وسائل الشيعة (كتاب)

من ويكي علوي
(بالتحويل من وسائل الشيعة)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تفصيل وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة المعروف بـوسائل الشيعة للشيخ الحر العاملي المتوفى 1104 هـ. حيث يعدّ الكتاب موسوعة حديثية تشتمل على الكتب الحديثية الأربعة عند الشيعة وغيرها من المصادر الحديثية والفقهية.

مؤلف الكتاب

قالب:مفصلة محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن حسين (1033 ــــ 1104 هـ) المعروف بالشيخ الحر العاملي وبصاحب الوسائل، محدث وفقيه إمامي عاش في القرن الحادي عشر الهجري، صاحب مؤلفات مهمة، ويعد الحر العاملي من العلماء الأخباريين الذين يعتقدون بصحة جميع الأحاديث الموجودة في الكتب الأربعة.

التعريف بالكتاب

هو أحد المجموعات الحديثية المتأخرة الكبرى عند الشيعة الإمامية، حاوٍ لجميع أحاديث الكتب الأربعة التي هي من أهم المصادر الشيعية، ووسائل الشيعة قد جمع أكثر الأحاديث المروية عن النبي الأكرم (ص) وأهل بيته المعصومين (ع) في خمسين باباً.

وفي خاتمة الكتاب قد فصل المؤلف فهرسا كاملا أدرج فيه الفوائد الرجالية وشرح المصادر المتسخدمة.

استغرق تأليف الكتاب عشرين عاماً من عمر المؤلف انتهى منه سنة 1082 هـ. يعدّ الكتاب من أهم المصادر الحديثية المعتمدة والتي يرجع إليها كافة المراجع والمجتهدين لغرض استنباط الحكم الشرعي.

الغاية من وراء تدوينه

أشار المؤلف في المقدمة إلى السبب الذي دعاه لتصنيف والغاية التي يرومها من وراء ذلك قائلا: «وقد كنت كثيراً ما أطالب فكري وقلمي، وأستنهض عزماتي وهممي، إلى تأليف كتاب كافل ببلوغ الأمل، كاف في العلم والعمل، يشتمل على أحاديث المسائل الشرعية، ونصوص الأحكام الفرعية المروية في الكتب المعتمدة الصحيحة التي نصّ على صحتها علماؤنا نصوصاً صريحة، يكون مفزعا لي في مسائل الشريعة، ومرجعا يهتدي به من شاء من الشيعة، وأكون شريكا في ثواب كل من اقتبس من أنواره، واهتدى بأعلامه ومناره، واستضاء بشموسه وأقماره».

فإن من طالع كتب الحديث، واطلع على ما فيها من الأحاديث، وكلام مؤلفيها وجدها لا تخلو من التطويل، وبعد التأويل، وصعوبة التحصيل، وتشتت الأخبار، واختلاف الاختيار، وكثرة التكرار، واشتمال الموسوم منها بالفقه على ما لا يتضمن شيئا من الأحكام الفقهية، وخلوه من كثير من أحاديث المسائل الشرعية. فبذلت في هذا المرام جهدي، وأعملت فكري في تصحيحه وتهذيبه، وتسهيل الأخذ منه وإتقان ترتيبه.

ملتقطا لجواهر تلك الأخبار من معادنها، جامعا لتلك النصوص الشريفة من مظانها، ناظما لغوالي تلك اللآلئ في سلك واحد، مؤلفاً بين شوارد هاتيك الفوائد الفرائد، مفرداً لكل مسألة باباً بقدر الإمكان، متتبعا لما ورد في هذا الشأن.[١]


محتوى الكتاب

يشتمل الكتاب على 36 ألف رواية من روايات الأحكام الشرعية والفرائض والآداب مستلة من أمهات المصادر الحديثية المعتبرة عند الشيعة والأصول الأولى التي جمعها قدماء الأصحاب.

خصائص و مميزات الكتاب

تميّز كتاب وسائل الشيعة بميزات علمية كبيرة، تتمثل في:

1. نقل الحر العاملي متن الحديث مع ذكر المصدر الذي استقاه منه والطريق الموصل إليه، أو ما يسمّى بسند الحديث.

2. ضم الحديث إلى ما يناسبه في باب واحد، بحيث يتمكن الطالب من الوقوف على جميع ما يرتبط بالباب من الأحاديث الموحدة في الدلالة، أو المتحدة في الإسناد والمتن ، في مكان واحد ، مجتمعة أمامه. وهذا يمكنه بسهولة ويسر من المقارنة بين الأحاديث، سندا ومتنا، أو دلالة ومفهوما، وبذلك تنكشف للطالب أمور عديدة، إضافة على ما في كل حديث من زيادة او نقصان، بنظرة واحدة، من دون حاجة إلى مراجعة المصادر المتعددة.[٢]

3. امتاز الكتاب بوجود الكثير من التوضيحات والشروح التي أدرجها المؤلف في ذيل الأحاديث وخاصة عند محاولته معالجة مشكلة التعارض بين الأحاديث.

4. تمثّل عناوين الأبواب الرأي الفقهي الذي توصل اليه المؤلف من خلال استنباطه للحكم الشرعي، أو ما يسمّى اليوم بالفتوى.

5. القيام بتقطيع الأحاديث المتضمنة لأكثر من حكم والاستفادة من كل مقطع في بابه الخاص.

6. إرجاع كل باب إلى الأبواب المناسبة. وقام محققوا الكتاب في الطبعات الحديثة بإدراج تلك الارجاعات في هوامش الكتاب مع إعطائها رقماً خاصاً بها.

7. يذكر المؤلف في بداية كل باب من الأبواب رواية أو أكثر من الروايا الصحيحة السند ثم يردفها بالروايات الضعيفة أو المرسلة كشواهد ومؤيدات للصحيحة.

8. سجّل المؤلف في نهاية الكتاب خاتمة تعرض فيها لاثنتي عشرة فائدة للتعريف بالمصادر التي اعتمدها فضلاً عن بعض المباحث الرجالية.


أقوال العلماء فيه و ثناؤهم عليه

أشاد الكثير من الأعلام بكتاب الوسائل منهم:

السيد حسن الصدر، الذي قال: «ما نظر فقيه او مجتهد متبحر في هذا الكتاب إلّا وعاد بيد وافرة ونال ما يبتغيه من درر نظمت على أكمل وجه، ولم تعترضه معضلة إلا ووجد حلّها فيه وعثر على ضالته فيه، فهو أعجوبة في تصنيفه أذهل العلماء بعطائه، يرجع إليه الفقهاء والأعلام بعد القرآن الكريم».

ومنهم العلامة الأميني الذي قال: «شيخنا الحر العاملي الذي لا تُنسى مآثره، ولا يأتي الزمان على حلقات فضله الكثار، فلا تزال متواصلة العُرى ما دام لأياديه المشكورة عند الأُمّة جمعاء أثرٌ خالد، وإنَّ من أعظمها كتاب وسائل الشيعة في مجلّداتها الضخمة التي تدور عليها رحى الشريعة، وهو المصدر الفذّ لفتاوي علماء الطائفة.... وأنت لا تقرأ في المعاجم ترجمةً لشيخنا الحرِّ إلّا وتجد جمل الثناء على كتابه الحافل وسائل الشيعة مبثوثة فيها».[٣]

الآثار العلمية المتمحورة حول الكتاب

  • تعليقة على وسائل الشيعة بقلم الشيخ الحر العاملي.
  • هداية الأمّة إلى أحكام الأئمة بقلم الشيخ الحر العاملي.
  • الإشارات والدلائل الى ما تقدم أو تأخر في وسائل للشيخ عبد الصاحب الجواهري المعروف بـ حفيد صاحب جواهر.
  • المعجم المفهرس لألفاظ وسائل الشيعة 10 مجلدات، للسيد حسن طبيبي.
  • المعجم المفهرس لألفاظ أحاديث وسائل الشيعة 7 مجلدات، بإشراف: علي رضا برازش.
  • مفتاح الوسائل للسيد جواد مصطفوي. طبع المجلد الأوّل منه والذي استوعب حرف الألف.
  • تلخيص وسائل الشيعة للميرزا مهدي صادقي التبريزي. طبع منه المجلدات الست الأوَل.
  • ترجمة جهاد النفس وسائل الشيعة (ترجمة قسم جهاد النفس في وسائل الشيعة) بقلم علي صحت، دفتر نشر فرهنك أهل بيت، قم. ذكر مع الترجمة متن روايات الباب.

النسخ الخطية

أشار محققو مؤسسة أهل البيت (ع) إلى مجموعة من النسخ التي اعتمدوها لتحقيق الكتاب، بقولهم:

قمنا بتجميع النسخ الخطية بمعونة العلامة المحقق سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الطباطبائي وهي كالتالي:

1 ـ النسخة المحفوظة في مكتبة جامعة طهران برقم (1776) وهذه النسخة تبدأ من أول كتاب الوسائل (أبواب مقدمة العبادات) إلى آخر (كتاب الصلاة). تقع هذه النسخة في 549 صفحة، وهي بخطّ المصنف قدس سره.

2ـ النسخة المحفوظة في مكتبة ملك برقم (8069) وهذه النسخة تبدأ من أول الكتاب إلى الباب الثالث من أبواب النفساء. وهي ليست بخط المصنف.

3 ـ النسخة المحفوظة في المكتبة الرضوية برقم (805) وهي تبدأ من أول كتاب الزكاة إلى آخر كتاب الحج. وعدد صفحاتها 419 صفحة. وهي ليست بخط المصنف أيضا. وقد شرع في كتابة هذه النسخة في 6 من ذي القعدة 1112 هـ وتم الفراغ منها في 9/ ربيع الآخر/1114 هـ .

4 ـ النسخة المحفوظة في مكتبة آية الله السيد المرعشي النجفي، وهي مكتوبة بخط المصنف رحمه الله.

5 ـ النسخة المحفوظة في المكتبة الرضوية برقم (8987). وهي في 255 صفحة، بخط المصنف رحمه الله، وقد تم الفراغ منها في أوائل شهر ربيع الأول سنة 1072 هـ.

6 ـ النسخة المحفوظة في مكتبة آية الله السيد المرعشي النجفي برقم (1191) وهي بخط المصنف قدس سره، تقع في 222 صفحة، وقد تمّ الفراغ من نسخها في منتصف شهر رجب سنة 1082 هـ.

7 ـ نسخة كتاب من لا يحضره الإمام، وهو فهرست للوسائل، صنفه المصنف رحمه الله. ونسخته محفوظة في المكتبة الرضوية برقم (1006) وعدد صفحاته 270 صفحة. وقد شرع الحر رحمه الله في تأليفه في أوائل شهر ربيع الأول سنة 1088 هـ، وكان فراغه منه في ليلة الجمعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة 1088 هـ.[٤]

الطبعات

أوّل طبعة صدرت للكتاب بتصحيح الشهيد الشيخ فضل الله النوري في ستة مجلدات حجم رحلي، ثم تلتها الطبعة المزينة بتعليقات عبد الرحيم الرباني الشيرازي سنة 1403 هـ ق في عشرين مجلداً.

و طبع أخيراً من قبل انتشارات آل البيت (ع) لإحياء التراث، قم، سنة 1414 هـ في ثلاثين مجلداً.


المصادر والمراجع

  • الأميني، عبد الحسين، الغدير، بيروت، دار الكتاب العربي، 1397 هـ.
  • الحرّ العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، تحقيق: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، 1414 هـ.
  1. مقدمة الكتاب.
  2. الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 1، مقدمة تحقيق وسائل الشيعة انتشارات آل البيت لإحياء التراث.
  3. الغدير، ج 11، ص 336.
  4. الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 1، مقدمة تحقيق وسائل الشيعة انتشارات آل البيت لإحياء التراث.