الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة البينة»
سطر ٤٢: | سطر ٤٢: | ||
==آياتها المشهورة== | ==آياتها المشهورة== | ||
* قوله تعالى: '''إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ'''،<ref>سورة البينة: 7.</ref> جاء في كتب [[التفسير]]: أقبل [[علي عليه السلام|علي]]{{ع}} على [[النبي ص|النبي]]{{صل}} فقال: والذي نفسي بيده أنّ هذا و[[شيعة علي (ع)|شيعته]] لهم الفائزون [[يوم القيامة]]، فنزلت [[الآية]]، وكان [[أصحاب النبي]]{{صل}} إذا أقبل علي{{ع}} قالوا: جاء خير البرية.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 611؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 391.</ref> | * قوله تعالى: '''إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ'''،<ref>سورة البينة: 7.</ref> جاء في كتب [[التفسير]]: أقبل [[علي عليه السلام|علي]]{{ع}} على [[النبي ص|النبي]]{{صل}} فقال: والذي نفسي بيده أنّ هذا و[[شيعة علي (ع)|شيعته]] لهم الفائزون [[يوم القيامة]]، فنزلت [[الآية]]، وكان [[أصحاب النبي]] {{صل}} إذا أقبل علي {{ع}} قالوا: جاء خير البرية.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 611؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 391.</ref> | ||
==آيات الأحكام== | ==آيات الأحكام== |
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٨:٠٤، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣
سورة البينة، هي السورة الثامنة والتسعون في ترتيب القرآن الكريم، وعدد آياتها ثمانٍ، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى، كما سُميت بعدّة أسماء أخرى، منها: سورة (لم يكن) وسورة (البريّة) وسورة (القيّمة). تتحدث عن رسالة رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم وما فيها من دلائل بينة، كما تقرّر حقيقة وجود الإيمان والتوحيد والصلاة والصيام في كل الأديان ودعوات الأنبياء باعتبارها أصول ثابتة، وتُبيّن مواقف أهل الكتاب والمشركين تجاه الإسلام.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الباقر : من قرأها كان بريئاً من الشرك وأُدخل في دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبعثه الله عزّوجلّ مؤمناً، وحاسبه الله حساباً يسيراً.
تسميتها وآياتها
سميت هذه السورة بـــ(البينة)، واسمها مأخوذ من الآية الأولى التي تبتدئ بها حيثُ قوله تعالى:حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ، كما تسمّى أيضاً بسورة(لم يكن)، وسورة البريّة وسورة القيّمة، لمناسبة أنّ هذه الكلمات وردت في آياتها الكريمة.[١] وذُكر أيضاً أنها تسمى بسورة القيامة وسورة البلد وسورة المنفكين.[٢]
والبينة، بمعنى: الحجة الواضحة،[٣] وهو الرسول محمدصلى الله عليه وآله وسلم، وقيل: أنّ المراد من البينة مطلق الرسل، وقيل أيضاً: المراد بها القرآن الكريم.[٤] وآياتها (8)، تتألف من (94) كلمة في (412) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٥]
ترتيب نزولها
سورة البينة من السور المدنية،[٦] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (100)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل (98) من سور القرآن.[٧]
معاني مفرداتها
معاني أهم مفردات السورة:
- (أَهْلِ الْكِتَابِ): اليهود والنصارى - سموا بذلك لأنهم أتباع موسى وعيسى عليهما السلام صاحبي التوراة والإنجيل.
- (الْمُشْرِكِينَ): الوثنيين من العرب.
- (مُنْفَكِّينَ): منفصلين.
- (كُتُبٌ قَيِّمَةٌ): مستقيمة لا عوج فيها لأنها تحمل الحقّ.
- (حُنَفَاءَ): مفردها حنيف وهو المائل المنحرف.
- (دِينُ الْقَيِّمَةِ): الملّة المستقيمة.
- (الْبَرِيَّةِ): هم الخلق والناس، والبارئ، أي: الخالق.[٨]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: تتحدث عن رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما فيها من دلائل بينة.
- الثاني: تقرّر حقيقة وجود الإيمان والتوحيد والصلاة والصيام في كل الأديان ودعوات الأنبياء باعتبارها أصول ثابتة.
- الثالث: تُبيّن مواقف أهل الكتاب والمشركين تجاه الإسلام.[٩]
سبب ومكان نزولها
قال المفسرون: المشهور أنّ هذه السورة نزلت في المدينة، ومحتواها يؤيد ذلك، إذ تحدثت في مواضع متعددة عن أهل الكتاب، والمسلمون واجهوا أهل الكتاب في المدينة غالباً.[١٠]
آياتها المشهورة
- قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ،[١١] جاء في كتب التفسير: أقبل علي على النبيصلى الله عليه وآله وسلم فقال: والذي نفسي بيده أنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، فنزلت الآية، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية.[١٢]
آيات الأحكام
قوله تعالى في الآية الخامسة من السورة: وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ يُستدل بها على اعتبار النية في الصلاة وغيرها من الواجبات العبادية، بمعنى لزوم صدورها عن قصد التقرب بها إلى الله سبحانه.[١٣]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي (ص) أنه قال: «لو يعلم الناس ما في (لم يكن) لعطلوا الأهل والمال وتعلموها، فقال رجل من خزاعة: ما فيها من الأجر يا رسول الله؟ فقال: لا يقرأها منافق أبداً ولا عبد في قلبه شكّ في الله عزّوجلّ، والله إنّ الملائكة المقربين ليقرؤونها منذ خلق الله السموات والارض لا يفترون عن قراءتها، وما من عبدٍ يقرؤها بليلٍ إلا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه ويدعون له بالمغفرة والرحمة، فإن قرأها نهاراً أُعطي عليها من الثواب مثل ما أضاء عليه النهار وأظلم عليه الليل».[١٤]
- عن الإمام الباقر قال: «من قرأها كان بريئاً من الشرك وأُدخل في دين محمدصلى الله عليه وآله وسلم، وبعثه الله عزّوجلّ مؤمناً، وحاسبه الله حساباً يسيراً».[١٥]
قبلها سورة القدر |
سورة البينة |
بعدها سورة الزلزلة |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، شهاب، روح المعاني في تفسير القرآن، بيروت-لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- الأيرواني، باقر، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، قم-إيران، دار الفقه، ط 3، 1428 هـ.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم-إيران، الناشر: دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، جوامع الجامع، قم-إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 364.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 30، ص 589.
- ↑ الزمخشري، الكشاف، ج 4، ص 1805.
- ↑ الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 37 - 40.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1266.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 650؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 37.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 170.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، 365.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 216.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 216.
- ↑ سورة البينة: 7.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 611؛ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 391.
- ↑ الأيرواني، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، ج 1، ص 121.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 216
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 821.