فخر المحققين
محمّد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي، الشهير بفخر المحقّقين (771 – 682 هـ) من فقهاء الإمامية في القرن الثّامن للهجرة، أبوه العلامة الحلي، وقد تربّى على يده، كما أنّه بلغ درجة الاجتهاد، وهو ما زال شابّاً يافعاً.
لفخر المحققين مؤلفات في الفقه وأصول الفقه وعلم الكلام، وأغلب أعماله تكملة لمؤلفات أبيه العلامة الحلي، كما أنّ أشهر كتبه هو "إيضاح الفوائد في شرح مشكلات القواعد" وهو كتاب يحظى بمكانة سامية لدى فقهاء الشيعة.
حياته
ولد أبو طالب محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي سنة 682هـ في مدينة الحلة العراقية، وكانت تربيته ونشأته العلميّة- معظمها- على أبيه العلّامة الحلّي، واشتغل عنده بتحصيل مختلف العلوم العقليّة والنّقلية كما صرّح به نفسه في شرح خطبة القواعد، بقوله:
- إنّي اشتغلت عند أبي بتحصيل العلوم من المعقول والمنقول، وقرأت عليه كتباً كثيرة من كتب أصحابنا.[١]
وقد ذكر أنّه كان شاباً عالماً فطناً مستعدّاً للعلوم، وقد فاز بدرجة الاجتهاد وهو ابن عشر سنين،[٢]وكان محل تجليل وثقة من قبل أبيه، حتى أوصاه بإتمام ما بقي من مؤلفاته بعد وفاته.[٣] ودعا له بأدعية الخير كسعادة الدارين، والتوفيق، وبلوغ الآمال.[٤]
ويعتقد القاضي نور الدين التستري في كتابه مجالس المؤمنين أن فخر المحققين لم يبلغ العاشرة من عمره عند تأليف أبيه العلامة الحلي لكتاب القواعد، وذلك يتضح عند المقارنة بين سنة تأليف الكتاب وسنة ولادة فخر المحققين، ولكن علي دواني يرد هذا الرأي ويقول: ربما العلامة ألّف كتاب القواعد في البداية بصورة ملخّصة، ثم أوصى ابنه فخر المحققين أن يقوم بإتمامه، فيكون عمر فخر المحققين عند بداية تأليف كتاب القواعد إما لم يبلغ سن البلوغ أو في بدايته.
وذكر فخر المحققين في تعليقه على كتاب الألفين أنّّه غادر هو وأبوه الموطن، وسافرا إلى منطقة من مناطق أذربيجان الإيرانية، وبعد فترة عادا إلى الحلة.
تلامذته
تلمذ على يده مجموعة من العلماء، منهم:
- الشهيد الأول
- السيد بدر الدين المدني
- أحمد بن متوج البحراني
- السيد حيدر الآملي
- السيد تاج الدين بن معية
- ابنه ظهير الدين[٥]
مؤلفاته
ألفّ فخر المحققين كتباً في مختلف العلوم الإسلامية، ومعظمها تكملة أو شرح لمؤلفات أبيه العلامة الحلي، كتكملة كتاب الألفين، وإيضاح الفوائد في شرح مشكلات القواعد، منها:
- إيضاح الفوائد في حلّ مشكلات القواعد- لوالده العلامة- في الفقه، يقع في أربعة مجلدات مطبوعة.
- حاشية الإرشاد- لوالده العلامة- في الفقه.
- الرسالة الفخرية في معرفة النية.
- شرح خطبة القواعد المسمى بجامع الفوائد- صنفه بعد الإيضاح.
- شرح كتاب تهذيب الأصول- لوالده العلامة- المسمى بغاية السؤول في شرح تهذيب الأصول.
- شرح كتاب مبادئ الأصول- لوالده العلامة.
- شرح كتاب نهج المسترشدين- لوالده العلامة- في أصول الدين وعلم الكلام.
- الكافية الوافية في الكلام.
- المسائل الحيدرية- ألّفها لأحد تلاميذه الأجل السيد حيدر الآملي.
- أجوبة مسائل السيد مهنا بن سنان المدني.[٦]
وفاته
توفى فخر المحققين سنة 771 للهجرة عن عمر ناهز 89 سنة، وليس هناك معلومات عن مدفنه ومزاره، ولكن يستدل الشيخ عباس القمي في فوائد الرضوية من كلام المجلسي الأول في شرحه لكتاب من لا يحضره الفقيه أنّ فخر المحققين توفي ودفن في الحلة، وتم نقل جنازته إلى النجف الأشرف، ولا يستبعد أن يكون قبره إلى جانب قبره أبيه العلامة الحلي. [٧]
يقول المامقاني في تنقيح المقال حول مدفنه: لم أقف على من عيّن مدفنه والمنقول على لسان المشايخ أنّه صار أكيل السباع لقضية تنقل لا أستحسن نقلها للإزارء بمعاصريه؛ فلذا لم يوجد له جسد حتى يدفن.[٨] ولكن السيد موسى الشبيري الزنجاني يفند هذا الخبر، ويستشهد في ذلك بأقوال العلماء، منها كلام المجلسي الأول الذي ذكر آنفاً. [٩]
المصادر والمراجع
- فخر المحققين، الرسالة الفخرية، في معرفة النية، تحقيق: صفاء الدين البصري، مشهد، مجمع البحوث الإسلامية، ط 1، 1411 هـ.
- القمي، عباس، فوائد الرضوية في أحوال علماء المذهب الجعفرية، طهران، د.ن، 1326 ش.
- القمي، عباس، الكنى والألقاب، طهران، مكتبة الصدر، د.ت.
- المامقاني، عبدالله، تنقيح المقال في علم الرجال، النجف الأشرف، المطبعة المرتضويه، د.ت.
- الشبيري الزنجاني، السيد موسى، جرعهاي از دريا [كتاب فارسي: غرفة من البحر]، مؤسسة كتاب شناسي شيعة (تراث الشيعة)، 1394 ش.
- ↑ فخر المحققين، الرسالة الفخرية، ص 10.
- ↑ فخر المحققين، الرسالة الفخرية، ص 10.
- ↑ القمي، الكنى والألقاب، ج3، ص16.
- ↑ فخر المحققين، الرسالة الفخرية، ص 13، نقلاً عن كتاب الألفين، ص12.
- ↑ فخر المحققين، الرسالة الفخرية، ص12 - 13.
- ↑ فخر المحققين، الرسالة الفخرية، ص 14.
- ↑ القمي فوائد الرضوية، ص 488.
- ↑ المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 106.
- ↑ الشبيري الزنجاني، جرعهاي از دريا(غرفة من البحر)، ج 2، صص 305 - 307.