فخر الدين الطريحي
فخر الدين بن محمد علي الطريحي، أحد مفسري القرآن الكريم (979-1085 هـ) وعلماء الدين الشيعة عاش في القرن الحادي عشر الهجري. ومؤلف كتاب مجمع البحرين. أول من كتب من الشيعة كتاباً في توضيح مشكل القرآن ومشكل الحديث. وقد جاء اسمه في سند الإجازات، فقد كان لديه إجازة في سماع ورواية الحديث، كما أعطى إلى بعض طلابه الإجازة في الرواية، وله شعر في واقعة الطف أيضاً.
ولادته ونسبه
ولد الطريحي سنة 979 هـ في النجف؛ ولهذا اشتهر بالنجفي.[١] نقل عن الطريحي في بعض المصادر أنّ أبوه محمد علي،[٢] ولكن نقل في مصادر أخرى أن أباه محمد،[٣]، ويقول آقا بزرك الطهراني: أنّ أول من قال إن والده محمد هو الحر العاملي وتبعه على ذلك من جاء بعده.[٤]ولكن الصحيح هو محمد علي.[٥]
والظاهر إن سبب الاختلاف ناتج من زيادة كلمة (ابن) حيث قرأها بعضهم محمد بن علي، وأما أمه فيقول السماهيجي البحراني:إنّ أمّه إيرانية ومن مدينة مشهد.[٦]،وعائلته من العوائل المشهورة والقديمة في النجف الأشرف، وشهرته جاءتهم من طريح جدهم الأكبر،[٧] ويرجع نسب عائلة الطريحي إلى حبيب بن مظاهر الأسدي صاحب النبي، والإمام علي، والإمام الحسن، والإمام الحسين.[٨] والظاهر إن هذه العائلة نزحت من الكوفة إلى النجف في القرن السادس.[٩] ويقول خبير النجفي: إنّ أول شخص من هذه العائلة حل في النجف هو داوود الأسدي وقد سكن في مكان أصبح فيما بعد محلة البراق.[١٠]
أسفاره
ظلَّ الطريحي يلازم أباه وعمه محمد حسين الطريحي في أيام الشباب،[١١] ولكن في سنة 1062 هـ سافر من العراق إلى مكة المكرمة، وخلال هذا السفر ألف العديد من كتبه، ومن ثم سافر إلى إيران.[١٢] فذهب إلى مشهد سنة 1079 هـ وألف هناك بعض الكتب.[١٣] كما قد انتهى من تأليف كتاب إيضاح الحساب في سنة 1083 هـ وكان هذا في أصفهان.[١٤] وهذا يدل على أنّه أقام مدة في صفهان، وبعد أن سافر إلى مجموعة من المدن الإيرانية رجع إلى النجف.[١٥]
أساتذته وتلامذته
من الأساتذة الذين تتلمذ الطريحي عندهم:
أما تلامذته فمنهم:
- صفي الدين بن فخر الدين الطريحي
- محمد باقر المجلسي
- السيد هاشم البحراني
- السيد هاشم بن سليمان الكتكاني[١٧]
يقول الطهراني: إذا كان الكَتكاني(1030_ 1107 هـ) قد روى من الطريحي مباشرة؛ فهذا يدل على أنه من المعمرين.[١٨]
مؤلفاته
له العديد من الؤلفات ومن أهمها:
- (مجمع البحرين ومطلع النيرين)، أول كتاب شيعي يؤلف في غريب القرأن والحديث، أي في كتاب واحد.[١٩] وبعد تأليفه لهذا الكتاب ألف كتابين هما غريب القرآن، وغريب الحديث.[٢٠] وقد تأثر عند كتابته لهذا الكتاب بكتاب الصحاح للجوهري، ومعجم مقاييس اللغة ومجمل اللغة لابن فارس، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير الجزري، والقاموس المحيط للفيروزآبادي.[٢١]
- كتاب غريب القرآن وطبع تحت عنوان: تفسير غريب القرآن. ويقول الطهراني: إنه ألف هذا الكتاب قبل مجمع البحرين في سنة 1051 هـ.[٢٢] والظاهر أن هذا الكتاب ألفه اختصارا لكتاب (نزهة القلوب وفرحة المكروب) لأبي بكر السجستاني، وترتيبه ترتيبا ألف بائيا، مع إضافة بعض المطالب.[٢٣] ويرى جعفر آل محبوبة: إن غريب القرآن، ونزهة الخاطر وسرور الناظر، وكذلك كشف غوامض القرأن، ثلاثة عناوين لكتاب واحد.[٢٤] أما الشيخ الطهراني فيرى :إن هذه العناوين لثلاثة كتب مختلفة.[٢٥]
- ومن الكتب الرجالية للطريحي الذي جاء تحت عناوين مختلفة كتاب (جامع المقال في تمييز المشتركة من الرجال) وهو واحد من آثاره المشهورة.[٢٦] و(جامع المقال فيما يتعلق بأحوال الحديث والرجال وتميز المشتركات منهم)،[٢٧]و(تمييز المتشابه من أسماء الرجال.[٢٨]
وقد ألف 12 بابا من هذا الكتاب سنة1053 هـ وهذا هو المتن الأصلي للكتاب، وتشمل هذه الأبواب فوائد مختلفة في معرفة المشتركات في الاسم والنسب والكنية والألقاب، وبعض النكات ذات الأهمية مثل: حساب الأحاديث الواردة في الكتب الأربعة الحديثية، وذكر وفاة بعض المشايخ المتقدمين.[٢٩]
وقد قام تلميذه، وهو محمد أمين الكاظمي صاحب كتاب هداية المحدثين بشرح الباب الثاني عشر من هذا الكتاب.[٣٠] كما قام حفيده الشيخ عبدالحسين الطريحي بتلخيص هذا الكتاب تحت عنوان: متقن الرجال في نلخيص جامع المقال.[٣١]
- كتاب المنتخب في جمع المراثي والخطب، ويشتمل هذا الكتاب على مراثي وخطب قيلت في رثاء أهل البيت(ع).[٣٢]ويسمى هذا الكتاب أيضا بمجالس الطريحي و المجالس الفخرية.
- كتاب الفخرية الكبرى، وهذا الكتاب طبق فتاوى الطريحي وهو يشمل باب الطهارة وبعض من باب الصلاة، وقد لخصه بكتاب أسماه الفخرية الصغرى.[٣٣]
- مؤلفاته الأخرى
للطريحي شروحات لبعض الكتب ومن جملتها:
- الضياء اللامع في شرح مختصر الشرائع.[٣٤]
- النكت الفخرية شرح الرسالة الإثني عشرية في الطهارة والصلاة، وهو كتاب للشيخ حسن بن الشهيد الثاني.[٣٥]
- النكت اللطيفة في شرح الصحيفة السجادية،[٣٦]
- وشرح المبادئ الأصولية للعلامة الحلي.[٣٧]
- وإيضاح الحساب، وهو شرح لكتاب خلاصة الحساب للشيخ البهائي،[٣٨]
- واللمع في شرح الجمع.[٣٩]
وفاته
على قول البعض فإنه توفي في سنة 1085 هـ في مدينة الرماحية ثم نقل جثمانه إلى النجف ودفن في جامعه المعروف بـ (جامع الطريحي) الواقع في محلة البراق اليوم.[٤٠] ويقول آخرون إنه توفي سنة 1087 هـ. وإن التاريخ الأول جاء من قبل الحر العاملي اشتباها ونقله من جاء بعده عنه.[٤١]
الهوامش
المصادر والمراجع
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، أمل الآمال، تحقيق: أحمد الحسيني، قم، دار الكتاب الإسلامي، 1362 ش.
- الطريحي، فخر الدين، تفسير غريب القرأن، تحقيق: محمد كاظم الطريحي، قم، انتشارات زاهدي، د.ت.
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، طبقات أعلام الشيعة، بيروت ـ لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1430 هـ.
- السماهيجي البحراني، عبد الله بن صالح، الإجازة الكبيرة، قم، د.ن، 1419 هـ.
- الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ/ 1983 م.
- خبير النجفي، فخر الدين الطريحي، د.م، د.ن، د.ت.
- الأفندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، قم ــ إيران، مطبعة الخيام، ط 1، 1401 هـ.
- البحراني، يوسف بن أحمد، لؤلؤة البحرين، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، المنامة ــ البحرين، مكتبة فخراوي، ط 1، 1429 هـ/ 2008 م.
- الكشميري، محمد علي، نجوم السماء في تراجم العلماء، قم، د.ن، د.ت.
- آل محبوبة، جعفر، ماضي النجف وحاضرها، بيروت، د.ن، 1360 هـ.
- الطريحي، فخر الدين، جامع المقال فيما يتعلق بأحوال الحديث والرجال، طهران، د.ن، د.ت.
- البغدادي، إسماعيل بن محمد أمين، هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
- ↑ الحر العاملي، أمل الآمل، ج 2، ص 214.
- ↑ الطريحي، تفسير غريب القرآن، ص 4.
- ↑ الحر العاملي، أمل الآمل، ج 2، ص 412.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ص 423.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 1، ص 114 ــ 282.
- ↑ السماهيجي البحراني، الإجازة الكبيرة، ص 8 - 10.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 394.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 394.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 394.
- ↑ خبير النجفي،الشيخ فخرالدين الطريحي، ص 723.
- ↑ خبير النجفي، الشيخ فخرالدين الطريحي، ص 724 - 725.
- ↑ خبير النجفي، الشيخ فخرالدين الطريحي، ص 727.
- ↑ الأفندي، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 4، ص 333.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 2، ص 493-494.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 395.
- ↑ البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 67 - 68.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 395.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ص 434.
- ↑ الكشميري، نجوم السماء في تراجم العلماء، ص 107.
- ↑ الأفندي، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 4، ص 333.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 20، ص 22.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 16، ص 48.
- ↑ الطريحي، تفسير غريب القرآن، ص 4.
- ↑ محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 2، ص 456.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 16، ص 48.
- ↑ البغدادي، هدية العارفين، ج 1، ص 432.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ص 73.
- ↑ السماهيجي البحراني، الإجازة الكبيرة، ص 103.
- ↑ الطريحي، جامع المقال، ص 51 - 198.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 5، ص 74.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 451.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 22، ص 420.
- ↑ الأفندي، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 4، ص 334.
- ↑ الأفندي، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 4، ص 334.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 395.
- ↑ الأفندي، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 4، ص 335.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 395.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 395.
- ↑ خبير النجفي، الشيخ فخرالدين الطريحي، ص 227 - 229
- ↑ الأفندي، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ج 4، ص 332.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 2، ص 457.