الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة الكافرون»

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
 
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١٧: سطر ١٧:
:'''(دِينُكُمْ‏)''': جزاءكم، أو ملتكم.<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 469. ‏</ref>
:'''(دِينُكُمْ‏)''': جزاءكم، أو ملتكم.<ref>الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 469. ‏</ref>
==محتواها==
==محتواها==
قال المفسرون: من لحن [[السورة]] نفهم أنّها نزلت في زمان كان [[المسلمون]] في أقلية، و[[الكفار]] أكثرية، و[[النبي ص|النبي]]{{صل}} يعاني من الضغوط التي تطلب منه، أي: أن يهادن [[المشركين]]، وكان النبي{{صل}} يعلن صموده وإصراره على المبدأ. ففي هذا درس وعبرة لكل المسلمين أن لا يساوموا أعداء [[الإسلام]] في مبادئ الدين مهما كانت الظروف. وفي هذه السورة تكرر مرّتين نفي عبادة الإنسان [[المسلم]] لما يعبده [[الكافرون]]، وهو تأكيد يستهدف بّث اليأس في قلوب الكافرين، كما تكرر مرتين نفي عبادة الكافر لما يعبده المسلمون من إله واحد أحد. وهذا دليل على تعنتهم ولجاجهم. ونتيجة ذلك هو الفصل العقائدي الحاسم بين منهج [[التوحيد]] ومتاهات [[الشرك]].<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 301.</ref>
قال المفسرون: من لحن [[السورة]] نفهم أنّها نزلت في زمان كان [[المسلمون]] في أقلية، و[[الكفار]] أكثرية، و[[النبي ص|النبي]] {{صل}} يعاني من الضغوط التي تطلب منه، أي: أن يهادن [[المشركين]]، وكان النبي {{صل}} يعلن صموده وإصراره على المبدأ. ففي هذا درس وعبرة لكل المسلمين أن لا يساوموا أعداء [[الإسلام]] في مبادئ الدين مهما كانت الظروف. وفي هذه السورة تكرر مرّتين نفي عبادة الإنسان [[المسلم]] لما يعبده [[الكافرون]]، وهو تأكيد يستهدف بّث اليأس في قلوب الكافرين، كما تكرر مرتين نفي عبادة الكافر لما يعبده المسلمون من إله واحد أحد. وهذا دليل على تعنتهم ولجاجهم. ونتيجة ذلك هو الفصل العقائدي الحاسم بين منهج [[التوحيد]] ومتاهات [[الشرك]].<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 301.</ref>


==شأن النزول==
==شأن النزول==
جاء في كتب [[التفسير]]: نزلت السورة في نفر من [[قريش]]، منهم: [[الحارث بن قيس السهمي]] و[[العاص بن وائل]] و[[الوليد بن المغيرة]] و[[الأسود بن عبد يغوث الزهري]] و[[الأسود بن المطلب بن أسد]] و[[أمية بن خلف]]، حيث قالو: هلم يا [[محمد]] فاتّبع ديننا نتّبع دينك، ونشركك في أمرنا كله، تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيراً مما بأيدينا كنّا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدنا خيراً مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه، فقال: معاذ [[الله]] أن [[شرك|أشرك]] به غيره، فقالو: فاستلم بعض آلهتنا نصدّقك ونعبد إلهك، فقال: حتى أنظر ما يأتي من عند ربي، فنزل ('''قل يا أيها الكافرون''')، فعدل [[رسول الله]]{{صل}} إلى [[المسجد الحرام]] وفيه الملأ من [[قريش]]، فقام على رؤوسهم ثم قرأ عليهم حتى فرغ من السورة، فأيسوا عند ذلك فآذوه وآذوا [[الصحابة|أصحابه]].<ref>الطبرسي، تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 682. </ref>
جاء في كتب [[التفسير]]: نزلت السورة في نفر من [[قريش]]، منهم: [[الحارث بن قيس السهمي]] و[[العاص بن وائل]] و[[الوليد بن المغيرة]] و[[الأسود بن عبد يغوث الزهري]] و[[الأسود بن المطلب بن أسد]] و[[أمية بن خلف]]، حيث قالو: هلم يا [[محمد]] فاتّبع ديننا نتّبع دينك، ونشركك في أمرنا كله، تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيراً مما بأيدينا كنّا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدنا خيراً مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه، فقال: معاذ [[الله]] أن [[شرك|أشرك]] به غيره، فقالو: فاستلم بعض آلهتنا نصدّقك ونعبد إلهك، فقال: حتى أنظر ما يأتي من عند ربي، فنزل ('''قل يا أيها الكافرون''')، فعدل [[رسول الله]] {{صل}} إلى [[المسجد الحرام]] وفيه الملأ من [[قريش]]، فقام على رؤوسهم ثم قرأ عليهم حتى فرغ من السورة، فأيسوا عند ذلك فآذوه وآذوا [[الصحابة|أصحابه]].<ref>الطبرسي، تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 682. </ref>


==الفهم الخاطئ للآية السادسة==
==الفهم الخاطئ للآية السادسة==

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٨:٢٨، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣

سورة الكافرون، هي السورة التاسعة بعد المائة ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهي من السور المكية، وأسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها. تتحدث عن معاناة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الضغوط التي تطلب منه،في مداهنة المشركين، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلن صموده وإصراره على المبدأ. فهي درس وعبرة لكل المسلمين أن لا يساوموا أعداء الإسلام في مبادئ الدين مهما كانت الظروف.

وفي هذه السورة تكرر مرّتين نفي عبادة الإنسان المسلم لما يعبده الكافرون، وهو تأكيد يستهدف بّث اليأس في قلوب الكافرين، كما تكرر مرتين نفي عبادة الكافر لما يعبده المسلمون من إله واحد أحد. وهذا دليل على تعنتهم ولجاجهم. ونتيجة ذلك هو الفصل العقائدي الحاسم بين منهج التوحيد ومتاهات الشرك.

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأ سورة الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن، وتباعدت منه مردة الشياطين، وبرئ منه الشرك ويعافى من الفزع الأكبر.

تسميتها وآياتها

سميت السورة بــ(الكافرون)؛ في الآية الأولى من قوله تعالى:قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ،[١] وآياتها (6) تتألف من (27) كلمة في (99) حرف. ‏ [٢] وتسمى أيضاُ (المقشقشة) و(العبادة) و(الإخلاص[٣] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٤]

ترتيب نزولها

سورة الكافرون، من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (18)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (30) بالتسلسل (109) من سور القرآن.[٦]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(الْكَافِرُونَ‏): الكفر: لغة معناه الستر، وكفر النعمة: سترها بعدم أداء شكرها، والكفر أيضاً: جحود الوحدانية أو الشريعة أو النبوة.
(أَعْبُدُ‏): العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها؛ لأنها غاية التذلل، ولا يستحقها إلّا من له غاية الإفضال وهو الله تعالى.
(دِينُكُمْ‏): جزاءكم، أو ملتكم.[٧]

محتواها

قال المفسرون: من لحن السورة نفهم أنّها نزلت في زمان كان المسلمون في أقلية، والكفار أكثرية، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يعاني من الضغوط التي تطلب منه، أي: أن يهادن المشركين، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلن صموده وإصراره على المبدأ. ففي هذا درس وعبرة لكل المسلمين أن لا يساوموا أعداء الإسلام في مبادئ الدين مهما كانت الظروف. وفي هذه السورة تكرر مرّتين نفي عبادة الإنسان المسلم لما يعبده الكافرون، وهو تأكيد يستهدف بّث اليأس في قلوب الكافرين، كما تكرر مرتين نفي عبادة الكافر لما يعبده المسلمون من إله واحد أحد. وهذا دليل على تعنتهم ولجاجهم. ونتيجة ذلك هو الفصل العقائدي الحاسم بين منهج التوحيد ومتاهات الشرك.[٨]

شأن النزول

جاء في كتب التفسير: نزلت السورة في نفر من قريش، منهم: الحارث بن قيس السهمي والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن المطلب بن أسد وأمية بن خلف، حيث قالو: هلم يا محمد فاتّبع ديننا نتّبع دينك، ونشركك في أمرنا كله، تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيراً مما بأيدينا كنّا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدنا خيراً مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه، فقال: معاذ الله أن أشرك به غيره، فقالو: فاستلم بعض آلهتنا نصدّقك ونعبد إلهك، فقال: حتى أنظر ما يأتي من عند ربي، فنزل (قل يا أيها الكافرون)، فعدل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش، فقام على رؤوسهم ثم قرأ عليهم حتى فرغ من السورة، فأيسوا عند ذلك فآذوه وآذوا أصحابه.[٩]

الفهم الخاطئ للآية السادسة

جاء في كتب التفسير: قوله تعالى: لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ‏ أي: دينكم هو عبادة الأصنام يختص بكم، ولا يتعداكم إليَّ، وديني يختص بي ولا يتعداني إليكم، ولا محل لتوهم دلالة الآية على إباحة أخذ كل بما يرتضيه من الدين و لا أنه صلى الله عليه وآله وسلم لا يتعرض لدينهم بعد ذلك، فالدعوة الحقة التي يتضمنها القرآن تدفع ذلك أساساً، وقيل: الدين في الآية بمعنى الجزاء، والمعنى لكم جزاؤكم ولي جزائي، وقيل: إنّ هناك مضافاً محذوفاً والتقدير لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني، والوجهان بعيدان عن الفهم.[١٠]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

  • عن النبي (ص): من قرأ سورة الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن، وتباعدت منه مردة الشياطين، وبرئ منه الشرك ويعافى من الفزع الأكبر.[١١]
  • عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في فريضة من الفرائض غفر الله له ولوالديه وما ولد، وإن كان شقياً مُحيَ من ديوان الأشقياء، وأُثبت في ديوان السعداء؛ وأحياه الله سعيداً وأماته شهيداً وبعثه شهيداً.[١٢]

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأها عند النوم لم يعرِض له شيءٌ في منامه وكان محروساً، فعلّموها أولادكم، ومن قرأها عند طُلُوع الشمس عشر مرات، ودعا الله، استجاب له ما لم يكن في معصية.[١٣]


قبلها
سورة الكوثر
سورة الكافرون

بعدها
سورة النصر


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلى، ط 1، 1417 هـ - 1997 م.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 474.
  2. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1269 - 1270.
  3. الألوسي، تفسير روح المعاني، ج 30، ص667.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  5. الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 690؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 127.‏
  6. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.
  7. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 469. ‏
  8. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 301.
  9. الطبرسي، تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 682.
  10. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 433 - 434.
  11. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1825.
  12. ‏الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 8، ص 337.
  13. البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 255.