كميل بن زياد النخعي
كميل بن زياد النخعي (12 ــ 82 هـ)، تابعي ومن خواص أصحاب الإمام علي (ع) والإمام الحسن (ع)، وكان في مقدمة الذين اقترحوا خلع عثمان وخلافة الإمام علي (ع)، كما كان عامل الإمام (ع) على مدينة هيت، وقد استنكر الإمام علي (ع) في كتاب وجهه إليه قصوره في الدفاع عن هيت وذلك عندما هجم عليها جنود معاوية، ونهبتها.
نقلت المصادر الشيعية روايات عديدة عنه أشهرها دعاء كميل، لكن مصادر أهل السنة تعتبره قليل الحديث، والبعض منها لم تأخذ برواياته، وقد عدّ كميل في زمرة زهّاد وعُبّاد الكوفة.
نسبه وقبیلته وولادته
النسب: كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ صهبان ابن سعد بن مالك بن النخع من مذحج. [١]
وقد قال النبي الأكرم (ص) في حقهم: "اللهم بارك في النخع"،[٢] ورد أن كميل ولد سنة 12 للهجرة.[٣]
في عهد الإمام علي (ع)
يعد كميل من التابعين ومن خواص الإمام علي (ع) والإمام الحسن (ع)،[٤] وكان في مقدمة الشيعة الذين بايعوا الإمام علي (ع) بالخلافة، وشهد معارك الإمام في عهده منها صفين،[٥] وكان كميل صاحب سر أمير المؤمنين (ع) أيضاً.[٦]
كان كميل وعمرو بن زرارة بن قيس النخعي في طليعة الذين اقترحوا خلع عثمان من الخلافة وتولي الإمام علي (ع) لهذا الأمر،[٧] كما أنه كان من الرجال التسعة الذين نفاهم عثمان في خلافته من الكوفة إلى الشام.[٨]
عامل الإمام علي (ع)
كان كميل عامل الإمام علي (ع) على "هيت"، وهي مدينة على ضفة الفرات ومن نواحي بغداد.[٩]
عندما اطلع كميل أن جنود معاوية بقيادة سفيان بن عوف يريدون الهجوم على هيت، توجه بمن معه إلى قرقيسيا لمواجهة القوم، وذلك ظنا منه أنهم هناك، واستخلف 50 من قواته للدفاع عن المدينة دون أن يخبر الامام علي (ع)، فاستغل جيش معاوية ذلك، وهجموا على هيت، الأمر الذي جعل الإمام علي (ع) يستنكر عليه هذه التصرفات،[١٠] وقد ورد ذلك في نهج البلاغة كتاب رقم 61 منه.[١١]
وبعد استشهاد الإمام علي (ع) انضم كميل إلى أصحاب الإمام الحسن المجتبى (ع).
روايته للحديث
روى كميل عن الإمام علي (ع)، والخليفة الثاني، وابن مسعود، وروى عنه عبد الرحمن بن عابس وأبو إسحاق السبيعي والأعمش. [١٢]
روت المصادر الشيعية أحاديث عديدة عن كميل، لكن أهل السنة اعتبروه قليل الحديث، ومنهم وثقه كابن حبان وابن معين، لكن بعض مصادر أهل السنة لا تأخذ بروايته ولا تحتج به.[١٣]
دعاء كميل
قالب:مفصلة روى كميل دعاء الخضر عن الإمام علي (ع) وبما أن كميل تعلم هذا الدعاء من الإمام وخص بروايته اشتهر بدعاء كميل.
وقد أوردت بعض المصادر الشيعية أن الإمام أمير المؤمنين (ع) أوصى كميلاً ببعض وصاياه،[١٤] وقد ورد ملخصها في كتاب تحف العقول.[١٥]
استشهاده
وقد سجل أكثر المؤرخين استشهاده سنة 82 للهجرة،[١٦] ولكن ذكر الطبري ذلك سنة 83 هـ، والعسقلاني نقلا عن يحيى بن معين 88 هـ، وكان له من العمر سبعين سنة، وورد أيضاً أنه عاش مائة سنة.[١٧]
وأما حكاية مقتله فقد ورد: إن الحجاج طلب كميل بن زياد، فهرب منه واختفى، فمنع الحجاج عطاءه من قومه، فبلغ كميل ذلك، فخرج إليه وقال للحجاج: أنا رجل كبير السن ولم يبق من عمري إلا القليل، ولا ينبغي أن أحرم قومي من العطاء، ودار بينهما كلام إلى أن قال للحجاج أنّ الإمام علي (ع) قد أخبره بأن الحجاج هو قاتِله، فأمر بضرب عنقه.[١٨]
يقع قبر كميل في النجف على طريق الكوفة في حي الحنانة بالقرب من مسجد الحنانة.[١٩]
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن الأثير، علي بن محمد، أسدالغابة في معرفة الصحابة، بيروت، دار الفكر، 1409 هـ/1989 م.
- ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق عادل احمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415 هـ/1995 م.
- ابن شهر آشوب المازندراني، مناقب آل أبي طالب (ع)، مؤسسه انتشارات علامة، قم، 1379 هـ.
- ابن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر، د ت.
- الثقفي الكوفي، إبراهيم بن محمد، تحقيق: السيد جلال الحسيني الأرموي، د ت.
- الحموي، معجم البلدان، بيروت، دار الإحياء التراث العربي، 1399 هـ.
- الحراني، حسن بن شعبة، تحف العقول، انتشارات جامعه مدرسين قم، 1404 هـ.
- الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، مصحح: علي هلالي وهلي سيري، دار الفکر، بيروت، 1414 هـ.
- الزركلي، خيرالدين، الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، بيروت، دار العلم للملايين، ط الثامنة، 1989 م.
- السمعاني، عبد الكريم بن محمد، الأنساب، تحقيق: عبدالرحمن بن يحيي المعلمي اليماني، حيدرآباد، مجلس دائرة المعارف العثمانية، ط الأولي، 1382 هـ/1962 م.
- الشريف الرضي، محمد، نهج البلاغة، تحقيق: صبحي صالح، الطبعة الأولى، بيروت، 1387 هـ/1967.
- الطوسي، رجال الطوسي، ناشر: جامعه مدرسين، قم، 1415 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، 1403 هـ/1983 م.
- العلوي، احمد، راهنماي مصور سفر زيارتي عراق، قم: معروف، 1389 ش.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1404 هـ.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 179.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 346.
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 5، ص 234
- ↑ الراوندي، منهاج البراعة، ج 21، ص 219؛ مفید، اختصاص، ص 7.
- ↑ ابن حجر، الإصابة، ج 5، ص 486؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى،ج 6، ص 217؛ مفید، اختصاص، ص 108.
- ↑ الزبيدي، تاج العروس(1414ق)، ج 15، ص 668.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 517
- ↑ الطبري، تاريخ....، ج 3، ص 365.
- ↑ الحموي، معجم البلدان، ج 5، ص 421.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 473
- ↑ الشريف الرضي، نهج البلاغة، ص 450.
- ↑ الإصابة، ابن حجر، ج 5، ص 486.
- ↑ السمعاني، الأنساب، ج 13، ص 68.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 5، ص 119، ج 16، ص 354؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 1، ص187، 189؛ ص 223، 258، ج 2، ص 298، ج 23، ص 44، 48-47؛ ج 33، ص 399، ج 58، ص 84، ج 63، ص 424، 425؛ ج 71، ص 314-319؛ ج 74، ص 271،276، 278، ج 74، ص 714، ج 74، ص 414، ج 75، ص 75، ج 80، ص 284؛ ج 81، ص 229 و...
- ↑ تحف العقول، ص 171-176.
- ↑ الإصابة، ابن حجر، ج 5، ص 486.
- ↑ الثقفي الكوفي، الغارات، ج 2، ص 944.
- ↑ الإصابة، ابن حجر، ج 5، ص 486.
- ↑ علوي، راهنماي مصور سفر زیارتي عراق (الدليل المصور السياحي لمدن العراق)، ص 145.