كتاب جامع أحاديث الشيعة
جامع أحاديث الشيعة في أحكام الشريعة، هو كتابٌ من اقتراح آية الله البروجردي (وفاة 1380 هـ) أحد مراجع تقليد الشيعة، لجملة من تلامذته، وخاصة إسماعيل معزي الملايري. يحتوى الكتاب على أحاديث فقهية، حيث بدأ تأليفه سنة 1370 هـ؛ من أجل سدّ النقص في كتاب وسائل الشيعة، ثم أضيف إليه مصادر أخرى روائية للفقه الشيعي.
ذكرت خصائص لهذا الكتاب منها: الشمولية، وعدم تقطيع الأحاديث، والتبويب، وذكر آيات الأحكام، وفصل الأحاديث الفقهية عن روايات الآداب والسنن. وبعد 10 سنوات من البدء بكتابته أُصدر الجزء الأول منه، ثم طبع الكتاب في نسختين نسخة منه يشمل 26 مجلداً، ونسخة أخرى 31 مجلداً، وترجمت النسخة الأخيرة إلى الفارسية أيضاً.
المؤلفون
اُلف كتاب جامع الأحاديث تحت إشراف آية الله البروجردي (ت 1380 هـ) من مراجع تقليد الشيعة وبمساعدة عشرين شخصا من تلامذته،قالب:ملاحظةواستغرقت مرحلة اقتباس الأحاديث وتجميعها سبع سنوات، وأعاد النظر في هذه المرحلة إسماعيل معزي الملايري، وعلي بناه الاشتهاردي، ومحمد واعظ زاده الخراساني، ثم بوّب الكتاب إسماعيل معزي الملايري.[١]
آية الله البروجردي اقترح كتابة هذا الكتاب، وذلك سنة 1370 هـ.[٢]
المكانة
استفاد كتاب جامع أحاديث الشيعة من الروايات الواردة في أكثر من مائة مصدر للروايات الفقهية عند الشيعة منذ القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر،[٣] وترجم الكتاب تحت اسم "منابع فقه شيعه" إلى اللغة الفارسية، وبلغت أحاديث الكتاب 48342 حديثا.[٤]
يعد آية الله البروجردي هذا الكتاب ثمرة عمره،[٥] وهناك مراجع للتقليد مثل السيد الخميني استفاد منه
دافع التأليف
إن الدافع لتأليف كتاب جامع أحاديث الشيعة هو رفع الإشكالات ونقاط ضعف كتاب وسائل الشيعة،[٦] الأمر الذي كان يعرقل عمل الاستنباط والاجتهاد،[٧] فمن هذه الإشكالات تقطيع الأحاديث أن يذكر المؤلف بعض الحديث في مكان ويترك بعضه لمكان آخر والذي يزيد من حجم الكتاب ويؤدي إلى تكرار الأحاديث، وقطع الارتباط بين أول الروايات وآخرها، كما أن تقطيع الروايات تجعل المؤلف أن يشير في كل مقطع إلى سند واحد للحديث، وذلك تحاشيا للتكرار، في حين إذا ذكر مختلف سندات الحديث فهناك فوائد جمة، وعلى سبيل المثال قد يدل على استفاضة الحديث.[٨]
يقول أحد مؤلفي الكتاب محمد واعظ زاده أن الداعي لكتابة هذا الكتاب كان من أجل إصلاح كتاب وسائل الشيعة، وبناء عليه، سمي بـ"تهذيب الوسائل" في بداية الأمر ،[٩] لكن بعد الاستمرار بالعمل قررنا أن يتسع نطاق العمل حتى يشمل الكتب الأربعة وسائر النصوص الحديثية لدى الشيعة ومستدرك الوسائل،[١٠] ولذا أسماه آية الله البروجردي جامع أحاديث الشيعة.[١١]
وبعد سنة من بدء العمل قرر آية الله البروجردي أن يضيف في نهاية كل باب، أحاديث أهل السنة أيضا، وكان يريد بهذا العمل أن يفهم أهل السنة ما يستنتجونه عن طريق القياس والاستحسان، يمكن الحصول عليه من الروايات،[١٢] وكان يعتقد أن فقه العامة من أدوات فهم مرويات أهل البيت، وأن فهم فتاوى علماء أهل السنة ورواياتهم له دور في فهم رواياتنا..[١٣]
واستمر هذا العمل حتى نهاية كتاب الطهارة، لكن تراجع آية الله البروجردي منه، وذكروا سبب تراجعه، أنه تأثر بابنه محمد حسن والذي يعتقد أن الناس يقولون: علماء الشيعة عزلوا أحاديث أهل البيت عن أحاديث غيرهم، لكن آية الله البروجردي خلطها مع أحاديثهم.[١٤]
الفحوى
يبدأ الكتاب بمقدمة تتحدث عن تاريخ تدوين الحديث عند الشيعة،[١٥] وحجية سنة النبي الأعظم (ص) وأهل بيته،[١٦] وعدم الأخذ بالقياس ووجوب النية في العبادات.[١٧]
آية الله البروجردي بدأ بنفسه كتابة مقدمة الكتاب، ثم أكمله ابنه السيد محمد حسن بعد وفاته.[١٨] دُوّن الكتاب حسب أبواب الفقه، من العبادات حتى القصاص والديات.[١٩]
الخصائص
ذكر في مقدمة كتاب جامع أحاديث الشيعة 23 خصيصة للکتاب، ومنها:
- عدم تقطيع الأحاديث: ذكر كل حديث مع كامل سنده ومتنه في الباب المناسب له.
- جميع الروايات التي تتحدث عن مسألة فقهيةٍ واحدةٍ جمعت معا في مكان واحد.
- دمج سند الأحاديث ونصها: إذا كان هناك حديث يشترك مع حديث قبله في السند، لم يذكر المشترك فيما بينهما، ثم الاكتفاء بكتابة عبارة "بهذا الإسناد".
- في بداية الباب ذكر الآيات المتعلقة بالموضوع حسب الترتيب الذي ورد في القرآن
- الفصل بين روايات السنن والآداب والأدعية وبين أحاديث الأحكام الفقهية، وإدراجها في مجلد على حدة
- مقابلة الأحاديث المنقولة من الكتب الأربعة مع نسخها الخطية
- الشمولية: الكتاب يحتوي على جميع أبواب الفقه من الطهارة حتى الديات[٢٠]
الأسلوب
ذكر مؤلفو جامع الأحاديث في بداية كل باب الآيات الفقهية المرتبطة به، ثم أوردوا الأحاديث التي جاءت الفتوى بناء عليها قبل الأحاديث التي تعارضها، كما تطرقوا إلى الروايات العامة والمطلقة قبل الروايات الخاصة والمقيدة، ولكل باب فصول وفي كل فصل وردت مسائل فقهية، وفي ذيل كل مسألة فقهية وردت الأحاديث المرتبطة بها،[٢١] واعتني في هذه الموسوعة بمبادئ آية الله البروجردي كمرجعية القرآن، وسنة المعصومين، وذلك لتقييم الروايات ومعرفة ألفاظ الأحاديث.[٢٢]
النشر والترجمة
وبدأت في حياة آية الله البروجردي سنة 1380 هـ طباعة الجزء الأول من كتاب جامع أحاديث الشيعة حيث يشمل أبواباً في المقدمات والطهارة، ، وصدر الكتاب بعد أيام من وفاته، وطبع الجزء الثاني منه، والذي اشتمل أبواباً من مباحث الصلاة سنة 1385 هـ.
وفي سنة 1396 هـ طبعت المجموعة الكاملة من هذا الكتاب في قم، وذلك بدعم آية الله الخوئي، وفي سنة 1415 هـ طبعت هذه الموسوعة في 26 مجلدا، وطبعت في 31 مجلدا أيضا ، والإصدار الأخير بدأ سنة 1371 هـ وانتهى سنة 1383 هـ، وأضيف إلى هذا الأخير ما يقارب من 1000 حديث لم يذكر في وسائل الشيعة ومستدرك الوسائل، مع شرح وتوضيح لبعض الكلمات والألفاظ.
وترجم الكتاب تحت عنوان "منابع فقه شيعه" إلى الفارسية على يد مهدي حسينيان قمي، ومحمد حسين صبوري، وصدر عن دار فرهنك سبز للنشر في طهران سنة 1429 هـ.
النقد
هناك إشكالات وردت على كتاب جامع أحاديث الشيعة، فمنها: لم ترد جميع آيات الأحكام، كما قطعت بعض منها، وعدم شرح عبارة "عدة من أصحابنا" (بعض الشيعة) التي وردت في كتاب الكافي، وعدم تعيين إسناد كتاب تهذيب الأحكام، ومن لا يحضره الفقيه، ومن الإشكالات الأخرى عدم تبيين بعض العلامات، وعدم تخريج بعض الأحاديث من مصادرها الأصلية.
المصادر والمراجع
- تبریزی، محمد، کاوشی نو در فقه، رقم 56، صيف 1387 ش.
- حسینیان قمی و صبوری، مهدی و محمدحسین، منابع فقه شیعه، طهران، انتشارات فرهنگ سبز، 1429 هـ.
- رحمانستایش، محمدکاظم، مدخل در دانشنامه جهان اسلام.
- فرزندوحی، جمال، و فتاحی، امیر، سفینه، رقم 56، 1396 ش.
- الطباطبائي البروجردي، السيد حسين، جامع أحاديث الشيعة في أحكام الشريعة، قم، نشر الصحف، 1413 هـ/ 1371 ش.
- الطباطبائي البروجردي، السيد حسين، جامع أحاديث الشيعة في أحكام الشريعة، قم، المهر، 1422 هـ/ 1380 ش.
- واعظزاده خراسانی، محمد، زندگی آیت الله العظمی بروجردی و مکتب فقهی، اصولی، حدیثی و رجالی وی، طهران، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، 1379 ش.
- ↑ تبریزی، «جامع احادیث شیعه امتیازها و ضعفها و روش استفاده از آن»، ص 146-147.
- ↑ تبریزی، «جامع احادیث شیعه امتیازها و ضعفها و روش استفاده از آن»، ص 142-143.
- ↑ حسینیان قمی و صبوری، منابع فقه شیعه، 1429 هـ، ج 22، ص 12.
- ↑ فرزندوحی و فتاحی، «نگاهی دیگر به جامع احادیث الشیعه»، ص 90.
- ↑ طباطبایی بروجردی، جامع احادیث الشیعه، 1371ش، ج 1، مقدمه ص11.
- ↑ الطباطبائي البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، 1380ش-1422 هـ، ج 1، مقدمه سید محمدحسن بروجردی، ص 17.
- ↑ تبریزی، «جامع احادیث شیعه امتیازها و ضعفها و روش استفاده از آن»، ص 143.
- ↑ تبریزی، «جامع احادیث شیعه امتیازها و ضعفها و روش استفاده از آن»، ص 145 - 146.
- ↑ واعظزاده، زندگی آیت الله العظمی بروجردی، 1385ش، ص 86 و 92.
- ↑ تبریزی، «جامع احادیث شیعه امتیازها و ضعفها و روش استفاده از آن»، ص 145-146.
- ↑ رحمانستایش، «جامع احادیث الشیعه»، ج 1، ص 43-56.
- ↑ تبریزی، «جامع احادیث شیعه امتیازها و ضعفها و روش استفاده از آن»، ص 146-147.
- ↑ تبریزی، «جامع احادیث شیعه امتیازها و ضعفها و روش استفاده از آن»، ص 146-147.
- ↑ واعظزاده، زندگی آیت الله العظمی بروجردی، ص 95.
- ↑ الطباطبائي البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، 1380ش-1422 هـ، ج 1، ص 34-93.
- ↑ الطباطبائي البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، 1380ش-1422 هـ، ج 1، ص 34-93.
- ↑ فرزندوحی و فتاحی، «نگاهی دیگر به جامع احادیث الشیعه»، ص 90.
- ↑ فرزند وحی و فتاحی، «نگاهی دیگر به جامع احادیث الشیعه»، ص 90.
- ↑ فرزندوحی و فتاحی، «نگاهی دیگر به جامع احادیث الشیعه»، ص 90.
- ↑ الطباطبائي البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، 1380ش/1422 هـ، ج 1، ص 21-33.
- ↑ رحمانستایش، «جامع احادیث الشیعه»، ج 1، ص 43-56.
- ↑ فرزندوحی و فتاحی، «نگاهی دیگر به جامع احادیث الشیعه»، ص 101-110.