العتبة العلوية المقدسة
حرم الإمام علي (ع)، هو المبنى الذي يحيط بمرقد أمير المؤمنين في مدينة النجف الأشرف، ويعود تاريخه إلى زمن هارون العباسي، حيث كان أول من بناه، كما أنّ بناؤه قد جُدد لعدة مرات وفي مراحل مختلفة. وفي السنوات الأخيرة أُعيد تذهيب القبة التي تعلو المشهد، كما وأضيف صحن جديد باسم صحن فاطمة الزهراء (ع).
تاريخ بناء الحرم
- مع زوال الأمويين وظهور قبر الإمام (ع) وضع داوود بن علي العباسي (ت: 133 هـ) على قبر الإمام صندوقا خشبيا، ولكن بعد استقرار العباسيين وبسبب خلافهم مع العلويين أزيل الصندوق.[١]
- بنى هارون العباسي على القبر الشريف قبة، وجعل لها أربعة أبواب، وكانت هذه العمارة سنة 155 للهجرة، أو سنة 170 للهجرة.[٢]
- بعد أن هدم المتوكل العباسي (ت 247 هـ) حرم الإمام علي (ع) أعاد محمد بن زيد الداعي بناءه.[٣]
- جدد بناء الروضة العلوية أمير الحاج عمر بن يحيى بن حسين النسابة، نقيب الطالبيين في الكوفة، سنة 330 للهجرة، ومن ماله الخاص بنى قبة عليه.[٤]
- عضد الدولة الديلمي (ت: 372 هـ) أعاد بناء الحرم بشكل فريد، وبقي المبنى لغاية سنة 753 هـ حيث احترق في هذه السنة.[٥]
- في سنة 760 للهجرة جدد بناء المرقد الشريف، ويُنسب هذه البناء للملوك الإيلخانيين، كما وجدد القبة والصحن بعد ذلك الملك عباس الأول.[٦]
- بعد ذلك وسّع الحرم الملك صفي الصفوي.[٧]
- لغاية سنة 1279 للهجرة كان ما تبقى من الروضة العلوية هو ما بناه الملك عباس الصفوي وبتصميم من الشيخ البهائي.[٨]
- نادر شاه الأفشاري ذهّب الإيوان ومنارتا الحرم الشريف، وهذا التذهيب باق ليومنا هذا.[٩]
- مع ذكرى الميلاد النبوي في 17 ديسمبر 2016 أزيح الستار عن القبة بتذهيب جديد.
البناء والإعمار
يقع مشهد الإمام علي وسط صحن عظيم مستطيل تتجلى فيه بداعة الفن. ويتقوم من طبقتين يبلغ ارتفاعهما زهاء 35 مترا، ويبلغ طول هذا الصحن 82 مترا وعرضه 77 مترا وفي كل ضلع من هذه الأضلاع 14 إيوانا، وفي كل إيوان غرفة هي مقبرة أحد المشاهير.
وفي الطبقة الثانية عدد من الأواوين والغرف بعدد الأواوين والغرف الموجودة في الطبقة السفلى. والصحن مفروش بالرخام الأبيض وله خمسة أبواب. وجدرانه مغشاة بالآجر القاشاني الملون، وعلى حواشي الجدران العليا تجد الآيات القرآنية مسطورة بأحرف عربية متداخلة.
ويلي هذا الصحن من جهة الشرق إيوان واسع كبير، يبلغ ارتفاعه قراب أربعين مترا، كما يبلغ طوله 45 مترا، وهو مسقف، ومغشى بقطع الذهب، وفي ركنيه مئذنتان مرتفعتان مغشاتان بالذهب،[١٠]ومن هذا الرواق يدخل إلى الرواق الكلي المسقف، وجدران هذا الرواق مغشاة بقطع المرايا ذات الأشكال الهندسية، وله أربعة أبواب متقابلة، أحدهما الباب الكبير والثاني باب المراد، والآخران يسميان باب الرحمة.
ويلي كل ما تقدم الحضرة المقدسة، وجدران الحضرة مغشاة بالفسيفساء والرخام الإيطالي قطع المرايا، وأرضها مفروشة بالرخام الأزرق وفيها أربعة أبواب من الفضة وخامسة من البرنز.
ويتوسط هذه الحضرة المرقد الغروي المطهر يحيط به مشبكان أحدهما من الفضة وهو الخارجي والآخر م الحديد الفولاذي وهو الداخلي، وتعلو المشبك الأول كتابات من القرآن مع أبيات من الشعر لابن أبي الحديد. ويتوسط المشبك الحديدي الداخلي مصطبة من الخشب المرصّع بالعاج والمنقوش عليه بعض الآيات القرآنية، وتحتها المرقد الشريف.[١١]
وتعلو الحضرة قبة جسيمة مغشاة بالذهب، وفي التاريخ النجفي إن عدد القباب التي شيدت على قبر الأمير بلغت تسع قباب، أولها قبة الرشيد والثامنة التي كانت تعلو الضريح لغاية بداية القرن العشرين غشاها بالذهب نادر شاه في سنة 1156 هـ [١٢] وآخرها شيدت سنة 2016 للميلاد من خلال التذهيب الجديد للقبة وتم إزاحة الستار عنها.
وفي الصحن عدد غير قليل من المدارس العلمية، كمدرسة الصدر ومدرسة الشيخ مهدي ومدرسة القوام والمدرسة السلمية ومدرسة الإيرواني، ومدرسة القزويني، ومدرسة البادكوبي، ومدرسة الآخوند وغيرها.
توسعة الحرم
في السنوات الأخيرة بدأت حملة إعمار واسعة في العتبة العلوية، حيث بُني صحن كبير باسم صحن فاطمة (ع) ومع هذه التوسعات ستصبح المساحة للحرم العلوي 140 ألف متر مربع.[١٣]
صحن فاطمة الزهراء عليها السلام
صحن فاطمة الزهراء عليها السلام هو جزء من مشروع التوسعة العام في العتبة العلوية، ويعد أضخم مشروع تسعى العتبة لاقامته ضمن استراتيجيتها في انجاز مشاريع البنى التحتية التي تقدم الخدمة الخالصة للزائرين، ومدة انجاز المشروع 4 سنوات.
كما يقدم الصحن خدمات في المناسبات الدينية كالأربعينية للزوار الوافدين من مختلف العالم وعليه افتتحت العتبة العلوية قاعات المبيت في صحن فاطمة الزهراء (عليها السلام) لتقديم الخدمات لزائري أربعينية الامام الحسين(عليه السلام)، وذلك 2014 م. وقد افتتح السيد عيسى الخرسان الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة صحن فاطمة الزهراء عليها السلام رسميا في زيارة الأربعين سنة 1445 - 2023
المصادر والمراجع
- آل محبوبة، جعفر، ماضي النجف وحاضرها، بیروت: دار الأضواء، 1986 م.
- التمیمي، محمد علي جعفر، مدینة النجف، قم المقدسة: المكتبة الحيدرية، 1374هـ.
- الخليلي، جعفر ـ موسوعة العتبات الجزء 6، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1987.
- العلوي، احمد، راهنمای مصور سفر زیارتی عراق، قم: معروف، 1389 ش
- بریري، أبو ذر، النجف في 13 رحلة، مقطع من رحلات العلماء والمشاهیر في العصر القاجاري، في نشرة فرهنگ زیارت، السنة 3، الرقم 7، صيف 1390 ش.
- وكالة أبنا للأنباء.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 40.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 41.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 42 و 43.
- ↑ التمیمي، مدینة النجف، ص 172.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 43 و 45.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 46 ـ 48.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 48.
- ↑ البریري، النجف في 13 رحلة، ص 166.
- ↑ البریري، النجف في 13 رحلة، ص 167.
- ↑ الخليلي، موسوعة العتبات، ص 186.
- ↑ الخليلي، موسوعة العتبات، ص 187.
- ↑ الخليلي، موسوعة العتبات، ص 188.
- ↑ العلوي، راهنمای مصور سفر زیارتی عراق، ص 126.