عبد الرحمن بن ملجم المرادي

من ويكي علوي
(بالتحويل من عبد الرحمن بن ملجم)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد الرحمن بن عمرو بن ملجم المرادي؛ المعروف بـابن ملجم المرادي من خوارج النهروان وقاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) أوّل أئمة الشيعة.

بايع ابن ملجم الإمام علي (ع) بـالخلافة، وشارك معه في معركة الجمل، وبعد معركة صفين وقضية الحكمية التحق بـالخوارج، فقاتل الإمام علي في معركة نهروان، وكان من القلّة الذين نجوا من المعركة، وفي صبيحة التاسع عشر من رمضان ضرب بالسيف على رأس الإمام علي (ع) وهو في المحراب، فـاستشهد الإمام بعد يومين بسبب ضربته. وبناء على المشهور اقتص من ابن ملجم فی 21 رمضان بضرب عنقه. وقد اشتهر بين الشيعة بـأشقى الأشقياء وذلك بحسب ما ورد عن أهل البيت (ع).

ولادته ونسبه

لم تسجل لنا الوثائق التاريخية شيئاً عن تاريخ ولادته واكتفت بالقول أنّه أدرك الجاهلية.[١] وقال ابن سعد في نسبه: «هو من حمير وعداده في مراد وهو حليف بني جبلة من كندة».[٢] ومن الرجاليين من قال: «إنّه من تجوب إحدى قبائل حمير حليف قبيلة مراد».[٣] وقال البلاذري:«تجوب جد ابن ملجم».[٤]

حياته

كان عبد الرحمن بن لجم المرادي من أنصار الإمام علي (ع) شهد فتح مصر واختط بها، ويقال: أن عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه لأنّه كان من قراء القرآن وكان قرأ على معاذ بن جبل، وإنّ عمرو بن العاص قرّب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه، ووسع له.[٥]

وكان ممن بايع أمير المؤمنين (ع) وسار في ركابه في كل من معركة الجمل وصفين، ولما انتهت معركة صفين بـالتحكيم انتقل إلى مذهب الخوارج، وكان في عداد من قاتل أمير المؤمنين (ع) في معركة النهروان ومن الجماعة القليلة التي نجت من المعركة.قالب:بحاجة لمصدر

الهدف من وراء قتله لأمير المؤمنين (ع)

اختلفت الروايات في الغاية التي كان ابن ملجم يرومها من وراء قتله للأمير المؤمنين (ع) والسبب الذي دعاه للاقدام على هذا العمل الشنيع، حيث أرجع ابن سعد ذلك الى عامل حب الانتقام لقتلى الخوارج في النهروان، قائلا: «انتدب ثلاثة نفر من الخوارج – بعد معركة النهروان- عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكير التميمي فاجتمعوا في مكة وتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب (ع) ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص. فقال عبد الرحمن بن ملجم: أنا لكم بعلي بن أبي طالب. ثم توجه كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه فقدم ابن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد وكان يزورهم ويزورونه فزار يوما نفرا من تيم الرباب فرأى امرأة منهم يقال لها قطام بنت شجنة بن عدي، وكان علي (ع) قتل أباها وأخاه يوم النهروان فأعجبته فخطبها فاشترطت عليه أن يكون جزء من مهرها قتل علي بن أبي طالب (ع)».[٦]

وأرجع ابن أعثم الكوفي ذلك الى عشقه لقطام، قائلا: «ولما انتهت معركة النهروان أقبل عليّ (ع) نحو الكوفة، وسبقه عبد الرحمن بن ملجم- لعنه الله- حتى دخل الكوفة، فجعل يبشر أهلها بهلاك الشراة – أي الخوارج- وكان قد علق قلبه بامرأة يقال لها قطام بنت الأضبع التميمي وكان بها مسحة من جمال، فخطبها فاشترطت عليه قتل علي بن أبي طالب (ع) فقبل بالشرط... وكان ابن ملجم ليلة قتل علي في منزل قطام، فلما سمعت أذان علي قامت إليه وهو نائم وكان تناول نبيذاً، فأيقظته وقالت: يا أخا مراد! هذا أذان علي، قم فاقض حاجتنا، ثم ناولته سيفه... فتناول سيفه وجاء حتى دخل المسجد فلما ركع الإمام علي (ع) وسجد سجدة واستوى قاعدا، وأراد أن يسجد الثانية ضربه ابن ملجم ضربة على رأسه».[٧]

قاتل الإمام علي بن أبي طالب (ع)

أكدت المصادر الشيعية أن قاتل أمير المؤمنين (ع) هو ابن ملجم المرادي في صبيحة التاسع عشر من رمضان حيث ضربه على أم رأسه وهو في محرابه في مسجد الكوفة.قالب:بحاجة لمصدر

لعن الملائكة

روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: «لمَّا ضرب اللَّعينُ ابن ملجم – أمير المؤمنين (ع)- على رأْسه صارت تلك الضَربةُ في صورته الّتِي في السَّماءِ فالملائكةُ ينظرونَ إِليه غُدْوَةً وعَشِيَّةً ويلعنونَ قاتلَهُ ابنَ مُلْجَمٍ».[٨]

مصيره

إختلفت كلمة المؤرخين في مصير ابن ملجم ونهاية أمره الا أنّ المشهور منها أنه: لما أدخل ابن ملجم على أمير المؤمنين (ع) نظر إليه ثم قال: «النفس بالنفس، إن أنا متّ فاقتلوه كما قتلني وإن سلمت رأيت فيه رأي، وأوصى به بأن يطعم ويسقى». فلما قضى أمير المؤمنين (ع) وفرغ أهله من دفنه جلس الإمام الحسن المجتبى (ع) وأمر أن يؤتى بابن ملجم فجي‏ء به ثم أمر به فضربت عنقه وذلك في 21 رمضان سنة 40 للهجرة.[٩]

قبره

قال ابن بطوطة في معرض وصفه لمنطقة الكوفة وما شاهده فيها: ورأيت بغربي جبانة الكوفة موضعاً مسوداً شديد السواد في بسيط أبيض، فأخبرت أنّه قبر الشقي ابن ملجم، وأن أهل الكوفة يأتون كل سنة بالحطب الكثير فيوقدون النار على موضع قبره سبعة أيام.[١٠]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، كتاب الفتوح، بيروت - لبنان، دار الأضواء، 1411 هـ .
  • ابن حزم الأندلسي، علي بن أحمد، المحلى في شرح المجلى بالحجج والآثار، اعتنى به: حسان عبد المنان، عمان - الأردن، بيت الأفكار الدولية، د.ت.
  • ابن الأثير، علي بن ابي الكرم، أُسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت - لبنان، دار الكتاب العربي.
  • ابن بطوطة، محمد بن عبد الله، رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، رياض، اكاديمية المملكة المغربية.
  • ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت - لبنان، دار صادر.
  • البغدادي، محمد بن حبيب، أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية.
  • البلاذري، احمد بن يحيى، أنساب الأشراف، بيروت - لبنان، مؤسسة الأعلمي، 1394ه.
  • العسقلاني، ابن حجر، لسان الميزان، بيروت - لبنان، مؤسسة الأعلمي، 1390 هـ .
  • المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، بيروت - لبنان، دار المفيد، 1414 هـ .
  1. العسقلاني، الإصابة، ج 5، ص 85.
  2. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 35.
  3. البغدادي، أسماء المغتالين، ص 119.
  4. البلاذري، أنساب الاشراف، ص 507.
  5. العسقلاني، لسان الميزان، ج 3، ص 440.
  6. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، صص 35 - 36.
  7. ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، ج 4، صص 276 - 278.
  8. المجلسي، حياة القلوب، ص 282.
  9. المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 22.
  10. ابن بطوطة، الرحلة، ج 1، ص 167.