إبراهيم بن مهزيار

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

إبراهيم بن مهزيار:

قال النجاشي: «إبراهيم بن مهزيار أبو إسحاق الأهوازي، له كتاب البشارات.

أخبرنا الحسين بن عبيد الله، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار، عن إبراهيم به». و عده الشيخ في رجاله من أصحاب الجواد(ع)(19) و من أصحاب الهادي(ع)(10). روى كتب أخيه علي بن مهزيار، ذكره النجاشي و الشيخ في ترجمة علي بن مهزيار (381). روى عن أخيه علي، و روى عنه عبد الله بن جعفر الحميري. كامل الزيارات: باب فضل الصلاة في مسجد رسول الله(ص)4، الحديث 4. و قد اختلف في حال الرجل، فقيل: إنه من الثقات، أو الحسان و استدل على ذلك بوجوه كلها ضعيفة: الأول: ما ذكره الفاضل المجلسي في الوجيزة: «أنه ثقة من السفراء». و يرده: أن هذا اجتهاد منه، استنبطه من كلام من تقدم عليه، و سيجيء الكلام على ذلك. الثاني: إن العلامة عده من المعتمدين (17)، و صحح طريق الصدوق إلى بحر السقاء، و فيه إبراهيم بن مهزيار. و يرده: أن العلامة يعتمد على من لم يرد فيه قدح، و يصححه. صرح بذلك في ترجمة أحمد بن إسماعيل بن سمكة (21)، فكأنه(قدس سره) بنى على أصالة العدالة، و عليه لا يكون قوله حجة علينا. الثالث: ما ذكره الميرزا في المنهج و الوسيط: «أنه من سفراء الصاحب (عجل الله تعالى فرجه)، و الأبواب المعروفين الذين لا تختلف الاثنا عشرية فيهم، قاله ابن طاوس في ربيع الشيعة». و يرده: أن هذا اجتهاد من ابن طاوس استنبطه من الرواية التي سنذكرها، إذ لو كان الأمر كما ذكر، فلما ذا لم يذكره النجاشي؟، و لا الشيخ و لا

غيرهما، ممن تقدم على ابن طاوس، مع شدة اهتمامهم بذكر السفراء و الأبواب. الرابع: ما رواه الكشي (406- 408) عن أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي: «و كان من الفقهاء، و كان مأمونا على الحديث، قال:

حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن مهزيار، قال: إن أبي لما حضرته الوفاة دفع إلي مالا، و أعطاني علامة، و لم يعلم بتلك العلامة أحد، إلا الله عز و جل، و قال: من أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال، قال: فخرجت إلى بغداد، و نزلت في خان، فلما كان في اليوم الثاني إذ جاء شيخ و دق الباب، فقلت للغلام: انظر من هذا؟ فقال: شيخ بالباب، فقلت: ادخل، فدخل و جلس، فقال: أنا العمري هات المال الذي عندك، و هو كذا و كذا، و معه العلامة، قال: فدفعت إليه المال، و حفص بن عمرو كان وكيل أبي محمد(ع)، و أما أبو جعفر محمد بن حفص بن عمرو، فهو ابن العمري، و كان وكيل الناحية، و كان الأمر يدور عليه».

و وجه الاستدلال: أنه يستفاد من هذه الرواية أن إبراهيم كان من وكلاء الإمام(ع)، و أنه كان يجتمع عنده المال. و يرده: أولا: أن الرواية ضعيفة السند بإسحاق بن محمد البصري، بل بمحمد بن إبراهيم أيضا. و ثانيا: أنه لا يستفاد من الرواية أنه كان وكيلا، فلعل المال كان لنفسه، فأراد إيصاله إلى الإمام(ع)، أو أن المال كان سهمه(ع)في مال إبراهيم، أو أن شخصا آخر أعطاه إبراهيم ليوصله إلى الإمام(ع)، أو غير ذلك، فلا إشعار في الرواية بالوكالة. نعم روى محمد بن يعقوب في الكافي: الجزء 1، الكتاب 4، باب مولد الصاحب (عجل الله فرجه)،125، الحديث 5، عن علي بن محمد، عن محمد بن حمويه السويداوي، عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار: القصة على وجه آخر، و في آخرها: «فخرج إلي قد أقمناك مقام [مكان أبيك فاحمد الله»، و فيها دلالة على

وكالة إبراهيم، لكنها ضعيفة، فإن محمد بن إبراهيم لم يوثق، و محمد بن حمويه مجهول. و ثالثا: أنه على تقدير تسليم الوكالة فلا دلالة فيها على السفارة التي هي أخص من الوكالة. و قد بينا في المدخل (المقدمة الرابعة) أن الوكالة لا تلازم الوثاقة و لا الحسن. الخامس: ما رواه الصدوق في كمال الدين: باب من شاهد القائم (عجل الله فرجه)،47، الحديث 20: «قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل- (رحمه الله)- قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار ..» ثم ذكر الحديث و هو طويل، يشتمل على وصول إبراهيم إلى خدمة الإمام الحجة عجل الله فرجه، و ما جرى بينه و بينه(ع)و فيه دلالة على علو مقام إبراهيم، و عظم خطره عند الإمام عجل الله فرجه. و يرده: أولا: أن راوي الرواية هو إبراهيم نفسه، و الاستدلال على وثاقة شخص، و عظم رتبته بقول نفسه من الغرائب، بل من المضحكات. و ثانيا: أن في الرواية ما هو مقطوع البطلان، و أن إبراهيم لو صحت الرواية كذب في روايته، و هو إخباره عن وجود أخ للحجة (عجل الله تعالى فرجه)، مسمى بموسى و قد رآه إبراهيم. السادس: اعتماد ابن الوليد، و ابن العباس، و الصدوق عليه، حيث إن ابن الوليد لم يستثن من روايات محمد بن أحمد بن يحيى ما يرويه عنه. و يرده: أن اعتماد ابن الوليد و أضرابه على رجل، لا يكشف عن وثاقته، بل و لا حسنه. و قد تقدم بيان ذلك في المدخل (المقدمة الرابعة). هذا و قد وقع إبراهيم بن مهزيار في طريق علي بن إبراهيم بن هاشم في التفسير، و قد ذكر في أول كتابه أنه لم يذكر فيه إلا ما وقع له من طريق الثقات و عليه فالرجل يكون من الثقات. و طريق الصدوق إليه أبوه- رضي الله عنه- عن الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، و الطريق صحيح.

طبقته في الحديث

وقع إبراهيم بن مهزيار بهذا العنوان في أسناد كثير من الروايات، تبلغ خمسين موردا: فقد روى عن أبي الحسن(ع)، و أبي محمد الحسن(ع)، و روى عن ابن أبي عمير، و الحسن، و الحسين بن علي بن بلال، و خليلان بن هشام، و صالح بن السندي، و داود أخيه، و علي أخيه. و روى عنه أحمد بن محمد، و سعد بن عبد الله، و عبد الله بن جعفر الحميري، و محمد بن أحمد بن يحيى، و محمد بن علي بن محبوب.

اختلاف الكتب

روى الصدوق بسنده، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أبي محمد الحسن(ع). الفقيه: الجزء 1، باب ما يصلى فيه و ما لا يصلى فيه، الحديث 806. و رواها الشيخ في التهذيب: الجزء 2، باب ما يجوز الصلاة فيه من اللباس و المكان من الزيادات، الحديث 1502، إلا أن فيه: علي بن مهزيار، عن أبي محمد(ع)، و الوافي عن كل مثله، و كذلك الوسائل. روى الشيخ بسنده، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن حماد بن شعيب. الإستبصار: الجزء 1، باب عدد التكبيرات على الأموات، الحديث 1834، و لكن رواها في التهذيب: الجزء 3، باب الصلاة على الأموات، الحديث 978، و فيها إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن حماد بن محمد، عن شعيب. كذا في الطبعة القديمة أيضا على نسخة، و في نسخة أخرى منها، حماد بن محمد بن شعيب، و في النسخة المخطوطة، إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن

حماد، عن شعيب، و هو الصحيح الموافق للوافي و نسخة الجامع، و كذلك في الوسائل، إلا أن في الأخير حماد بن شعيب، و ذلك: فإن إبراهيم بن مهزيار، يروي عن أخيه كثيرا، و هو يروي عن حماد (بن عيسى) عن شعيب، على ما يأتي، و أما حماد بن محمد فلم يعلم وجوده. و روى أيضا بسنده عن عبد الله بن جعفر، عن إبراهيم بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب. التهذيب: الجزء 1، باب تلقين المحتضرين من الزيادات، الحديث 1447. و رواها في الإستبصار: الجزء 1، باب تقديم الوضوء على غسل الميت، الحديث 732، و فيها: عبد الله بن جعفر، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب. و الظاهر أنه الصحيح الموافق للوافي و الوسائل و النسخة المخطوطة من التهذيب.