الوركاء
الوركاء أو أوروك (بالسومرية: المسمارية: 𒀕𒆠، بالأكدية: 𒌷𒀕 أو 𒌷𒀔، بالآرامية: אֶרֶךְ أو אַרַך ('إِرِخ' أو 'أَرَخ' على الترتيب، أيضًا ممثل كـ'أَرَك')، بالسريانية: ܐܪܟ ('أرخ')، بالعبرية: אֶרֶךְ ('إِرِخ' أو 'إيريخ')، بالإغريقية: Ὀρχόη أو Ὀρέχ أو Ὠρύγεια بالروماني Ōrugeia - Orkhoē - Orekh على الترتيب) وهي المدينة التاريخية للحضارة السومرية والبابلية والمدينة التاريخية لدى السومريين والبابليين، تقع شرق ضفة نهر الفرات، وتبعد عن مدينة أور حوالي 35 ميل وحوالي 30 كم شرق السماوة، المثنى في العراق.
تعتبر مدينة الوركاء إحدى أوائل المراكز الحضارية في العالم التي ظهرت في بداية العصر البرونزي قبل حوالي 4000 سنة قبل الميلاد وفي مدينة أوروك أخترعت الكتابة ومن هذه المدينة ظهر الحرف الأول في العالم وذلك في حدود 3100 ق.م وقد ظهرت الكتابة بشكلها الأول حيث كانت في بداياتها كتابة صورية ثم تطورت فيما بعد لتصبح الكتابة المسمارية. اوروك كانت تلعب دور رئيسي في العالم في تلك الفترة قبل حوالي 2900 ق.م ويقال بأن مدينة اوروك كان طول محيطها حوالي 6 كلم وبذلك كانت أكبر مدينة في العالم بتلك الفترة وظهرت في هذه المدينة أيضا ملحمة گلگامش، وكذلك حيث كان يصنع بها الفخار غير ملون على الدولاب (عجلة الفخار). كما صنعت الأوعية المعدنية. ونشأت فيها حضارة عرفت الكتابة المسمارية وكانت عبارة عن صور بسيطة للأشياء على ألواح طينية، أتبع فيها الخط المسماري. وقد بقت مدينة الوركاء محافظة على مكانتها كمدينة دينية ومركزاً لعبادة الآلهة عشتار آلهة الحب والحرب، وكرست معابدها لعبادة الآلهة عشتار فحافظت المدينة على نوع من القدسية. إلا أن المدينة بعد ذلك فقدت أهميتها في حوالي سنة 2000 ق.م بعد أن احتلها البابليون والعيلاميون وبقت على حالها خلال العهد السلوقي والبارثي ثم غير نهر الفرات مجراه ولما كانت المدن في العالم القديم تعتمد على مجاري الأنهار فقد هجرت المدينة ولم تسكن بعد ذلك.
بروز المملكة
أوروك هي المدينة التي عاش بها گلگامش وكتب ملحمته الشهيرة، وأوروك حسب سفر التكوين هي ثاني مدينة بناها الملك نمرود في أرض شنعار. كانت اوروك أول مدينة متحضرة في تاريخ البشرية في حدود (4000 ق.م- 3200 ق.م) وخلال تلك الفترة بنيت القرى الزراعية حول مدينة أوروك، وكانت تتمتع في ذلك الوقت بقوة عسكرية واقتصادية.
كان خامس ملوكها گلگامش ابن الملك لوكال بندا وكانت المدينة مقراً لعبادة الإله أنو إله السماء وكبير الآلهة السومرية، وقد لعبت المدينة دورا هاما في ملحمة گلگامش. حيث كان نظام الحكم السائد أنذاك هو نظام دويلا الملك إذ كانت كل مدينة عبارة عن مملكة مستقلة بحد ذاتها، وكان بها معبد (أي أنا) الأبيض وكان عبارة عن مصطبة. واشتهرت بالأختام الغائرة. وقد كانت مدينة الوركاء هي أول مدينة أستطاعت أن توحد دويلات الممالك حيث نجح ملكها لوكال زاكيزي بتوحيد الممالك المتناحرة وأسس دولة كبرى حدودها من البحر السفلي (المعروف الآن بالخليج العربي) إلى البحر الأعلى (البحر المتوسط) ولم تستمر سيطرة الوركاء طويلا إذ سرعان ما أستولى سرجون الأكدي على الملك وهزم لوكال زاكيزي وبذلك فقد شهد العراق بداية حقبة جديدة في تاريخه وهي الدولة الأكدية والتي سقطت على أيدي الكوتيين بحدود عام 2150 قبل الميلاد وعادت الوركاء مجددا إلى الظهور إذ استطاع أحد ملوكها من قيادة حرب لأجل تحرير البلاد من السيطرة الكوتية وهو الملك أوتو حيكال، وبذا فقد استعادت مدينة انو هيبتها وعادت إلى صدارة المشهد في حضارة العراق القديم، وبعد 7 سنوات من حكم اوتوحيكال مات في ظروف غامضة ليستولي على العرش قائد جيشهِ وصهرهِ أورنمو الذي نقل عاصمة ملكهِ إلى مدينة أور وأسس سلالة جديدة وهي سلالة أور الثالثة. وكانت المدينة عاصمة لإقليم بابل السفلي، إلا أنها فقدت أهميتها بعد ظهور دولة أور، وتحتوي على بقايا مباني للزقورات، ولقد اكتشف المدينة الباحث الإنكليزي وليام لوفتس سنة 1849م.