الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد محمد باقر الصدر»

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب''''السيد محمد باقر الصدر'''، (1353 - 1400 هـ) فقيه ومفسّر، ومفكّر شيعي، وقائد عراقي. درس العلوم الدينية عند كبار علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف أمثال السيد الخوئي، محمد رضا آل ياسين|والشيخ محمد ر...')
 
لا ملخص تعديل
 
سطر ١: سطر ١:
'''السيد محمد باقر الصدر'''، (1353 - 1400 هـ) [[فقيه]] [[علم التفسير|ومفسّر]]، ومفكّر [[الشيعة|شيعي]]، وقائد [[العراق|عراقي]]. درس العلوم الدينية عند كبار علماء [[الحوزة العلمية في النجف|الحوزة العلمية في النجف الأشرف]] أمثال [[السيد الخوئي]]، [[محمد رضا آل ياسين|والشيخ محمد رضا آل ياسين]]. واستطاع أن يصل إلى مرتبة [[الاجتهاد]] في سنين مبكرة، وبدأ بتدريس العلوم الدينية في حوزة النجف.
نبذة مختصرة عن حياة المرجع الديني والمفكر الإسلامي الشهيد السيّد محمد باقر الصدر ، مؤلّف كتاب «اقتصادنا» و«فلسفتنا» .


كان مؤلّفاً في مجالات مختلفة، كالاقتصاد الإسلامي، [[الفلسفة الإسلامية|والفلسفة الإسلامية]]، [[تفسير القرآن|وتفسير القرآن]]، [[الفقه|والفقه]]، [[أصول الفقه|وأصول الفقه]]، إضافة لكتابه في نظرية المعرفة وهو [[الأسس المنطقية للاستقراء (كتاب)|الأسس المنطقية للاستقراء]].
== '''اسمه وكنيته ونسبه(1)''' ==
السيّد محمّد باقر أبو جعفر ابن السيّد حيدر ابن السيّد إسماعيل الصدر، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الأصغر ابن الإمام موسى الكاظم(ع).


لم يكن الصدر غائباً عن الحياة السياسية، فقد أسّس [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وأصدر [[الفتوى|فتواه]] الشهيرة بحرمة الانتماء [[حزب البعث العربي الاشتراكي|لـحزب البعث العربي الاشتراكي]]، كما أنّه أول من دعى إلى إسقاط نظام البعث.
== '''والده''' ==
السيّد حيدر، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم مجتهد، ومحقّق بارع… فوقفت على غزارة علمه وكثرة فضله، وكان دائم الاشتغال، كثير المذاكرة، فقلّما دخل مجلساً لأهل الفضل ولم يفتح باباً للمذاكرة والبحث العلمي، وكان محمود السيرة، حسن الأخلاق، محبوباً عند عارفيه»(2).


== ولادته وأسرته ==
== '''ولادته''' ==
ولد [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] في [[الكاظمية|مدينة الكاظمية]] في 25 ذي القعدة سنة 1353 هـ.<ref>السيد كاظم الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 35.</ref> أبوه [[السيد حيدر الصدر]]، وأمه بنت الشيخ [[عبد الحسين آل ياسين]].<ref>السيد كاظم الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 32.</ref> جده آية الله [[السيد إسماعيل الصدر]] من مراجع تقليد [[الشيعة]] في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وقد توفي سنة 1338 هـ. ويتصل نسب [[آل الصدر|عائلة الصدر]] [[الإمام الكاظم|بـالإمام الكاظم]]. وقد عاش أفراد هذه العائلة ما بين [[العراق]] [[إيران|وإيران]] [[لبنان|ولبنان]].<ref>النعماني، سنوات المحنة وأيام الحصار، صص 26 - 27.</ref>
ولد في الخامس والعشرين من ذي القعدة 1353ه في الكاظمية المقدّسة بالعراق.


أخوه الأكبر وأستاذه السيد إسماعيل الصدر، وكان من العلماء المجتهدين في [[العراق]]. توفي سنة 1388 هـ. وأخته [[بنت الهدى|الشهيدة آمنة الصدر]] ([[بنت الهدى]])، وهي شاعرة وكاتبة ومدرسة [[الفقه|للفقه]] والأخلاق، وقد أعدمت مع الشهيد الصدر. فقد الشهيد الصدر والده وهو لايزال في سن الرابعة عشرة، وقد ترعرع في ظلّ حماية أخيه السيد إسماعيل الصدر وأمه.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 1، ص 105.</ref>
== '''دراسته''' ==
بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى إلى النجف عام 1365ه لإكمال دراسته الحوزوية، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، وصار من العلماء الأعلام في النجف.


== دراسته ==
== '''من أساتذته''' ==
بدأ الشهيد الصدر دراسته في السنة الخامسة من عمره،<ref>السيد كاظم الحائري، مقدمة مباحث الأصول، ص 42.</ref> وبعدها في السابعة من عمره (1943 م) التحق بمدرسة منتدى النشر الابتدائية، وأكمل جميع مراحلها الستة خلال ثلاث سنوات فقط ليتفرغ للدراسات الدينية في [[الحوزة العلمية]]؛ <ref>أبو زيد العاملي، محمد باقر الصدر، 122.</ref> وقد أكمل دراسة السطوح بفترة قياسية.<ref>النعماني، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص 46.</ref>
1ـ السيّد أبو القاسم الخوئي، 2و3ـ خالاه الشيخ محمّد رضا والشيخ مرتضى آل ياسين، 4ـ أخوه السيّد إسماعيل، 5ـ السيّد محمّد الروحاني، 6ـ الشيخ صدرا البادكوبي.


وفي سنة 1365 هـ انتقل الشهيد الصدر من [[الكاظمية]] إلى [[النجف الأشرف]] برفقة أخيه السيد إسماعيل، وحضر دروس كبار العلماء في [[النجف الأشرف]] آنذاك في [[الفقه]] والأصول، وغيرها من الدروس الحوزوية.<ref>السيد كاظم الحائري، مقدمة مباحث الأصول، ص 42.</ref> كما درس الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية إلى جانبها.<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر حياة حافلة وفكر خلاق، ص 47.</ref>
== '''تدريسه''' ==
بدأ(قدس سره) في إلقاء دروسه في البحث الخارج ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً، فقد بدأ بتدريس الدورة الأُولى في علم الأُصول في الثاني عشر من جمادى الآخرة 1378ه، وأنهاها في الثاني عشر من ربيع الأوّل 1391ه، وبدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى عام 1381ه.


وللشهيد الصدر مطالعات كثيرة في مجالات مختلفة كالفلسفة والاقتصاد، والمنطق، والأخلاق، والتفسير والتاريخ. وهو المؤسس لمنطق الإستقراء.<ref>السيد كاظم الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 63.</ref>
== '''من تلامذته''' ==
1و2و3ـ الإخوة الشهيد السيّد محمّد مهدي والشهيد السيّد محمّد باقر والسيّد عبد العزيز الحكيم، 4ـ السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي، 5و6ـ الأخوان السيّد كاظم والسيّد علي أكبر الحائري، 7و8ـ الأخوان الشهيد السيّد عزّ الدين والسيّد صدر الدين القبّانجي، 9ـ الشهيد السيّد محمّد محمّد صادق الصدر، 10ـ السيّد علي رضا الحائري، 11ـ السيّد عبد الكريم القزويني، 12ـ الشيخ عبد الهادي الفضلي، 13ـ السيّد محمّد باقر المهري، 14ـ الشيخ عيسى أحمد قاسم، 15ـ السيّد علي الأشكوري، 16ـ الشيخ فاضل المالكي، 17ـ ابن أخيه السيّد حسين، 18ـ السيّد أحمد الغريفي، 19ـ السيّد عبد الستّار الحسني، 20ـ الشيخ محيي الدين المازندراني، 21ـ الشيخ مهدي الفتلاوي، 22ـ السيّد حسين السيّد محمود الشاهرودي، 23ـ الشيخ محمّد علي التسخيري، 24ـ السيّد عبد الغني الأردبيلي.


كان الشهيد الصدر وعلى طوال سبعة عشر أو ثمان عشرة سنة - وهي سنوات تحصيله الأولى - يطالع  ست عشرة ساعة في اليوم الواحد.<ref>السيد كاظم الحائري، مقدمة مباحث علم الأصول، ص 44.</ref> ويقال: إنه بلغ [[الاجتهاد]]  قبل البلوغ؛ ولهذا لم [[التقليد|يقلد]] أحداً من المراجع. <ref>السيد كاظم الحائري، مقدمة مباحث الأصول، ص 52.</ref>
== '''ما قيل في حقّه''' ==
1ـ قال أُستاذه السيّد الخوئي ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ في إجازة الاجتهاد له: «إنّ فضيلة العلّامة قرّة عيني العزيز… قد تربّى في حوزتنا العلمية في النجف الأشرف، وحضر أبحاثنا الأُصولية والفقهية، فجدّ واجتهد حتّى تمّت له ملكة الاستنباط والاجتهاد، فلكم أن تتحدّثوا عن رأيه بما أنّه اجتهاد شرعي»(3).


=== أساتذته ===
2ـ قال السيّد محمّد رضا الكلبايكاني ـ أحد مراجع الدين في قم ـ في بيان تعزيته: «إنّ آية الله السيّد الصدر الذي هو حيّ ومخلّد بآثاره الخالدة، وخدماته الكبيرة في تأريخ الإسلام والعلماء والمضحّين المجاهدين، أصبح باستشهاده أكثر مجداً وخلوداً.
وأهم أساتذته خلال سنوات تحصيله العلمي هم:


* [[السيد اسماعيل الصدر]].<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر، ص 62.</ref>
إنّ منزلة آية الله السيد الصدر وخدماته وشخصيّته العلمية واضحة للجميع، وإنّ مجهوده من أجل إنقاذ الجيل الصاعد من الحياة الغريبة والتعلّق بها والسقوط في أحضان المدارس المادّية غير قابلة للنسيان، إنّه كان وريث العلم والجهاد للعديد من العوائل الفقهية الفاضلة، وعليه وعلى شقيقته المظلومة سلام الله، وهنيئاً لهما الشهادة»(4).
* [[الشيخ محمد رضا آل يس]].
* [[السيد أبو القاسم الخوئي]].
* [[الشيخ مرتضى آل يس]].<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر، ص 65.</ref>
* [[الشيخ صدرا البادكوبي]].<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر، ص 64.</ref>
* [[الشيخ عباس الرميثي]].
* [[الشيخ محمد طاهر آل راضي]].
* [[السيد عبد الكريم علي خان]].
* [[السيد محمد باقر الشخص]].<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر، ص 65.</ref>
* [[الشيخ عباس الشامي]].<ref>أبو زيد العاملي، محمد باقر الصدر، ص 147.</ref>


=== تلامذته ===
3ـ قال السيّد عبد الله الشيرازي ـ أحد مراجع الدين في مشهد ـ في بيان تعزيته: «إنّ استشهاد عالم جليل كآية الله السيّد الصدر، وإن كان فاجعة مؤلمة ومؤسفة، إلّا أنّ دمه الطاهر سيضيء طريق المسلمين، والشعب العراقي المجاهد، لاستمرار النهضة الحكمية حتّى النصر الكامل»(5).
بدأ السيد  الصدر بالتدريس في سن العشرين، وكان أول تدريسه كتاب [[كفاية الأصول (كتاب)|الكفاية]]. وفي سن الخامسة والعشرين بدأ بتدريس [[دروس البحث الخارج|البحث الخارج]] من [[أصول الفقه]]، ثم درس [[دروس البحث الخارج|خارج الفقه]] في سن الثامنة والعشرين، وبعدها درس [[الفلسفة]] [[تفسير القرآن|وتفسير القرآن]]. كان الشهيد الصدر ولمدة ثلاثين سنة مشتغلاً  بالتدريس، وقد ربّى خلال هذه الفترة الكثير من الطلاب والفضلاء، حملوا أفكاره من بعده، وساروا في دربه. ومن هؤلاء:


# [[السيد محمود الهاشمي]].
4ـ قال السيّد حسن الأمين في المستدركات: «هو مؤسّس مدرسة فكرية إسلامية أصيلة تماماً، اتّسمت بالشمول من حيث المشكلات التي عنيت بها ميادين البحث، فكتبه فلسفتنا، والأُسس المنطقية للاستقراء، والمرسل والرسول والرسالة عالجت البُنى الفكرية العليا للإسلام، في حين أنّ اقتصادنا، والبنك اللّاربوي في الإسلام، والإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية عنيت بطرح التصوّر الإسلامي لمشاكل الإنسان المعاصر، هذا بالإضافة إلى كتبه في الفقه والأُصول التي قدّم فيها إضافات هامّة وأصيلة.
# [[السيد محمد محمد الصدر]].
# [[السيد كاظم الحائري]].
# [[السيد محمد باقر الحكيم]].
# [[السيد عبد الحسين الأردبيلي]].
# [[الشيخ محسن الأرآكي]].
# [[السيد كمال الحيدري]].
# [[السيد محمد باقر المهري]].
# [[السيد عبد الهادي الشاهرودي]].
# [[السيد حسين الشاهرودي]].
# [[السيد علي الأشكوري]].
# [[السيد عبد العزيز الحكيم]].
# [[السيد علي رضا الحائري]].
# [[السيد محمود الخطيب]].
# [[السيد منذر الحكيم]].
# [[السيد عمار أبو رغيف]].
# [[غلام رضا عرفانيان]].
# [[محمد إبراهيم الأنصاري]].<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 1، ص 287.</ref>


== مؤلفاته ==
ولا تفوتنا الإشارة إلى مجموعة محاضراته حول التفسير الموضوعي للقرآن الكريم التي طرح فيها منهجاً جديداً في التفسير اتّسم بعبقريّته وأصالته»(6).


* [[فدك في التاريخ]].
5ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «مجتهد جليل، وكاتب مفكّر، وعبقري فاضل، ومؤلّف ورع صالح، نشأ في أحضان أُسرة عربية عُرفت بقدسيّتها وعلمها وفقاهتها، وزعامتها الروحية… وبرع في الفقه والأُصول والكلام والفلسفة، مستمدّاً فهمه لها من طبيعة صافية، وعقل عربي نيّر، وتدرّع بالجرأة، فراح يقاوم الظلم والطغيان، والفكر المزعومة، والآراء غير الناضجة، وانصرف إلى التأليف حول القضايا الإسلامية، وإلقاء المحاضرات بين الناشئة والشبيبة، وحثّهم على إقامة حكومة إسلامية، لقد كان الصدر قوي الشخصية، عميق الفكرة، مرح الروح، قوي العاطفة، ذا مناعة علمية قوية، وقابلية حية في استنباط الأحكام الشرعية من الأدلّة التفصيلية، بالتفقّه والاجتهاد، لذلك قفز إلى الأمام بسرعة، واستقرّ في عداد مشايخ الفقه والأُصول، وفاز بسعادتي العلم والعمل، وانعقدت لمحاضراته وتدريسه الحلقات والجلسات»(7).
* [[غاية الفكر في علم الأصول]].
* [[فلسفتنا]].
* [[اقتصادنا]].
* [[الأسس المنطقية للإستقراء]].
* [[المعالم الجديدة للأصول]].
* بحث حول الإمام المهدي
* بحث حول الولاية
* [[الإسلام يقود الحياة]].
* المدرسة القرآنية.
* [[دور الأئمة في الحياة الإسلامية]].
* نظام العبادات في الإسلام.
* بحوث في شرح العروة الوثقى.
* دروس في علم الأصول(الحلقات).
* الفتاوى الواضحة(رسالة عملية).
* [[البنك اللاربوي في الإسلام]].
* المدرسة الإسلامية.
* موجز أحكام الحج.
* حاشية على منهاج الصالحين للسيد الحكيم.
* حاشية على صلاة الجمعة من كتاب شرائع الإسلام.
* حاشية على مناسك الحج للسيد الخوئي.
* بلغة الراغبين (حاشية على الرسالة العملية للشيخ مرتضى آل ياسين).


== مرجعيته ==
6ـ قال تلميذه السيّد الحائري ـ أحد علماء الدين في قم ـ في مباحث الأُصول: «هو العلم العلّامة، مفخرة عصره، وأُعجوبة دهره، نابغة الزمان، ومعجزة القرن، حامي بيضة الدين، وماحي آثار المفسدين، فقيه أُصولي، فيلسوف إسلامي، كان مرجعاً من مراجع المسلمين في النجف، فجّر الثورة الإسلامية في العراق، وقادها حتّى استُشهد»(8).
برز الصدر كأستاذٍ مجتهدٍ في [[الفقه]] [[أصول الفقه|وأصول الفقه]] [[الفلسفة|والفلسفة]] [[المنطق|والمنطق]]، إلاّ أنّه لم يتصدَ [[المرجعية الدينية|للمرجعية]] إلا بعد وفاة [[السيد محسن الحكيم]]، وكان قد أسس قبل ذلك [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وكان هو مرجع التقليد بالنسبة لأفراد الحزب، وكذلك قلّده أناس من خارج الحزب في [[العراق]] وخارج العراق.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 3، ص 113.</ref>


== نشاطه السياسي والاجتماعي ==
== '''من صفاته وأخلاقه''' ==
1ـ حبّه وعاطفته: إنّ من سِمات شخصيته تلك العاطفة الحارّة والأحاسيس الصادقة والشعور الأبوي تجاه كلّ أبناء الأُمّة، فتراه يلتقيك بوجه طَليق تعلوه ابتسامة تُشعرك بحبّ كبير وحنان عظيم، حتّى يحسب الزائر أنّ السيّد لا يُحبّ غيره، وإن تحدّث معه أصغى إليه باهتمامٍ كبير ورعاية كاملة، وكان سماحته يقول: «إذا كنّا لا نسع الناس بأموالنا، فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا».


=== تأسيس حزب الدعوة الإسلامية ===
2ـ زهده: لم يكن(قدس سره) زاهداً في حطام الدنيا لأنّه كان لا يملك شيئاً منها، أو لأنّه فقد أسباب الرفاهية في حياته، فصار الزهد خياره القهري، بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه، وزهد في الرفاه وهو في قبضة يمينه، وكأنّه يقول: يا دنيا غُرّي غيري، فقد كان زاهداً في ملبسه ومأكله.
أدرك مجموعة من العلماء - منهم [[محمد مهدي الحكيم|الشهيد السيد مهدي الحكيم]]، و [[السيد طالب الرفاعي]]، و [[الشيخ محمد مهدي السماوي]] _ وجوب أن يوجد حزبٌ سياسيٌّ يحمل الفكر الإسلامي، ويدخل المعترك السياسي؛ كي يحقق الأهداف المشروعة للمتدينين [[الإسلام|بالإسلام]]. وبعد أن طرحوا هذه الفكرة على [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]، قام الصدر بتأسيس [[حزب الدعوة الإسلامية|حزب الدعوة]] وكان هذا في خمسينيات القرن العشرين.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 1، ص 241.</ref>


أسس الصدر [[حزب الدعوة الإسلامية]]، وحاول أن يرسخ المعتقدات الدينية في منهج الحزب وأفراده، وحاول أن ينظم الحزب ويوسع من نشاطاته. وبعد خمس سنوات من تأسيس الحزب خرج الشهيد الصدر منه؛ وذلك لأنّه كان يرى المصلحة في ذلك. وأوصى من تبقى في الحزب أن يسيروا على نهجه.<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر حياة حافلة وفكر خلاق، ص 100.</ref>
3ـ عبادته: من الجوانب الرائعة في حياته هو الجانب العبادي، ولا يُستغرب إذا قلنا: إنّه كان يهتمّ في هذا الجانب بالكيف دون الكم، فكان يقتصر على الواجبات والمهمّ من المستحبّات، وكانت السِمَة التي تميّز تلك العبادات هي الانقطاع الكامل لله تعالى والإخلاص والخشوع التامّين، فقد كان لا يُصلّي ولا يدعو ولا يمارس أمثال هذه العبادات إلّا إذا حصل له توجّه وانقطاع كاملين.


=== جماعة العلماء ===
4ـ صبره وتسامحه: كان(قدس سره) أُسوة في الصبر والتحمّل، والعفو عند المقدرة، فقد كان يتلقّى ما يوجّه إليه بصبر تنوء منه الجبال، وكان يصفح عمّن أساء إليه بروح محمّدية.
بعد وصول [[عبد الكريم قاسم]] إلى حكم [[العراق]] بعد انقلاب عام 1958م توسعت نفوذ الشيوعيين في [[العراق]]. وكان من المعلوم أنهم أصحاب فكر إلحادي؛ فلذلك كان على العلماء أن يتصدوا لهذا المد من خلال برامج اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية تنافس هذا المد وهذا الفكر، وعلى هذا قام مجموعة من العلماء في [[النجف الأشرف]] بتأسيس [[جماعة العلماء]]، ، ومن المؤسسيين لهذه الجمعية: [[الشيخ مرتضى آل ياسين]] ، [[الشيخ محمد رضا آل ياسين|والشيخ محمد رضا آل ياسين]] ، [[محمد رضا المظفر|والشيخ محمد رضا المظفر]] ، [[محمد مهدي الحكيم|والشهيد السيد مهدي الحكيم]] (ابن [[السيد محسن الحكيم]]).<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر حياة حافلة وفكر خلاق، صص 148 - 149.</ref>


لم يكن الشهيد الصدر عضواً رسمياً في [[جماعة العلماء]] في بداية تأسيسها ؛ وذلك لصغر سنه، ولكنه كان يعمل معهم، وهو الذي كتب البيان الأول للجماعة. وكانت [[مجلة الأضواء]] التي أسست في سنة 1961م صوت الجماعة المعبر عن آرائها وأفكارها. وقد كتب الشهيد الصدر افتتاحية المجلة في الأعداد الخمسة الأولى من صدورها تحت عنوان (رسالتنا). وكذلك كانت أخته [[بنت الهدى|السيدة بنت الهدى]] تنشر مقالاتها في هذه المجلة.<ref>السيد محمد مهدي الحكيم، التحرك الإسلامي في العراق، ص 21.</ref>
== '''جدّه''' ==
السيّد إسماعيل السيّد محمّد صدر الدين، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «أحد المراجع الإمامية في الأحكام الدينية، عالم فاضل، فقيه أُصولي، محقّق فكور نابغ»(9).


وفي الوقت نفسه وبتوجيه من [[السيد محسن الحكيم]] ألفّ الشهيد الصدر كتاب [[فلسفتنا (كتاب)|فلسفتنا]].<ref>السيد محمد مهدي الحكيم، التحرك الإسلامي في العراق، ص 60.</ref> وقد نظم هذا الكتاب في قسمين:
== '''من أعمامه''' ==
1ـ السيّد محمّد مهدي، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «عالم عامل فاضل جليل برّ تقيّ مهذّب صفي، ذو فضل ونابغية في العلوم الدينية، مع أدب وفضل في الشعر وسائر العلوم العربية والتاريخية، وبالجملة جامع لكلّ الفضائل»(10).


* القسم الأول:بيان نظرية المعرفة من وجهة نظر الفلسفة المعاصرة مقارنة مع الفلسفة الإسلامية.
2ـ السيّد محمّد جواد، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم جليل، ومرجع تقي… وكان من العلماء الأبرار، والصلحاء الاتقياء بالكاظمية»(11).
* القسم الثاني:بيان الرؤية الكونية للعقيدة الإسلامية، ونقد عقائد المادية.


كما قام بتأليف كتابٍ آخر يبين فيه النظرية الاقتصادية والمذهب الاقتصادي في الإسلام، وجاء الكتاب تحت اسم [[اقتصادنا (كتاب)|اقتصادنا]].<ref>الحسيني، محمد باقر الصدر حياة حافلة وفكر خلاق، ص 375.</ref>
3ـ السيّد صدر الدين، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «فاضل كامل، جامع الفضائل، يُدرّس في الفقه والأُصول، ويُصلّي في المسجد الأعظم، مسجد كوهر شاد، قد عكف عليه أهل العلم وأهل البلد، ينتفعون بعلمه وعمله»(12).


=== الدفاع عن الثورة الإسلامية في إيران ===
== '''نجله''' ==
كان الشهيد الصدر يعتقد: أن انتصار [[الثورة الإسلامية في إيران]] يمثل أملا لنجاة الأمة؛ ولهذا كان مدافعاً عن الثورة الإسلامية وعن السيد الخميني حتى قبل انتصار الثورة الإسلامية. وفي عام 1967م  وعندما انتقل السيد الخميني من [[تركيا]] إلى [[العراق]]، قام الشهيد الصدر مع مجموعة من طلابه باستقبال السيد الخميني، كما كان الشهيد الصدر إلى جانب [[السيد الخميني]] وتربطه به علاقة قوية طوال السنوات التي قضاها السيد الخميني في [[النجف الأشرف]]، وكان يقول: ذوبوا في الخميني كما هو ذاب في الإسلام. ومما يسجل في تأييد الشهيد الصدر [[الثورة الإسلامية في إيران|للثورة الإسلامية]] في [[إيران]] هو تأليف كتابه ([[الإسلام يقود الحياة (كتاب)|الإسلام يقود الحياة]]) في ستة مجلدات حاول من خلاله كتابة دستور [[الجمهورية الإسلامية|للجمهورية الإسلامية]]، وبيّن فيه أيضا  مصادر قدرة الدولة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي.<ref>النعماني، سنوات المحنة وأيام الحصار، ص 259.</ref>
السيّد جعفر، يحمل شهادة الماجستير في علم الاجتماع من الجامعة اللبنانية، سفير العراق في بريطانيا، كان مستشاراً لرئيس الجمهورية، ونائباً في البرلمان العراقي، ورئيساً في دائرة المنظّمات والمؤتمرات الدولية بوزارة الخارجية العراقية.


=== تحريم الانتماء إلى حزب البعث ===
== '''جدّه لأُمّه''' ==
في الوقت الذي بسط [[حزب البعث]] سيطرته على الدولة ومؤسساتها، وعلى المدارس والجامعات وفي الخصوص فيما يخص المناهج الدراسية، تصدى الشهيد الصدر لهذه الأعمال، وذلك من خلال إصدار فتوى بحرمة الانتماء [[حزب البعث|لحزب البعث]]، وكان يقول: أنا أريد أن يعلم الجميع أن الإنتماء لحزب البعث حرام، ولتعلم السلطة بموقف المرجعية الرافض لحزبها وعقائدها.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 4، ص 66.</ref>
الشيخ عبد الحسين الشيخ باقر آل ياسين، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «أحد أعلام الأُسرة الشامخة، فقيه عيلم متبحّر»(13).


== شهادته ==
== '''من أخواله''' ==
من أجل عزل الشهيد الصدر عن الناس ، وقطع اتصال الناس به، جعل الصدر تحت الإقامة الجبرية من قبل [[حزب البعث|النظام البعثي]]. واستمر هذاالحصار على السيد الصدر نحو تسعة أشهر. خلال هذه الفترة حاول جلاوزة [[حزب البعث|البعث]] أن يثنوا الشهيد الصدر عن أفكاره وأطروحاته في خصوص [[الثورة الإسلامية في إيران|الثورة الإسلامية]] التي انتصرت على يد السيد الخميني، ولكن الصدر ظل مدافعا عن الثورة الإسلامية وعن السيد الخميني.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 4، ص 281.</ref>
1ـ الشيخ محمّد رضا آل ياسين، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: « فقيه متضلّع من مراجع التقليد المشاهير… فنبغ في الفقه والأُصول نبوغاً باهراً، وعُرف بين فضلاء النجف وعلمائها بعلوّ الكعب وسموّ المكانة، وامتاز عن أكثر معاصريه بالصلاح والتقوى، والنزاهة والشرف، وسلامة الذات وطهارة القلب»(14).


في يوم 19 [[جمادى الأولى]] 1400 هـ تم اعتقال الشهيد الصدر من قبل أجهزة المخابرات، ثم نقلوه من [[النجف الأشرف|النجف]] إلى [[بغداد]]. وفي اليوم التالي تم اعتقال العلوية [[بنت الهدى]] أخت [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]]. طلب [[برزان إبراهيم الحسن]] -الأخ غير الشقيق [[صدام حسين|لصدام]]  ، ومسؤول الأمن العام- من الشهيد الصدر أن يكتب ولو بعض الكلمات ضد السيد الخميني  أو ضد الثورة الإسلامية حتى يتم إطلاق سراحه، وإذا لم يفعل هذا  فسوف يقتل. وقد رفض [[محمد باقر الصدر|الشهيد الصدر]] هذا الكلام وقال: إنني متأهب للشهادة، ولايمكن أن أفعل أي فعل لاإنساني ومخالف للدين. ولمّا يئس رجال الأمن من استجابة الشهيد الصدر لمطالبهم، قاموا بتعذيبه  إلى أن مات السيد الصدر وأخته [[بنت الهدى]] من أثر التعذيب في [[23 جمادي الأولى]] 1400هـ/ يوم 9-4-1980 م.<ref>العاملي، محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة، ج 4، ص 282.</ref>
2ـ الشيخ مرتضى آل ياسين، قال عنه السيّد كاظم الحائري في مباحث الأُصول: «المرحوم آية الله الورع التقي، الشيخ مرتضى آل ياسين، كان من أكابر علماء الإمامية، ومرجعاً للتقليد في النجف»(15).


=== محل دفنه ===
3ـ الشيخ راضي آل ياسين، قال عنه قال السيّد الحائري في مباحث الأُصول: «المرحوم الإمام المجاهد الشيخ راضي آل ياسين، كان من أكابر علماء الإمامية في الكاظمية، وهو صاحب تأليفات كثيرة»(16).
يقول الدّفان عباس بلاش لمراسل جريدة القبس [[الكويت|الكويتية]]: في الشهر الرابع من عام 1980 طرق باب منزلنا في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً كل من مفوضي الأمن جبار سعد حميد، وفاضل صاحي فرز علي، وطلبا من أخي الأكبر التوجه معهما إلى المقبرة القديمة بدعوى أن عندهما جنازة يريدان دفنها، ولما وصلوا إلى هناك سأله المفوضان عما إذا كان يعرف اسم هذا المسجى، فأجابهم [بعد أن نظر إليه]: نعم، أعرفه إنه محمد باقر الصدر.


فقال المفوضان: طيب، بما إننا رجال أمن لا يمكن أن نتحدث لأحد بالأمر، فإنك المسؤول وحدك إذا ما سمعنا بهذا الموضوع، أو انتقل الخبر؛ ولذا يجب أن توقّع على هذا التعهد الذي يقضي بإعدامك حال سماعنا بنبأ دفنه، وحينها لم يجد أخي بداً من التوقيع الذي ظل يؤرقه طيلة فترة حكم [[صدام حسين|صدام]] مخافة أن يشي أحد المفوضين بالأمر ويحمله المسؤولية. كما عمدت مديرية أمن [[النجف]] طيلة هذه السنوات إلى استدعاء أخي كل ستة أشهر للتوقيع مجدداً على هذا التعهد.وفي عام 1986م استدعي أخي إلى خدمة الاحتياط العسكرية إبان [[الحرب العراقية - الإيرانية]] فخشي أن يقتل في هذه الحرب ويضيع قبر الصدر، فتوجه إلى شخصين يثق بهما، وأخبرهما بالأمر مشترطاً عليهما أداء القسم عند مرقد [[الإمام علي]]{{ع}} بعدم إفشاء هذا السر؛ لكي يدلهما على القبر. وعقب أدائهما اليمين أمامه توّجه بهما في منتصف الليل، ودلهما عليه مؤكداً أنّه قد نزع الخاتم الذي كان بخنصر السيد الصدر، ودسه في [[الكفن]] ليظل علامة دالة على قبره ورفاته.
== '''أخوه''' ==
السيّد إسماعيل، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم كامل، مجتهد فاضل، مفسّر متتبّع، من أساتذة الفقه والأُصول والأخلاق، ورع ذكي، من العلماء العاملين، والمؤلّفين المتتبّعين»(17).


وفي عام 1991 إبان [[الإنتفاضة الشـعبانية]] ضد النظام المقبور قام رجال الأمن باقتياد أخي من منطقة خان المخضر في [[النجف]] واعتقاله من أجل التحقيق معه حول ما إذا كان تحدث لأحد حول مكان قبر السيد الصدر ، فنفى ذلك جملة وتفصيلاً، فأفرج عنه بعد أن تحمل أنواع التعذيب. لقد اضطر أخي لأن يخفي هذه المرة الحقيقة، كما قال [[عباس بلاش]]، وأضاف: لقد اتفقت مع أخي أن الظروف لم تكن تسمح بعد [[الانتفاضة  الشعبانية]] بأن نستمر في حمل السر وحدنا. واتفقنا على إبلاغ نفر قليل من أقرب أنصاره، وعمدنا تحت جنح الظلام إلى نقل الجثمان إلى مكان آخر على بعد ثلاثة أمتار من الأول. وقد صدق حدسنا حيث قام رجال الأمن بعد عودة سيطرة نظام [[صدام حسين|صدام]] على المدينة بهدم القبر الأول اعتقاداً منهم أن الجثة مازالت فيه!
== '''أُخته''' ==
الشهيدة العلوية آمنة (بنت الهدى)، قال عنها الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «الأديبة الفاضلة الكاتبة الجليلة الشهيدة»(18).


وهكذا ظل الأمر طي الكتمان حتى حانت ساعة الخلاص من [[صدام حسين|صدام]] ونظامه المجرم فبادر أخي إلى كشف هذه الحقيقة بكافة ملابساتها ومعاناتها التي تحملناها كل تلك السنوات. وبادر نفر من أصدقائه الذين حملوا السر معنا إلى إعادة تكفين الجثمان، ومن ثم دفنه في هذه البقعة الجديدة لتكون مزاراً.
== '''من مؤلّفاته''' ==
1ـ بحوث في شرح العروة الوثقى (4 مجلّدات)، 2ـ دروس في علم الأُصول (3 مجلّدات)، 3ـ اقتصادنا، 4ـ فلسفتنا، 5ـ البنك اللّاربوي في الإسلام، 6ـ الأُسس المنطقية للاستقراء، 7ـ المعالم الجديدة للأُصول، 8ـ نشأة التشيّع والشيعة، 9ـ بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة، 10ـ بحث في المرجعية الصالحة والمرجعية الموضوعية، 11ـ غاية الفكر في علم الأُصول، 12ـ نظرة عامّة في العبادات، 13ـ رسالة في علم المنطق، 14ـ موجز أُصول الدين، 15ـ المدرسة الإسلامية، 16ـ الإسلام يقود الحياة، 17ـ موجز أحكام الحج، 18ـ بحث حول المهدي(ع)، 19ـ بحث حول الولاية، 20ـ الفتاوى الواضحة (رسالته العملية)، 21ـ فدك في التاريخ.


== المصادر والمراجع ==
== '''من تقريرات درسه''' ==
1ـ بحوث في علم الأُصول للسيّد محمود الهاشمي الشاهرودي (7 مجلّدات)، 2ـ مباحث الأُصول للسيّد كاظم الحائري (4 مجلّدات)، 3ـ الصلاة في النجس للشيخ عيسى أحمد قاسم.


* العاملي، أحمد عبد الله، '''محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق'''، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات، ط 1، 1427 هـ/ 2006 م.
== '''استشهاده''' ==
* الحسيني، محمد، '''محمد باقر الصدر'''، دار الفرات، بيروت، 1989 م.
بعد أن أمضى(قدس سره) عشرة أشهر في الإقامة الجبرية، تمّ اعتقاله في التاسع عشر من جمادى الأُولى 1400ه، وبعد ثلاثة أيّام من اعتقاله استُشهد(قدس سره) بنحوٍ فجيع، مع أُخته العلوية بنت الهدى.
* كاظم الحائري، '''حياة وأفكار الشهيد الصدر'''.
 
* كاظم الحائري، '''مباحث الأصول'''، قم 1407 هـ.
وفي مساء يوم الثالث والعشرين من جمادى الأُولى 1400ه، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً قطعت السلطة البعثية التيار الكهربائي عن النجف، وفي ظلام الليل الدامس تسلّلت مجموعة من قوّات الأمن إلى دار السيّد محمّد الصدر، وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة النجف، فكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن النجف، فقال له: هذه جنازة الصدر وأُخته قد تمّ إعدامهما، وطُلب منه أن يذهب معهم لدفنهما، فأمر مدير الأمن الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيّد الصدر(قدس سره) مضرّجاً بدمائه، وآثار التعذيب على كلّ مكان من وجهه، وكذلك كانت الشهيدة بنت الهدى، وتمّ دفنهما في مقبرة وادي السلام بالنجف.
* محمد مهدي الحكيم، '''التحرك الإسلامي في العراق'''.
 
* النعماني، محمد رضا، '''سنوات المحنة وأيام الحصار'''، د.م، الناشر: المؤلف، ط 2، 1417 هـ/ 1997 م.
== '''بيان تعزية الإمام الخميني بمناسبة استشهاده ما معرّبه''' ==
* الحسيني، محمد، '''محمد باقر الصدر حياة حافلة وفكر خلاق'''، د.م، الناشر: دار المحجة البيضاء، 2005 هـ.
«مع بالغ الأسف، ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها السيّد وزير الخارجية من مصادر متعدّدة وشخصيات مسؤولة في البلدان الإسلامية، وطبقاً لتقارير توفّرت من مصادر أُخرى، نال المرحوم آية الله الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر وأُخته المكرّمة المظلومة… مرتبة الشهادة السامية بطريقة بشعة على يد نظام البعث العراقي المنحط… .
 
إنّني أُعلن الحداد العام من يوم الأربعاء الثالث من أرديبهشت لمدّة ثلاثة أيّام تكريماً لهذه الشخصية العلمية المجاهدة التي كانت من مفاخر الحوزات العلمية، ومن مراجع الدين والمفكّرين المسلمين، وأُعلن يوم الخميس الرابع من أرديبهشت عطلة عامّة، وأسأل الله تعالى تعويض هذه الخسارة الكبرى، كما أسأله العزّة والعظمة للإسلام والمسلمين»(19).
 
== '''رثاؤه''' ==
رثاه السيّد جودت القزويني بقوله:
 
«ما غيّبتكَ يدُ الأيّامِ عن جهلٍ ** لكنَّما الكفرُ من تيّارِكَ ارتعدا
 
نم في ثراكَ قرير العينِ مبتسماً ** فأنتَ خلقتَ جيلاً عانقَ السهدا
 
يا باقرَ العلمِ إنَّ الدارَ مظلمةٌ ** وإنَّ ربعَ المغاني موحشٌ أبدا
 
وإنَّ دُنياكَ أضحت وهيَ نادبةٌ ** من بعدِ ما فقدت في فقدِكَ العمدا»(20).
 
'''الهوامش'''
 
1ـ اُنظر: فهرس التراث 2 /591، دروس في علم الأُصول: مقدّمة المجمع.
 
2ـ طبقات أعلام الشيعة 14 /683 رقم1122.
 
3ـ عندي صورة الإجازة.
 
4ـ المرجع الشهيد الصدر تأريخ وعبقرية.
 
5ـ المصدر السابق.
 
6ـ أعيان الشيعة 9 /184 رقم383.
 
7ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 2 /809.
 
8ـ مباحث الأُصول 1 /33.
 
9ـ تكملة أمل الآمل 1 /57 رقم44.
 
10ـ المصدر السابق 1 /58 رقم44.
 
11ـ طبقات أعلام الشيعة 13 /320 رقم658.
 
12ـ تكملة أمل الآمل 1/58 رقم44.
 
13ـ ماضي النجف وحاضرها 3 /529 رقم3.
 
14ـ طبقات أعلام الشيعة 14 /757 رقم1235.
 
15ـ مباحث الأُصول 1 /32.
 
16ـ المصدر السابق.
 
17ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 2 /808.
 
18ـ المصدر السابق 2 /808.
 
19ـ الموقع الإلكتروني لمكتب الإمام الخميني باللغة الفارسية.
 
20ـ المرجع الشهيد الصدر تأريخ وعبقرية.

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٢:٢٥، ١٩ يونيو ٢٠٢٤

نبذة مختصرة عن حياة المرجع الديني والمفكر الإسلامي الشهيد السيّد محمد باقر الصدر ، مؤلّف كتاب «اقتصادنا» و«فلسفتنا» .

اسمه وكنيته ونسبه(1)

السيّد محمّد باقر أبو جعفر ابن السيّد حيدر ابن السيّد إسماعيل الصدر، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الأصغر ابن الإمام موسى الكاظم(ع).

والده

السيّد حيدر، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم مجتهد، ومحقّق بارع… فوقفت على غزارة علمه وكثرة فضله، وكان دائم الاشتغال، كثير المذاكرة، فقلّما دخل مجلساً لأهل الفضل ولم يفتح باباً للمذاكرة والبحث العلمي، وكان محمود السيرة، حسن الأخلاق، محبوباً عند عارفيه»(2).

ولادته

ولد في الخامس والعشرين من ذي القعدة 1353ه في الكاظمية المقدّسة بالعراق.

دراسته

بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى إلى النجف عام 1365ه لإكمال دراسته الحوزوية، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، وصار من العلماء الأعلام في النجف.

من أساتذته

1ـ السيّد أبو القاسم الخوئي، 2و3ـ خالاه الشيخ محمّد رضا والشيخ مرتضى آل ياسين، 4ـ أخوه السيّد إسماعيل، 5ـ السيّد محمّد الروحاني، 6ـ الشيخ صدرا البادكوبي.

تدريسه

بدأ(قدس سره) في إلقاء دروسه في البحث الخارج ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً، فقد بدأ بتدريس الدورة الأُولى في علم الأُصول في الثاني عشر من جمادى الآخرة 1378ه، وأنهاها في الثاني عشر من ربيع الأوّل 1391ه، وبدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى عام 1381ه.

من تلامذته

1و2و3ـ الإخوة الشهيد السيّد محمّد مهدي والشهيد السيّد محمّد باقر والسيّد عبد العزيز الحكيم، 4ـ السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي، 5و6ـ الأخوان السيّد كاظم والسيّد علي أكبر الحائري، 7و8ـ الأخوان الشهيد السيّد عزّ الدين والسيّد صدر الدين القبّانجي، 9ـ الشهيد السيّد محمّد محمّد صادق الصدر، 10ـ السيّد علي رضا الحائري، 11ـ السيّد عبد الكريم القزويني، 12ـ الشيخ عبد الهادي الفضلي، 13ـ السيّد محمّد باقر المهري، 14ـ الشيخ عيسى أحمد قاسم، 15ـ السيّد علي الأشكوري، 16ـ الشيخ فاضل المالكي، 17ـ ابن أخيه السيّد حسين، 18ـ السيّد أحمد الغريفي، 19ـ السيّد عبد الستّار الحسني، 20ـ الشيخ محيي الدين المازندراني، 21ـ الشيخ مهدي الفتلاوي، 22ـ السيّد حسين السيّد محمود الشاهرودي، 23ـ الشيخ محمّد علي التسخيري، 24ـ السيّد عبد الغني الأردبيلي.

ما قيل في حقّه

1ـ قال أُستاذه السيّد الخوئي ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ في إجازة الاجتهاد له: «إنّ فضيلة العلّامة قرّة عيني العزيز… قد تربّى في حوزتنا العلمية في النجف الأشرف، وحضر أبحاثنا الأُصولية والفقهية، فجدّ واجتهد حتّى تمّت له ملكة الاستنباط والاجتهاد، فلكم أن تتحدّثوا عن رأيه بما أنّه اجتهاد شرعي»(3).

2ـ قال السيّد محمّد رضا الكلبايكاني ـ أحد مراجع الدين في قم ـ في بيان تعزيته: «إنّ آية الله السيّد الصدر الذي هو حيّ ومخلّد بآثاره الخالدة، وخدماته الكبيرة في تأريخ الإسلام والعلماء والمضحّين المجاهدين، أصبح باستشهاده أكثر مجداً وخلوداً.

إنّ منزلة آية الله السيد الصدر وخدماته وشخصيّته العلمية واضحة للجميع، وإنّ مجهوده من أجل إنقاذ الجيل الصاعد من الحياة الغريبة والتعلّق بها والسقوط في أحضان المدارس المادّية غير قابلة للنسيان، إنّه كان وريث العلم والجهاد للعديد من العوائل الفقهية الفاضلة، وعليه وعلى شقيقته المظلومة سلام الله، وهنيئاً لهما الشهادة»(4).

3ـ قال السيّد عبد الله الشيرازي ـ أحد مراجع الدين في مشهد ـ في بيان تعزيته: «إنّ استشهاد عالم جليل كآية الله السيّد الصدر، وإن كان فاجعة مؤلمة ومؤسفة، إلّا أنّ دمه الطاهر سيضيء طريق المسلمين، والشعب العراقي المجاهد، لاستمرار النهضة الحكمية حتّى النصر الكامل»(5).

4ـ قال السيّد حسن الأمين في المستدركات: «هو مؤسّس مدرسة فكرية إسلامية أصيلة تماماً، اتّسمت بالشمول من حيث المشكلات التي عنيت بها ميادين البحث، فكتبه فلسفتنا، والأُسس المنطقية للاستقراء، والمرسل والرسول والرسالة عالجت البُنى الفكرية العليا للإسلام، في حين أنّ اقتصادنا، والبنك اللّاربوي في الإسلام، والإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية عنيت بطرح التصوّر الإسلامي لمشاكل الإنسان المعاصر، هذا بالإضافة إلى كتبه في الفقه والأُصول التي قدّم فيها إضافات هامّة وأصيلة.

ولا تفوتنا الإشارة إلى مجموعة محاضراته حول التفسير الموضوعي للقرآن الكريم التي طرح فيها منهجاً جديداً في التفسير اتّسم بعبقريّته وأصالته»(6).

5ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «مجتهد جليل، وكاتب مفكّر، وعبقري فاضل، ومؤلّف ورع صالح، نشأ في أحضان أُسرة عربية عُرفت بقدسيّتها وعلمها وفقاهتها، وزعامتها الروحية… وبرع في الفقه والأُصول والكلام والفلسفة، مستمدّاً فهمه لها من طبيعة صافية، وعقل عربي نيّر، وتدرّع بالجرأة، فراح يقاوم الظلم والطغيان، والفكر المزعومة، والآراء غير الناضجة، وانصرف إلى التأليف حول القضايا الإسلامية، وإلقاء المحاضرات بين الناشئة والشبيبة، وحثّهم على إقامة حكومة إسلامية، لقد كان الصدر قوي الشخصية، عميق الفكرة، مرح الروح، قوي العاطفة، ذا مناعة علمية قوية، وقابلية حية في استنباط الأحكام الشرعية من الأدلّة التفصيلية، بالتفقّه والاجتهاد، لذلك قفز إلى الأمام بسرعة، واستقرّ في عداد مشايخ الفقه والأُصول، وفاز بسعادتي العلم والعمل، وانعقدت لمحاضراته وتدريسه الحلقات والجلسات»(7).

6ـ قال تلميذه السيّد الحائري ـ أحد علماء الدين في قم ـ في مباحث الأُصول: «هو العلم العلّامة، مفخرة عصره، وأُعجوبة دهره، نابغة الزمان، ومعجزة القرن، حامي بيضة الدين، وماحي آثار المفسدين، فقيه أُصولي، فيلسوف إسلامي، كان مرجعاً من مراجع المسلمين في النجف، فجّر الثورة الإسلامية في العراق، وقادها حتّى استُشهد»(8).

من صفاته وأخلاقه

1ـ حبّه وعاطفته: إنّ من سِمات شخصيته تلك العاطفة الحارّة والأحاسيس الصادقة والشعور الأبوي تجاه كلّ أبناء الأُمّة، فتراه يلتقيك بوجه طَليق تعلوه ابتسامة تُشعرك بحبّ كبير وحنان عظيم، حتّى يحسب الزائر أنّ السيّد لا يُحبّ غيره، وإن تحدّث معه أصغى إليه باهتمامٍ كبير ورعاية كاملة، وكان سماحته يقول: «إذا كنّا لا نسع الناس بأموالنا، فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا».

2ـ زهده: لم يكن(قدس سره) زاهداً في حطام الدنيا لأنّه كان لا يملك شيئاً منها، أو لأنّه فقد أسباب الرفاهية في حياته، فصار الزهد خياره القهري، بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه، وزهد في الرفاه وهو في قبضة يمينه، وكأنّه يقول: يا دنيا غُرّي غيري، فقد كان زاهداً في ملبسه ومأكله.

3ـ عبادته: من الجوانب الرائعة في حياته هو الجانب العبادي، ولا يُستغرب إذا قلنا: إنّه كان يهتمّ في هذا الجانب بالكيف دون الكم، فكان يقتصر على الواجبات والمهمّ من المستحبّات، وكانت السِمَة التي تميّز تلك العبادات هي الانقطاع الكامل لله تعالى والإخلاص والخشوع التامّين، فقد كان لا يُصلّي ولا يدعو ولا يمارس أمثال هذه العبادات إلّا إذا حصل له توجّه وانقطاع كاملين.

4ـ صبره وتسامحه: كان(قدس سره) أُسوة في الصبر والتحمّل، والعفو عند المقدرة، فقد كان يتلقّى ما يوجّه إليه بصبر تنوء منه الجبال، وكان يصفح عمّن أساء إليه بروح محمّدية.

جدّه

السيّد إسماعيل السيّد محمّد صدر الدين، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «أحد المراجع الإمامية في الأحكام الدينية، عالم فاضل، فقيه أُصولي، محقّق فكور نابغ»(9).

من أعمامه

1ـ السيّد محمّد مهدي، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «عالم عامل فاضل جليل برّ تقيّ مهذّب صفي، ذو فضل ونابغية في العلوم الدينية، مع أدب وفضل في الشعر وسائر العلوم العربية والتاريخية، وبالجملة جامع لكلّ الفضائل»(10).

2ـ السيّد محمّد جواد، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم جليل، ومرجع تقي… وكان من العلماء الأبرار، والصلحاء الاتقياء بالكاظمية»(11).

3ـ السيّد صدر الدين، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «فاضل كامل، جامع الفضائل، يُدرّس في الفقه والأُصول، ويُصلّي في المسجد الأعظم، مسجد كوهر شاد، قد عكف عليه أهل العلم وأهل البلد، ينتفعون بعلمه وعمله»(12).

نجله

السيّد جعفر، يحمل شهادة الماجستير في علم الاجتماع من الجامعة اللبنانية، سفير العراق في بريطانيا، كان مستشاراً لرئيس الجمهورية، ونائباً في البرلمان العراقي، ورئيساً في دائرة المنظّمات والمؤتمرات الدولية بوزارة الخارجية العراقية.

جدّه لأُمّه

الشيخ عبد الحسين الشيخ باقر آل ياسين، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «أحد أعلام الأُسرة الشامخة، فقيه عيلم متبحّر»(13).

من أخواله

1ـ الشيخ محمّد رضا آل ياسين، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: « فقيه متضلّع من مراجع التقليد المشاهير… فنبغ في الفقه والأُصول نبوغاً باهراً، وعُرف بين فضلاء النجف وعلمائها بعلوّ الكعب وسموّ المكانة، وامتاز عن أكثر معاصريه بالصلاح والتقوى، والنزاهة والشرف، وسلامة الذات وطهارة القلب»(14).

2ـ الشيخ مرتضى آل ياسين، قال عنه السيّد كاظم الحائري في مباحث الأُصول: «المرحوم آية الله الورع التقي، الشيخ مرتضى آل ياسين، كان من أكابر علماء الإمامية، ومرجعاً للتقليد في النجف»(15).

3ـ الشيخ راضي آل ياسين، قال عنه قال السيّد الحائري في مباحث الأُصول: «المرحوم الإمام المجاهد الشيخ راضي آل ياسين، كان من أكابر علماء الإمامية في الكاظمية، وهو صاحب تأليفات كثيرة»(16).

أخوه

السيّد إسماعيل، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم كامل، مجتهد فاضل، مفسّر متتبّع، من أساتذة الفقه والأُصول والأخلاق، ورع ذكي، من العلماء العاملين، والمؤلّفين المتتبّعين»(17).

أُخته

الشهيدة العلوية آمنة (بنت الهدى)، قال عنها الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «الأديبة الفاضلة الكاتبة الجليلة الشهيدة»(18).

من مؤلّفاته

1ـ بحوث في شرح العروة الوثقى (4 مجلّدات)، 2ـ دروس في علم الأُصول (3 مجلّدات)، 3ـ اقتصادنا، 4ـ فلسفتنا، 5ـ البنك اللّاربوي في الإسلام، 6ـ الأُسس المنطقية للاستقراء، 7ـ المعالم الجديدة للأُصول، 8ـ نشأة التشيّع والشيعة، 9ـ بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة، 10ـ بحث في المرجعية الصالحة والمرجعية الموضوعية، 11ـ غاية الفكر في علم الأُصول، 12ـ نظرة عامّة في العبادات، 13ـ رسالة في علم المنطق، 14ـ موجز أُصول الدين، 15ـ المدرسة الإسلامية، 16ـ الإسلام يقود الحياة، 17ـ موجز أحكام الحج، 18ـ بحث حول المهدي(ع)، 19ـ بحث حول الولاية، 20ـ الفتاوى الواضحة (رسالته العملية)، 21ـ فدك في التاريخ.

من تقريرات درسه

1ـ بحوث في علم الأُصول للسيّد محمود الهاشمي الشاهرودي (7 مجلّدات)، 2ـ مباحث الأُصول للسيّد كاظم الحائري (4 مجلّدات)، 3ـ الصلاة في النجس للشيخ عيسى أحمد قاسم.

استشهاده

بعد أن أمضى(قدس سره) عشرة أشهر في الإقامة الجبرية، تمّ اعتقاله في التاسع عشر من جمادى الأُولى 1400ه، وبعد ثلاثة أيّام من اعتقاله استُشهد(قدس سره) بنحوٍ فجيع، مع أُخته العلوية بنت الهدى.

وفي مساء يوم الثالث والعشرين من جمادى الأُولى 1400ه، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً قطعت السلطة البعثية التيار الكهربائي عن النجف، وفي ظلام الليل الدامس تسلّلت مجموعة من قوّات الأمن إلى دار السيّد محمّد الصدر، وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة النجف، فكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن النجف، فقال له: هذه جنازة الصدر وأُخته قد تمّ إعدامهما، وطُلب منه أن يذهب معهم لدفنهما، فأمر مدير الأمن الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيّد الصدر(قدس سره) مضرّجاً بدمائه، وآثار التعذيب على كلّ مكان من وجهه، وكذلك كانت الشهيدة بنت الهدى، وتمّ دفنهما في مقبرة وادي السلام بالنجف.

بيان تعزية الإمام الخميني بمناسبة استشهاده ما معرّبه

«مع بالغ الأسف، ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها السيّد وزير الخارجية من مصادر متعدّدة وشخصيات مسؤولة في البلدان الإسلامية، وطبقاً لتقارير توفّرت من مصادر أُخرى، نال المرحوم آية الله الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر وأُخته المكرّمة المظلومة… مرتبة الشهادة السامية بطريقة بشعة على يد نظام البعث العراقي المنحط… .

إنّني أُعلن الحداد العام من يوم الأربعاء الثالث من أرديبهشت لمدّة ثلاثة أيّام تكريماً لهذه الشخصية العلمية المجاهدة التي كانت من مفاخر الحوزات العلمية، ومن مراجع الدين والمفكّرين المسلمين، وأُعلن يوم الخميس الرابع من أرديبهشت عطلة عامّة، وأسأل الله تعالى تعويض هذه الخسارة الكبرى، كما أسأله العزّة والعظمة للإسلام والمسلمين»(19).

رثاؤه

رثاه السيّد جودت القزويني بقوله:

«ما غيّبتكَ يدُ الأيّامِ عن جهلٍ ** لكنَّما الكفرُ من تيّارِكَ ارتعدا

نم في ثراكَ قرير العينِ مبتسماً ** فأنتَ خلقتَ جيلاً عانقَ السهدا

يا باقرَ العلمِ إنَّ الدارَ مظلمةٌ ** وإنَّ ربعَ المغاني موحشٌ أبدا

وإنَّ دُنياكَ أضحت وهيَ نادبةٌ ** من بعدِ ما فقدت في فقدِكَ العمدا»(20).

الهوامش

1ـ اُنظر: فهرس التراث 2 /591، دروس في علم الأُصول: مقدّمة المجمع.

2ـ طبقات أعلام الشيعة 14 /683 رقم1122.

3ـ عندي صورة الإجازة.

4ـ المرجع الشهيد الصدر تأريخ وعبقرية.

5ـ المصدر السابق.

6ـ أعيان الشيعة 9 /184 رقم383.

7ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 2 /809.

8ـ مباحث الأُصول 1 /33.

9ـ تكملة أمل الآمل 1 /57 رقم44.

10ـ المصدر السابق 1 /58 رقم44.

11ـ طبقات أعلام الشيعة 13 /320 رقم658.

12ـ تكملة أمل الآمل 1/58 رقم44.

13ـ ماضي النجف وحاضرها 3 /529 رقم3.

14ـ طبقات أعلام الشيعة 14 /757 رقم1235.

15ـ مباحث الأُصول 1 /32.

16ـ المصدر السابق.

17ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 2 /808.

18ـ المصدر السابق 2 /808.

19ـ الموقع الإلكتروني لمكتب الإمام الخميني باللغة الفارسية.

20ـ المرجع الشهيد الصدر تأريخ وعبقرية.