السيد روح الله الخميني

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد روح اللّه بن السيد مصطفى الموسوي الخميني

ولادته

ولد السيد روح اللّه بن السيد مصطفى بن السيد احمد الموسوي الخميني في مدينة خمين التابعة لولاية أراك عام 1320 ه / 1902 م ونشأ بها ، ودرس على يد أخيه الأكبر السيد مرتضى.

اساتذته

حضر دروس العلماء والفقهاء في مدينتي أراك وقم منهم:

1 - الشيخ عبد الكريم الحائري .

2 - الشيخ محمد علي شاه‌آبادي .

3 - السيد حسين البروجردي .

4 - السيد علي التبريزي .

5 - السيد علي الكاشاني .

6 - السيد أبو الحسن الحكيم القزويني .

7 - الميرزا جواد آقاي ملكي التبريزي .

حياته العلمية

وقد أتخذ السيد الخميني مدينة قم موطنا له ، ومن مدرسة دار الشفاء مسكنا له ، وفي عام 1368 ه ، استقل بالتدريس في الحوزة العلمية في مدينة قم ، وأخذ يردد في محاضراته ألفاظا منددة بالسلطة الحاكمة منها :

( الطواغيت ، المستضعفين ، المستكبرين ) ، وكانت المدرسة الفيضية قد شهدت أقبالا على محاضراته ، وقد خاطب الشاه محمد رضا بهلوي يوما بقوله : " لم أعدد قلبي لتقبل إنذارك ، وإنما أعددته لتلقي رماحك " وكان يخاطب شاه إيران بلفظ " البائس العليل " وغيرها من ألفاظ التقريع ، فما كان من السلطة إلا أن توجه نيرانها إلى المدرسة الفيضية عام 1383 ه / 1963 م ، حيث استشهد عدد من طلاب الحوزة العلمية ، وقد ورث السيد الخميني ثوريته من أسرته التي ناهضت حكام الجور والظلم ، فقد تصدى نظام الشاه رضا خان لأبيه السيد مصطفى فقتله ، وكان جده السيد احمد الهندي قد أعلى غضبه على الإنكليز في ولاية كشمير ونفي منها ، وحمل راية الثورة السيد الخميني بعد ذلك حتى الإطاحة بحكم الشاه ، وتأسيس الجمهورية الإسلامية وقد استوفى الدكتور علي قادري ( السيرة الذاتية ) للإمام الخميني وهذا مما جعلنا نقف عند حياته في النجف الأشرف وإنجازاته العلمية .

حياته العلمية والعملية

مما يبدو أن أسرة السيد الخميني قد ارتبطت بالنجف ارتباطا وثيقا ، حتى آل الأمر أن يتخذها السيد الخميني ملجأ له بعد نضال سياسي طويل خاضه ضد السلطة الحاكمة في إيران ، فقد كان الدكتور إبراهيم يزدي ( وزير الشؤون الخارجية ) قد انضم إلى حركة الدكتور محمد مصدق ، ولما أخفقت حركته ، انضم إلى حركة الإمام الخميني ، وقد التقى به في مدينة النجف الأشرف عام 1964 م ولا أريد الخوض في ثورة الإمام الخميني وإسقاطه لنظام الشاه في إيران ، وإنما إيضاح موقعه العلمي في مدرسة النجف الأشرف ، فقد كان يلقى دروسه على طلاب الحوزة العلمية ، فيقول الأستاذ فهمي هويدي : " فان آخر ما توقعه منه سامعوه أن يبدأ مهمته كفقيه ومعلم بمحاضرات في باب البيع من كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري " وكان يدور في محاضراته السياسية حول محورين أساسيين هما : تشكيل الحكومة الإسلامية ، وتولي الفقهاء مسؤولية النهوض بها ، ومن المحتمل أن السيد الخميني بدأ بباب البيع كي لا يفاجئ طالب العلم في النجف بأفكاره السياسية ، ولذا توقع بعضهم انه يبدأ بباب الجهاد ، لأنه المدخل الرئيس لأفكاره ، ومن المحتمل أنه كان حذرا من السلطة العراقية ، إذا أنه أصبح لاجئا عندها ، دون أن يسبب إحراجا للحكومة العراقية تجاه الحكومة الإيرانية ، ويبدو أن السيد الخميني قد انخرط في سلك السياسة منذ شبابه إذ انه كان يستشهد بمقتل أبيه في كل مناسبة ، وعند نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914 م ، تصدى مع شباب مدينة خمين للقوات الروسية الغازية ، وكان في معظم الأوقات يتولى مسؤولية الحراسة وتفقد الخنادق لتوفير ما يحتاج إليه شباب المقاومة وقد ساند السيد الخميني حركة السيد الكاشاني ، وحركة فدائي إسلام ، والحركة الإصلاحية التي قادها السيدان القمي والبروجردي ، وتصدى لشاه إيران لما أراد النيل من الإمام السيد حسين البروجردي ، ثم قاد حركة أو انتفاضة ( 15 ) خرداد عام 1963 م ، وتعد هذه الانتفاضة الشرارة الأولى للثورة الإسلامية وقد أخذت شعبية الإمام الخميني بالاتساع في الوقت الذي أخذت الفجوة بينه وبين شاه إيران بالاتساع أيضا ، وقد أدى اعتقاله إلى اندلاع الثورة الشعبية ، وهياج الجماهير في جميع أنحاء إيران ، وبعد ثلاثة أيام من اعتقاله ، أقدم طلبة الحوزة العلمية في قم على اغتيال حسن علي منصور ( رئيس الوزراء ) أثناء دخوله إلى المجلس وقد احتج مراجع الدين في النجف الأشرف على اعتقاله ، وعلى الإجراءات التعسفية التي وقعت على رجال الحوزة العلمية في قم ، فأبرق الإمام السيد محسن الحكيم إلى علماء إيران طالبا منهم المجيء إلى مدينة النجف الأشرف في حالة الخطورة على أنفسهم ولما علمت الحكومة الإيرانية بمحتوى البرقية ، بعثت رسالة إلى الإمام شريعتمداري في مدينة قم أشارت فيها إلى تقديم التسهيلات لأي شخص يريد الرحيل إلى العراق ، ولكن السيد الخميني رفض ذلك ، وأبرق إلى شاه إيران يقول : " لن أتخلى عن مسؤوليات بعون اللّه ، وإذا كان لنا أن نموت فسنكون من الشهداء ، وإذا كتبت لنا الحياة فسنكون من الشهداء ، وإذا كتبت لنا الحياة فسنكون من الظافرين " ومنعت الحكومة الإيرانية برقيات السيد الخميني إلى رؤساء الدول العربية والإسلامية ، إلا أن بعضها قد تم تهريبها إلى مدينة النجف الأشرف فوزعت فيها وقد رأى السيد الخميني انه من المصلحة العامة مغادرة إيران إلى تركيا ومنها إلى مدينة النجف الأشرف عام 1385 ه / 1965 م ، فقد استقبل فيها استقبالا منقطع النظير ، حيث رفعت لافتات الترحيب به منها " مدينة النجف الأشرف ترحب بمقدم البطل الإسلامي ، و " جماهير النجف المسلمة تبدي سرورها بمقدم الإمام الخميني رمز التضحية والجهاد " وبعد أداء مراسيم الزيارة لمرقد أمير المؤمنين عليه السلام نزل في دار قد هيئت له في شارع الرسول وبدأ نشاطه العلمي في الحوزة العلمية من جانب ، ونشاطه السياسي من جانب آخر حيث كان يرسل محاضراته إلى مريديه مسجلة على ( كاسيت ) وهي تدور حوله ( ولاية الفقيه ) ، وكان المريدون للسيد الخميني يتحلقون لسماع محاضراته ، وأخذ جمع من المثقفين غير الحوزويين في النجف الأشرف يحضرون درسه ، وقد تحولت محاضراته إلى رسائل سياسية ، وطبعت بكميات كبيرة ، وأخذ الناس يتداولونها في العراق وإيران ، وبخاصة في مدينة قم وخارجها وأقام السيد الخميني علاقة وثيقة مع ( جبهة الحرية ) التي كان يقودها الأستاذ مهدي البزركان ، ويقول ريتشارد دبليوكوتام : " أن ظاهرة الخميني فريدة في تاريخ إيران ، وقد بنيت الجبهة الوطنية في عام 1978 م بالقوة بوضوح القوة الشعبية التي كانت تتمتع بها حركة الخميني ، ما يبدو " وكان مقتل السيد مصطفى الخميني عام 1977 م على يد السافاك الإيراني ، يعد بداية النهاية لنظام الشاه ، فقد تحول الحزن عليه إلى مناسبة يظهر فيها الناس ولاءهم للسيد الخميني وعداءهم للشاه ، وقد زحفت الجماهير على مدينة النجف الأشرف لتقديم العزاء للسيد الخميني ، ولكن الشرطة العراقية حاولت إيقافهم ، ولما عقد مجلس الأربعين للسيد مصطفى الخميني ، طلب فيه الإمام الخميني إنهاء حالة الحزن بقوله : " لقد سكبنا ما فيه الكفاية من الدموع " وأخذت الجماهير في إيران تطالب السيد الخميني بالعودة إلى إيران لقيادة الثورة ، وعند ذلك قرر السفر إلى الكويت ، وهذا ما أخاف الحكومة الكويتية عند دخول الإمام الخميني البلاد ، فأصدر وزير الداخلية أوامره بإغلاق الحدود ، وعلى أثر ذلك استقل السيد الخميني طائرة من بغداد إلى دمشق ومنها إلى باريس فأقام في بيت صغير بضاحية ( نوفل‌لوشاتو ) ، فأصبح مقر قيادته حتى عودته الأخيرة إلى إيران.

مؤلفاته

كتب الإمام السيد الخميني في الفقه والأصول والحديث والتفسير وغيرها كتبا ورسائل هي:

1 - أنوار الهداية في التعليق على الكفاية في جزءين .

2 - الأربعون حديثا ( شرح الأربعين حديثا ) .

3 - أسرار الصلاة أو معراج السالكين .

4 - آداب الصلاة .

5 - بيان القائد الإسلامي الكبير .

6 - بدائع الدرر في قاعدة نفي الضرر .

7 - تحرير الوسيلة في مجلدين .

8 - توضيح المسائل .

9 - تعليقة على العروة الوثقى .

10 - تعليقة على وسيلة النجاة .

11 - تقريرات درس الأصول للسيد البروجردي .

12 - تعليقة على كفاية الأصول .

13 - تعليقة على فصوص الحكم .

14 - تعليقة على مفتاح الغيب .

15 - تعليقة على شرح حديث شرح الجالوت للقاضي سعيد .

16 - تهذيب الأصول .

17 - تفسير سورة الحمد .

18 - جهاد النفس والجهاد الأكبر .

19 - الحكومة الإسلامية ، بحوث ألقاها على طلاب الحوزة العلمية في النجف الأشرف .

20 - الحاشية على فصوص الحكم .

21 - حاشية مصباح الأنس .

22 - حاشية على رسالة الإرث .

23 - حاشية على كتاب الأسفار للملا صدرا .

24 - حاشية على شرح حديث راس الجالوت .

25 - حاشية على شرح الفوائد الرضوية .

26 - حاشية حديث جنود العقل والجهل .

27 - ديوان شعر .

28 - رسالة في الطلب والإرادة .

29 - الرسائل مجموعة في أصول الفقه ( قاعدة لا ضرر ، التقية ، الاستصحاب ، التعادل والتراجح ، الاجتهاد والتقليد ) .

30 - حاشية على رسالة الإرث .

31 - الرسائل العرفانية .

32 - رسالة نجاة العباد .

33 - رسالة في تعيين الفجر في الليالي المقمرة .

34 - رسالة لقاء اللّه .

35 - رسالة من ملك شيئا ملك إقرار به .

36 - زبدة الأحكام .

37 - شرح دعاء السحر .

39 - شرح حديث جنود العقل والجهل .

40 - شرح حديث راس الجالوت .

41 - الغناء في الحب ( شعر ) .

42 - الطلب والإرادة .

43 - كشف الأسرار .

44 - كتاب الطهارة في أربعة مجلدات .

45 - كتاب الخلل في الصلاة .

46 - كتاب البيع في خمسة مجلدات .

47 - كلمة بمناسبة صدور كتاب " الآيات الشيطانية " .

48 - مصباح الهداية في الخلافة والرواية .

49 - المكاسب المحرمة في مجلدين .

50 - منهاج الوصول إلى علم الأصول .

51 - النجف والمعركة المصيرية .

52 - نيل الأوطار في بيان قاعدة لا ضرر ولا ضرار .

53 - وهنا المنطق .

54 - الوصية السياسية الإلهية أو النداء الأخير .

وفاته

توفى السيد الخميني يوم السبت 29 شوال 1409 ه ، الموافق ليوم 3 / 5 / 1989 م ، وقد أحدثت وفاته ضجة عالمية كبرى ، وشيع تشييعا كبيرا.