حماد بن عيسى
حماد بن عيسى:
قال النجاشي: «حماد بن عيسى أبو محمد الجهني: مولى، و قيل عربي أصله الكوفة سكن البصرة، و قيل إنه روى عن أبي عبد الله(ع)عشرين حديثا، و أبي الحسن(ع)و الرضا(ع)، و مات في حياة أبي جعفر الثاني(ع)، و لم يحفظ عنه رواية عن الرضا(ع)و لا عن أبي جعفر(ع)، و كان ثقة في حديثه صدوقا، قال: سمعت من أبي عبد الله(ع)سبعين حديثا،
فلم أزل أدخل الشك على نفسي، حتى اقتصرت على هذه العشرين، و له حديث مع أبي الحسن موسى(ع)في دعائه بالحج، و بلغ من صدقه أنه روى عن جعفر بن محمد، و روى عن عبد الله بن المغيرة، و عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله(ع)، له كتاب الزكاة أكثره عن حريز و بشير، عن الرجال. أخبرنا به الحسين بن عبيد الله، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سفيان، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الزعفراني، عن حماد به. و كتاب الصلاة له أخبرنا محمد بن جعفر، عن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية قال الحسن بن فضال. و رجل يقرأ عليه كتاب حماد في الصلاة. قال أحمد بن الحسين (رحمه الله): رأيت كتابا فيه عبر و مواعظ و تنبيهات على منافع الأعضاء من الإنسان و الحيوان و فصول من الكلام في التوحيد و ترجمة مسائل التلميذ و تصنيفه عن جعفر بن محمد بن علي، و تحت الترجمة بخط الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني التلميذ حماد بن عيسى، و هذا الكتاب له و هذه المسائل سأل عنها جعفرا و أجابه. و ذكر ابن شيبان أن علي بن حاتم أخبره بذلك عن أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار، قال حدثنا محمد بن الحسن الطائي رفعه إلى حماد، و هذا القول ليس بثبت و الأول من سماعة من جعفر بن محمد أثبت، و مات حماد بن عيسى غريقا بوادي قناة، و هو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة، و هو غريق الجحفة في سنة تسع و مائتين، و قيل سنة ثمان و مائتين و له نيف و تسعون سنة (رحمه الله)». و قال الشيخ (242): «حماد بن عيسى الجهني غريق الجحفة، ثقة، له كتاب النوادر، و له كتاب الزكاة، و كتاب الصلاة، أخبرنا بها عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن حماد، و رواه ابن
بطة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، و علي بن حديد، عن حماد بن عيسى. و أخبرنا بها ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن أبي الصهبان، عن أبي القاسم الكوفي، عن إسماعيل بن سهل، عن حماد». و عده في رجاله في أصحاب الصادق(ع)(152) قائلا: «حماد بن عيسى الجهني البصري، أصله كوفي بقي إلى زمان الرضا(ع)، ذهب به السيل في طريق مكة بالجحفة». و في أصحاب الكاظم(ع)(1) قائلا: «بصري له كتب ثقة». و عده البرقي في أصحاب الصادق(ع)و الكاظم(ع)و الرضا(ع)، و قال في الموضع الأول تحول من الكوفة إلى البصرة، له قصة تذكر موته. و قال الشيخ في كتاب الغيبة عند تعرضه للواقفة: إن حماد بن عيسى ممن رجع عن الوقف لما ظهر من المعجزات على يد الرضا(ع). و قال الكشي (146): «حماد بن عيسى الجهني البصري، و دعوة أبي الحسن(ع)له و كم عاش.
حمدويه و إبراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن حماد بن عيسى البصري، قال: سمعت أنا و عباد بن صهيب البصري من أبي عبد الله(ع)، فحفظ عباد مائتي حديث، و قد كان يحدث بها عنه عباد، و حفظت أنا سبعين حديثا. قال حماد: فلم أزل أشكك نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين حديثا التي لم تدخلني فيها الشكوك.
حمدويه قال: حدثني العبيدي، عن حماد بن عيسى، قال دخلت على أبي الحسن الأول(ع)فقلت له: جعلت فداك، ادع الله لي أن يرزقني دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج في كل سنة، فقال(ع)اللهم صل على محمد و آل محمد، و ارزقه دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج خمسين سنة. قال حماد: فلما اشترط
خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة. قال حماد: و حججت ثماني و أربعين سنة، و هذه داري قد رزقتها، و هذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، و هذا ابني و هذا خادمي، قد رزقت كل ذلك،
فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ثم خرج بعد الخمسين حاجا فزامل أبا العباس النوفلي القصير فلما صار في موضع الإحرام دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله فغرقه الماء- (رحمه الله)- و أتاه قبل أن يحج زيادة على الخمسين، عاش إلى وقت الرضا(ع)، و توفي سنة تسع و مائتين، و كان من جهينة، و كان أصله كوفيا و مسكنه البصرة، و عاش نيفا و سبعين سنة، و مات بوادي قناة بالمدينة، و هو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة». و قال الشيخ المفيد: و كان أصله كوفيا و مسكنه البصرة، و عاش نيفا و تسعين، و لحق بأبي عبد الله(ع)، و مات بوادي القناة بالمدينة، و هو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة، و مات سنة 209. و روى في الإختصاص في عنوان: (ما روي في حماد بن عيسى الجهني) بإسناده عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى هذه الرواية المذكورة في الكشي بعينها مع اختلاف قليل في ألفاظها، و ذكر فيها: و أتاه بدل و أباه. أقول: هذا الحديث هو الذي أشار إليه النجاشي، و قال: بلغ من صدقه يعني بذلك: أن حديث حماد ظهر صدقه و مطابقته للواقع. و هو ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم و تصديقهم لما يقولون و الإقرار لهم بالفقه، ذكره الكشي في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله(ع)، و تقدم في أبان بن عثمان. روى حماد بن عيسى عن محمد بن مسعود، و روى عنه عبد الرحمن ابن أبي نجران، و الحسين بن سعيد. كامل الزيارات: الباب 3 في زيارة قبر رسول الله(ص)، و الدعاء عنده، الحديث 4.
بقي هنا جهات من الكلام، الأولى: قد يناقش في عدالة الرجل بما عن كشف الغمة، عن أمية بن علي القيسي، قال: دخلت أنا و حماد بن عيسى على أبي جعفر (الجواد)(ع)بالمدينة لنودعه، قال(ع): لا تحركا اليوم و أقيما إلى غد، فلما خرجنا من عنده قال لي حماد: أنا أخرج فقد خرج ثقلي، فقلت: أما أنا فأقيم، فخرج حماد فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه، و قبره بسيالة. فإن مخالفة نهي الإمام تنافي العدالة. و الجواب عن ذلك: أولا أن الرواية مرسلة لا يمكن الاعتماد عليها. و ثانيا أن أمية بن علي القيسي لم تثبت وثاقته. و ثالثا: أن الأمر من الإمام(ع)لم يعلم كونه مولويا. و مخالفة الأمر الإرشادي لا تضر العدالة. الثانية: أن صريح النجاشي و الشيخ المفيد أن عمر حماد بن عيسى كان نيفا و تسعين سنة، و لكن الموجود في الكشي أنه عاش نيفا و سبعين سنة، و الظاهر صحة الأول، و لا يبعد التحريف في عبارة الكشي، و ذلك لأجل أنه عاش بعد أبي عبد الله(ع)أكثر من ستين سنة، و بما أنه سمع من أبي عبد الله(ع)أحاديث كثيرة، فلا محالة كان من الرجال المعتنى بشأنهم، فمن البعيد أنه سمع هذه الأحاديث و هو حدث السن. الثالثة: أن صريح النجاشي أنه مات في زمان أبي جعفر(ع)سنة 209 أو سنة 208، و ذكر الكشي و المفيد أيضا أنه مات سنة 209، و لكن المذكور في الكشي و الإختصاص، و في رجال الشيخ أنه عاش إلى زمان الرضا(ع)، و هذا الكلام ظاهر في عدم إدراكه زمان الجواد(ع)إلا أنه لا بد من حمله على خلاف ظاهره، بأن يراد به أنه عاش إلى تمام زمان الرضا(ع).
الرابعة: أن الكشي و الشيخ المفيد ذكرا حديث حماد في دعاء أبي الحسن(ع)له بخمسين حجة، و أشار إليه النجاشي كما تقدم، و لكن العلامة ذكر أن من دعا له بالخمسين حجة هو أبو عبد الله(ع)، و الظاهر أن هذا سهو منه(قدس سره)، و عن التحرير الطاوسي مثل ما ذكره العلامة، و عليه فمنشأ السهو هو ابن طاوس(قدس سره). الخامسة: ذكر الكشي في ترجمة أحمد بن محمد بن عيسى (373) عن نصر بن الصباح أنه قال فيما قال: و حماد بن عيسى و حماد بن المغيرة و إبراهيم بن إسحاق النهاوندي يروي عنهم أحمد بن محمد بن عيسى في وقت العسكري. أقول: لا معنى لهذا الكلام، فإن حماد بن عيسى لم يدرك زمان العسكري(ع)، و أما حماد بن المغيرة فهو من أصحاب الباقر(ع)، فكيف يمكن رواية أحمد بن محمد بن عيسى عنه. و الذي يهون الخطب أن نصر بن الصباح لا يعتنى بقوله بوجه. السادسة: أن الشيخ روى بسنده عن صفوان و ابن أبي عمير، و جميل بن دراج، و حماد بن عيسى، و جماعة ممن روينا عنه من أصحابنا، عن أبي جعفر(ع)و أبي عبد الله(ع). التهذيب: الجزء 5، باب الذبح، الحديث 752. و ظاهر هذا السند أن حماد بن عيسى قد أدرك أبا جعفر(ع)أيضا و روى عنه، و لكن المقطوع به أن في السند تحريفا، و الصحيح عن جماعة ممن روينا عنه بدل و جماعة ممن روينا عنه، و ذلك فإن من ذكر في سند هذه الرواية لا يمكن روايتهم عن أبي جعفر الباقر(ع)، بل إن صفوان (بن يحيى) و ابن أبي عمير لا يرويان عن أبي عبد الله(ع)أيضا، على ما بيناه في ترجمة محمد بن أبي عمير. هذا و للشيخ إليه طرق كلها ضعيفة، و طريق الصدوق إليه: أبوه- رضي الله عنه- عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، و يعقوب بن يزيد، عن
حماد بن عيسى الجهني. و أيضا أبوه رضي الله عنه عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى. و أيضا: أبوه- رضي الله عنه- عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، و الحسن بن ظريف، و علي بن إسماعيل بن عيسى، كلهم عن حماد بن عيسى، و الطريق صحيح. ثم إن الشيخ لم يذكر طريقا إليه في المشيخة، و لكن قلم الأردبيلي سها فكتب أن طريق الشيخ إليه ضعيف في المشيخة، و الفهرست. روى عن حريث عن أبي عبد الله(ع)، و روى عنه محمد بن أبي عمير. تفسير القمي: سورة الفاتحة، في تفسير قوله تعالى: (بسم اللٰه الرحمٰن الرحيم).
طبقته في الحديث
وقع بعنوان حماد بن عيسى في أسناد كثير من الروايات تبلغ ألفا و ستة و ثلاثين موردا. روى عن أبي عبد الله(ع)، و أبي الحسن الأول(ع)، و العبد الصالح(ع)، و عن أبي السفاتج، و أبي عمرو المدائني، و ابن أذينة، و ابن سنان، و أبان بن عثمان، و إبراهيم بن أبي زياد، و إبراهيم بن عثمان، و إبراهيم بن عمر، و إبراهيم بن عمر اليماني، و إسحاق بن جرير، و إسحاق بن عمار، و إسماعيل بن الحر، و بريد، و بريد بن ضمرة الليثي، و حريز- و رواياته عنه تبلغ أربعمائة و عشرة موارد-، و حريز بن عبد الله- و رواياته عنه بهذا العنوان تبلغ اثنين و سبعين موردا-، و الحسين بن المختار- و رواياته عنه تبلغ سبعة و خمسين موردا-، و الحسين القلانسي، و ربعي، و ربعي بن عبد الله، و ربعي بن عبد الله بن الجارود، و سليمان بن خالد، و سوار، و سيابة، و شعيب، و شعيب بن يعقوب، و شعيب بن يعقوب
العقرقوفي، و شعيب العقرقوفي، و عاصم الكوزي، و عبد الرحمن بن أبي عبد الله، و عبد الله بن أبي يعفور، و عبد الله بن جندب، و عبد الله بن سنان، و عبد الله بن المغيرة، و عبد الله بن ميمون، و عبد المؤمن، و عبيد بن زرارة، و علي بن أبي حمزة، و عمر بن أذينة، و عمر بن يزيد، و عمرو بن شمر، و عمران الحلبي، و فضالة، و فضالة بن أيوب، و القاسم بن محمد، و محمد بن مسعود، و محمد بن مسلم، و محمد بن ميمون، و محمد بن يوسف، و معاوية، و معاوية بن عمار- و رواياته عنه تبلغ أربعة و خمسين موردا-، و معاوية بن وهب، و منهال، و ناجية، و يحيى بن عمرو بن كليع، و الحلبي، و القداح، و المسمعي. و روى عنه أبو علي بن راشد، و ابن أبي عمير، و ابن أبي نجران، و ابن فضال، و ابن محبوب، و إبراهيم، و أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه، و أحمد بن أبي نصر، و أحمد بن محمد، و أحمد بن محمد بن أبي نصر، و أحمد بن محمد بن خالد، و أحمد بن محمد بن عيسى، و إسماعيل بن سهل، و جعفر، و الحسن، و الحسن بن الحسين الضرير، و الحسن بن الحسين الطبري، و الحسن بن راشد، و الحسن بن ظريف، و الحسن بن علي، و الحسين، و الحسين بن سعيد، و سليمان بن جعفر الجعفري، و سليمان بن داود، و سليمان بن داود المنقري، و صفوان بن يحيى، و العباس، و العباس بن معروف، و عبد الرحمن، و عبد الرحمن بن أبي نجران، و عبد الله بن الصلت، و علي، و علي بن إسماعيل، و علي بن إسماعيل بن عيسى، و علي بن حديد، و علي بن الحسن، و علي بن الحسين، و علي بن الحسين بن الحسن الضرير، و علي بن السندي، و علي بن مهزيار، و الفضل، و الفضل بن شاذان، و محمد بن إسماعيل، و محمد بن إسماعيل بن بزيع، و محمد بن إسماعيل الزعفراني، و محمد بن جمهور، و محمد بن الحسن البصري، و محمد بن الحسن بن أبي خلف، و محمد بن الحسن بن شمون، و محمد بن الحسن بن علان، و محمد بن خالد، و محمد بن خالد البرقي، و محمد بن علي، و محمد بن عيسى، و محمد بن عيسى بن عبيد، و محمد بن عيسى العبيدي، و مختار بن زياد، و محمد بن القاسم، و يعقوب بن يزيد، و يونس، و العبيدي.