كتاب العروة الوثقى

من ويكي علوي
(بالتحويل من العروة الوثقى (كتاب))
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

العُروَةُ الوُثقى، من أهم الكتب الفقهية للإمامية منتظم على نسق الترقيم في المسائل، لمؤلفه السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، أحد فقهاء الشيعة البارزين في القرن الثالث عشر.

حل التصنيف محلّ الكتب القديمة في الحوزات العلمية، وصار مدار أبحاثها الاجتهادية في مرحلة الخارج، فطُبِعت فتاوى مراجع التقليد في معظم رسائلهم العَمَلية على شکل تعليقات بهامشه.

المؤلف

هو السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي (1247 - 1337 هـ)، من فقهاء الشيعة والمشهور بصاحب‌ العروة.

تصدى السيد لأمر المرجعية بعد وفاة الميرزا الشيرازي، وكان من مخالفي الحركة الدستورية المعروفة بالمشروطة (المطالبة بتحديد خيارات السلطان في إيران)، وجرى بينه وبين الآخوند الخراساني حول ذلك نقاش ومنازعة.[١]

مباحث الكتاب

يحتوي الكتاب، على معظم أبواب الفقه، وقد أورد فيه مؤلفه 3260 مسئلة فقهية.[٢] وأتى في فصوله الستة عشر على دورة كاملة لفقه الإمامية. وفصول الكتاب هي على الترتيب التالي: الاجتهاد والتقليد، الطهارة، الصلاة، الصوم، الاعتكاف، الزكاة، الخمس، الحج، الإجارة، المضاربة، المزارعة، المساقات، الضمان، الحوالة، النكاح والوصية.

المكانة

يعدّ العروة الوثقى أحد الكتب المشهورة في الحوزات العلمية الشيعية التي حازت اهتمام الفقهاء في السنوات المائة الماضية، وكُتِب حوله المزيد من الشروح والحواشي والتعليقات. وقبل كتاب العروة كانت كتب شرائع الاسلام وتبصرة المتعلمين، محور الدروس‌ الفقهية لعلماء الإمامية؛ وبعد تأليفه صار هو مدار الدروس الحوزوية في مرحلة الخارج.

يكتب الشيخ عباس القمي في مقدمة ترجمته للكتاب إلى الفارسية أنه كان يأمل رؤية كتاب من مثله، وقد اعتبره كتاباً جامعاً موصوفاً بجودة البيان والأسلوب.[٣]

الخصائص

يبدو أن التصنيف هو أول كتاب فقهي منمّط لدى الشيعة على أساس ترقيم الأبحاث وتجريد المسائل الفقهية وفق الترتيب. وقد أتى مصنفه على ذكر 3260 مسئلة منتظمة، وبيّن فيها فروعاْ فقهية كثيرة مُردَفة بمسائل مستحدثة ميّزته بالجامعية إلى جنب السلاسة في البيان.[٤]

الشروح والحواشي والتعليقات

لقد استقطب الكتاب منذ تأليفه أنظار الفقهاء فأبدوا آرائهم في مسائله شارحين ومعلقين ومحشين، واتخذه البعض من مراجع التقليد أساساً لذكر فتاويهم الفقهية، فعلّقوا في هامش الكتاب على رأي المؤلف عند اختلافهم معه في الفتوى. منهم:

الميرزا حسين النائيني (1355 ه)، عبد الكريم الحائري (1355 ه)، ضياءالدين العراقي (1361 ه)، السيد ابوالحسن الإصفهاني (1365 ه)، محمد حسين كاشف الغطاء (1373 ه)، السيد حسين البروجردي (1380 ه)، السيد أحمد الخوانساري (1405 ه)، الإمام الخميني (1409 ه)، السيد أبو القاسم الخوئي (1413 ه) والسيد محمد رضا الكلبايكاني (1414 ه).[٥]

ومن جملة الشروح والحواشي والتعليقات على كتاب العروة ما يلي:

ترجمة الكتاب

ترجم الكتاب إلى الفارسية الشيخ عباس القمي صاحب كتاب مفاتيح الجنان، وأسماه بالغاية القصوى، وطُبِعت ترجمته هذه في بغداد وطهران لعدة مرات.

المصادر والمراجع

  1. بذرافشان، مرتضی، سيد محمد کاظم يزدي فقيه دورانديش (بالفارسية)، انتشارات دفتر تبليغات اسلامي، قم، 1376 ش.
  2. بهشتي سرشت، محسن وحاتمي، حسين، تقابل و تعامل آخوند ملا محمد کاظم خراساني و سيد محمد کاظم يزدي در جريان انقلاب مشروطه (بالفارسية)، مجلة "علوم انساني" جامعة الزهراء بطهران، 1387 ش، العدد 71.
  3. الطهراني، آقا بزرگ، الذريعة إلي تصانيف الشيعة، دار الأضواء، بيروت، ط 2.
  4. ضميري، محمدرضا، كتابشناسي تفصيلي مذاهب اسلامي (بالفارسية)، موسسه آموزشي - پژوهشي مذاهب اسلامي، قم، ط 1، 1382 ش.
  5. القمي، عباس، الغاية القصوي في ترجمة العروة الوثقي، تحقيق وتصحيح: علي رضا أسد اللهي فرد، منشورات صبح پيروزي، قم، ط 1، 1423 ه.
  6. يزدي، سيد محمد کاظم، سؤال و جواب؛ استفتائات و آراء فقيه كبير سيد محمد کاظم يزدي (يحوي علي استفتاءات وأجوبة بالفارسية والعربية)، باهتمام محقق داماد، سيد مصطفي، تحقيق: محمود مدني بجستاني، وحسن وحدتي شبيري، مرکز نشر علوم اسلامي، طهران، ط 2، 1389 ش.
  1. بهشتي سرشت (بالفارسية)، العدد 71.
  2. آقا بزرگ، ج 15، ص 252.
  3. القمي، ص 5-6.
  4. يزدي (بالفارسية)، مقدمة الكتاب.
  5. ضميري (بالفارسية)، ص 55.
  6. بذر افشان (بالفارسية)، ص 124 -129.