عبيدة بن الحارث

عبيدة بن الحارث بن المطلب، أحد شهداء بدر، وابن عمّ النبي صلی الله عليه وآله وسلم ومن أصحابه. نزلت فيه وفي حق الإمام علي وحمزة عليهم السلام بعض الآيات من القرآن، وهؤلاء أول من برز لرؤوس المشركين في غزوة بدر، وقد ورد عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم والإمام علي كلمات في مدحه.

مكانته

قال المفسرون نزلت بعض آيات القرآن في شأن عبيدة بن الحارث، وهي:

• قالب:قرآن هذه الآية تتحدث عن مبارزة عبيدة وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب في غزوة بدر.
• قالب:قرآن فروى ابن عباس أنّ هذه الآية وردت بشأن علي وحمزة وعبيدة.
• قالب:قرآن روي عن المجاهد أنّ هذه الآية نزلت في علي وحمزة وعبيدة.

وقد ورد عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم والإمام علي كلمات في مدحه، منها أنّ النبي عندما مرّ مع أصحابه بمدفن عبيدة قال له أصحابه إنّا نجد ريح مسك، فقال لهم النبي ها هنا قبر أبي معاوية (عبيدة). وروي عن أمير المؤمنين (ع) أنّه عندما سُئل عن تفسير الآية: قالب:قرآن قال نزلت فيّ وفي عمّي حمزة وابن عمّي عبيدة، ثمّ قال: «فَأَما عُبَيْدَة فَقضى نَحبه شَهيدا يَوم بدر، وَحَمزَة قضى نحبه شَهيدا يَوم أحد، وَأما أَنا فأنتظر أشقاها يخضب هَذِه من هَذِه -وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى لحيته ورأسه- عهِدَ عَهده إِلَيّ حبيبي أبو القاسم».

سيرته

عُبَيدة بن الحارث بن المُطلِّب بن عبد مَناف بن قُصَي، ابن عمّ النبي محمد صلی الله عليه وآله وسلم ومن السابقين في الإسلام، حيث أسلم قبل دخول النبي في بيت أرقم بن أبي أرقم، وقد هاجر مع أخويه طُفيل وحُصين إلى المدينة.

كنيته أبو الحارث أو أبو معاوية وكان أكبر من النبي بعشرة أعوام. وآخى النبي بينه وبين بلال الحبشي.

زوجتُه زينب بنت خزيمة، وبعد شهادة عبيدة تزوجها النبي (ص).

سَريّة عبيدة بن الحارث

في السنة الأولى أو الثانية من الهجرة، انطلق جمع من المهاجرين بقيادة عبيدة بن الحارث لمواجهة جماعة من قريش، من دون أن يحدث بينهم قتال، واعتبر بعض المصادر أنّ هذه السَّرية هي أول سرية بعثها النبي (ص)

معركة بدر

كان عبيدة بن الحارث من المشاركين في معركة بدر، وكان أسنُّ المسلمين المجاهدين، وعندما برز ثلاثة من المشركين: وهم وليد بن عُتبة وعُتبة بن ربيعة وشيبة ابن ربيعة إلى الساحة وتحدّوا للقتال، تقدّم إليهم حمزة والإمام علي (ع) وعبيدة بأمر رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم. فقُتل المشركون الثلاثة وقُطعت رِجل عبيدة. وعند رجوع جيش المسلمين إلى المدينة اُستشهد عبيدة في منطقة الصفراء بذات الأجدال، فدفنه النبي (ص) هناك. وكان عمره آنذاك ثلاث وستون سنة.

المصادر والمراجع

• ابن الأثير، عزالدين، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت،‌ دار الفكر، ط1، 1409 هـ.
• ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415 هـ.
• ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد بن صامل السلمي، الطائف، مكتبة الصديق، ط1، 1414 هـ.
• ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، 1992م/1412 هـ.
• الأستر آبادي، يوسف بن محمد، فوحات القدس، قم، حبيب، 1390 هـ ش.
• البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تحقيق: محمد حميد الله، مصر،‌ دار المعارف، 1959 م.
• الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، طهران، موسسه طبع و نشر وزارت ارشاد، ط1، 1411 هـ.
• الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1415 هـ.
• الهيثمي، أحمد بن حجر، الصواعق المحرقة في الردع على أهل البدع والزندقة، طهران، د. ت.
• اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د.ت.
• طبري، محمد بن جرير، تاريخ الامم و الملوك، تحقيق: محمد ابوالفضل ابراهيم، بيروت، دارالتراث، 1967م/1387ق.