أبو الهيثم بن تيهان
أبو الهيثم بن التيهان، من أصحاب النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم، وقد اشترك معه في معركة بدر، وأحد، والخندق، ومؤتة، وبعد رحيل النبيصلى الله عليه وآله وسلم، صحب أمير المؤمنينقالب:عليه السلام وكان من أبرز أنصاره الذين يعتقدون بأحقيّته في الخلافة.
بايع علياً بعد مقتل عثمان واشترك معه في معركة الجمل، ثم في معركة صفين واستشهد فيها، فتألّم لمصرعه وأظهر عليه الحزن والتأسّف.
اسمه ونسبه
اتفق المؤرخون على أنّ اسمه مالك،[١] واختلفوا في نسبه، واسم أبيه، ففي أسد الغابة، أنّه مالك بن التيهان بن مالك بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي،[٢] وفي سيرة ابن هشام أنّ اسم والده مالك بن عتيك،[٣] وقيل أن التيهان هو لقبه، وأنه من بلي وحليف لبني الأشهل.[٤]
في زمن النبي الأكرم(ص)
كان أبو الهيثم يكره الأصنام في الجاهلية، ويقول بالتوحيد هو وأسعد بن زرارة وكانا من أوّل من أسلم من الأنصار،[٥] وهو أوّل من بايع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في العقبة،[٦] كما أنّه من النقباء الإثني عشر الذين اختارهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لتبليغ الإسلام ونشره.[٧]
شارك مع النبي الأكرم في عدة معارك، كبدر، وأحد، والخندق، وشهد معه المشاهد كلها.[٨]
وبعد هجرة النبي إلى يثرب آخى بينه وبين عثمان بن مظعون.[٩]
وقد كان ممن روى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدّة روايات،[١٠] ففي مجمع الزوائد: عن مالك بن التيهان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قال السلام عليكم كتبت له عشر حسنات ومن قال السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له خمسون حسنة.[١١]
تشرّف باستضافة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) مع بعض أصحابه في بيته. يقول النووي: وفي ذلك [أي الاستضافة] منقبة لأبي الهيثم إذ جعله النبي صلى الله عليه وسلم أهلا لذلك وكفى به شرفا لذلك،[١٢] وقد أمر النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه ـ بعد تناول الطعام ـ أن يدعو له.[١٣]
في زمن علي(ع)
عن علي عليه السلام: أين إخواني الذين ركبوا الطريق، ومضوا على الحق، أين عمار وأين ابن التيهان، وأين ذو الشهادتين، وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة. ثم ضرب (عليه السلام) بيده على لحيته الشريفة الكريمة، فأطال البكاء، ثم قال: أوه على إخواني الذين قرأوا القرآن فأحكموه، وتدّبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنّة، وأماتوا البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه [١٤]
صحب أبو الهيثم علياً (عليه السلام) بعد وفاة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وكان يعتقد بأحقيّته في الخلافة، وقد شهد له بقول النبي فيه بغدير خم في مواطن عديدة.[١٥]
شارك مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في معركة الجمل،[١٦] وصفين واستشهد فيها.[١٧]
أظهر (عليه السلام) لمصرعه الحزن والتألّم عندما ندبه مع جملة من أنصاره في إحدى خطبه في نهج البلاغة.
وهناك أقوال أخرى في وفاته منها: أنّه توفي في المدينة سنة عشرين،[١٨] ونقل الذهبي أنّه توفي سنة إحدى وعشرين في زمن خلافة عمر بن الخطاب.[١٩]
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم، د.م، الناشر: دار إحياء الكتب العربية ـ عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط 1، 1378 ش - 1959 م.
- ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتاب العربي، د.ت.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت - لبنان، الناشر: دار صادر، د.ت.
- ابن سيد الناس، محمد بن محمد، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر، 1406 ه - 1986م.
- ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال، تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني، د.م، الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي، ط 1، 1414 هـ .
- ابن قدامة، عبد الله بن أحمد، المغني، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع، د.ت.
- البحراني، ميثم بن علي، شرح نهج البلاغة، قم - إيران، الناشر: مكتب الاعلام الاسلامي ـ الحوزة العلمية، ط 1، 1362 ش.
- البحراني، هاشم بن سليمان، حلية الأبرار، تحقيق: الشيخ غلام رضا مولانا البروجردي، قم - إيران، الناشر: مؤسسة المعارف الإسلامية، ط 1، 1411 هـ .
- الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، بيروت - لبنان، الناشر: دار المعرفة، د.ت.
- الخثعمي السهيلي، عبد الرحمن بن عبد الله، الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام، بيروت - لبنان، الناشر : دار الفكر، 1409 هـ.
- الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتاب العربي، ط 2، 1409 هـ.
- الضحاك، أحمد بن عمرو، الآحاد والمثاني، تحقيق : باسم فيصل أحمد الجوابرة، د.م، الناشر: دار الدراية للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 1411 هـ - 1991 م.
- الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، القاهرة - مصر، الناشر: مكتبة ابن تيمية، ط 2، د.ت.
- العاملي، يوسف بن حاتم، الدر النظيم، قم - إيران، الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسّين، د.ت.
- الكوفي، أحمد بن أعثم، كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت - لبنان، الناشر: دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع، 1411 هـ.
- المازندراني، محمد صالح، شرح أصول الكافي، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 1421 هـ - 2000 م.
- المفيد، محمد بن محمد، الأمالي، تحقيق: حسين الأستاد ولي، علي أكبر الغفاري، بيروت - لبنان، الناشر: دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، ط 2، 1414 هـ - 1993 م.
- المفيد، محمد بن محمد، الجمل، قم - إيران، الناشر: مكتبة الداوري، د.ت.
- النعماني، محمد بن ابراهيم، الغيبة، تحقيق: فارس حسون كريم، قم - إيران، الناشر: أنوار الهدى، ط 1، 1422 هـ.
- النووي، يحيى بن شرف، شرح صحيح مسلم، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتاب العربي، 1407 هـ - 1987 م.
- الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، 1408 هـ - 1988 م.
- ↑ الطبراني، المعجم الكبير، ج 9، ص 344.؛ الضحاك، الآحاد والمثاني، ج 4، ص 35.؛ النيسابوري، المستدرك، ج 3، ص 285.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 274.
- ↑ ابن هشام، تفسير السيرة النبوية، ج 2، ص 195.
- ↑ النيسابوري، المستدرك، ج 3، ص 286.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 448.
- ↑ الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 6، ص 102.
- ↑ البحراني، حلية الأبرار، ج 1، ص 93.
- ↑ الحاكم النيسابوري، المستدرك، ج 3، ص 286.
- ↑ عيون الأثر، ج 1، ص 266.
- ↑ الطبراني، المعجم الكبير، ج 19، ص 250.
- ↑ الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 8، ص 31.
- ↑ النووي، شرح صحيح مسلم، ج 13، ص 210.
- ↑ ابن قدامة، المغني، ج 11، ص 93
- ↑ نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 10، ص99
- ↑ المفيد، الجمل، ص 155.؛ الدر النظيم، ص 445.؛ النعماني، الغيبة، ص 74.؛ ابن طاووس، إقبال الأعمال، صص 153 - 154.
- ↑ المفيد، الأمالي، ص 155.
- ↑ المازندراني، شرح أصول الكافي، ج 11، ص 297.؛ الكوفي، الفتوح، ج 3، ص 173.؛ البحراني، نهج البلاغة، ج 3، ص 394.
- ↑ الطبراني، المعجم الكبير، ج 19، ص 250.؛ الضحاك، الآحاد والمثاني، ج 4، ص 35.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ص 697.