل الله، وقيل: إنها نزلت بعد أن بعث النبي صلی الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام إلى معركة ذات السلاسل وانتصاره فيها.

ورد في قرائتها فضائل كثيرة، منها: ما رويَ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ هذه السورة أُعطي من الأجر كمن قرأ القرآن، ومن أدمن قرائتها وعليه دَين أعانه الله على قضائه سريعاً كائناً من كان.

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بالعاديات؛ على أول آية منها، وفيها أَقسَم الله تعالى بالعاديات، والعاديات من العدو وهو: الجري بسرعة،[١] والمعنى أَقسمُ بالخيل اللاتي يعدون للغزو في سبيل الله فيَضبَحنَّ ضبحاً،[٢] وآيات هذه سورة (11)، تتألف من (40) كلمة في (169) حرف.[٣] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٤]

ترتيب نزولها

اختلف المفسرون في أنّ سورة العاديات مكية أو مدنية، [٥] والجمع الأكبر قال أنها مدنية، [٦] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل الرابع عشر، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل المائة من سور القرآن.[٧]

معاني مفرداتها

أهم المفردات في السورة:

(العاديات): واحدها عادية، من العدو: وهو الجري السريع.
(ضبحاً): صوت أنفاس الخيل عند عدوِها وجريها.
(الموريات): واحدها مورية، من الإيراء: وهو إخراج النار.
(قدحاً): وهو الضرب لإخراج النار، كأن تضرب حجراً بآخر ليخرج من بينهما شرار النار.
(المغيرات): الإغارة لغة الإسراع، والمراد بها هنا الهجوم على العدو بغتة بالخيل.
( فأثرنَ): الإثارة تهييج الغُبار وتحريكه.
(نقعاً): النقع: هو الغبار.
(لكنود): أصل الكنود الأرض التي لا تنبت شيئاً، وهنا إشارة إلى الإنسان الذي يمنع الخير ويجحد ما عليه من واجبات.
(حُصّل ما في الصدور): أي أُظهر ما في الصدور.[٨]

سبب نزولها

قيل: إنّ السورة نزلت في سَرية من المقاتلين بعثها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى كنانة، [٩] وقيل: نزلت السورة لمّا بَعث النبي (ص) علياً عليه السلام إلى ذات السلاسل، فأوقع بهم، كما رويَ عن الإمام الصادق عليه السلام في حديثٍ طويل: « ... لما نزلت السورة خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس فصلى بهم الغداة وقرأ فيها: (والعاديات)، فلمّا فرغ من صلاته قال أصحابه: هذه السورة لم نعرفها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نعم؛ إنَّ علياً ظفر بأعداء الله...».[١٠]

محتواها

في السورة حثٌّ للمؤمنين على الجهاد في سبيل الله، والتسليح بالقوة لردع أعداء الله والإنسانية،[١١] كما وتذكر كفران الإنسان بنِعم ربه، وحبه الشديد للخير (وهو: المال، وقيل: أنه زينة الحياة وعرضها) علماً منه به،[١٢] ثم أتبع سبحانه في السورة تعنيت من آثر دنياه على آخرته ولم يستعد لها.[١٣]

معركة ذات السلاسل

في السنة الثامنة من الهجرة بلغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نبأ تجمع اثني عشر ألف راكب في أرض (يابس) تعاهدوا على أن لا يقرّ لهم قرار حتى يقتلوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلياً عليه السلام ويبيدوا المسلمين، فأرسل النبيصلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام مع جمع غفير لمحاربتهم، وبعد أن طووا الطريق في منطقة العدو ليلاً، هاجموهم، والجو لم يزل في الظلام، فانتصروا عليهم، ونزلت سورة العاديات وجيوش الإسلام لم تصل إلى المدينة بعد. [١٤]

فضيلتها وخواصها

ورد فضائل كثيرة في قراءتها، منها: روي عن النبي (ص) أنه قال: «من قرأ هذه السورة أُعطي من الأجر كمن قرأ القرآن، ومن أدمن قرائتها وعليه دَين أعانه الله على قضائه سريعاً كائناً من كان»،[١٥] وورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «من قرأ سورة العاديات وأدمن قرائتها بعثه الله مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم القيامة خاصة».[١٦]

وردت خواص كثيرة، منها:


قبلها
سورة الزلزلة
سورة العاديات

بعدها
سورة القارعة


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، شهاب، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران-طهران، الناشر: مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، فخر الدين محمد، التفسير الكبير، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، جار الله، الكشّاف، بيروت- لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم-ايران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، بيروت-لبنان، دار التعارف، د.ط، 1428 هـ.
  • الطوسي، محمد، التبيان في تفسير القرآن، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس، الواضح في التفسير، بيروت- لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت-لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية

  1. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1880.
  2. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 830.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1267.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  5. الطوسي، التبيان، ج 11، ص 660.؛ الألوسي، روح المعاني، ج 30، 612.
  6. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 396.
  7. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 2، ص 168.
  8. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 387 - 388.
  9. الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 61.
  10. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 399.
  11. مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 600.
  12. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 396.
  13. الألوسي، روح المعاني، ج 30، ص 612.
  14. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 235.
  15. البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 217.
  16. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 829.
  17. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 234.
  18. الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 3، ص 186.
  19. البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 217.