آية الإطعام

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية الإطعام الآية 8 و9 من سورة الإنسان، ولقد ذكرت الروايات الإسلامية الواردة في مصادر الشيعة، وبعض أهل السنة، من أمثال الزمخشري في تفسيره، أنها نزلت في أهل البيتعليه السلام. حيث نُقل أن الحسن والحسينقالب:عليهما السلام مرضا فعادهما جدهماصلى الله عليه وآله وسلم في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً، فنذر عليعليه السلام وفاطمةقالب:عليها السلام وفضة جارية لهما، إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام، وفي وقت الافطار من اليوم الأول، وقف عليهم سائل وقال: أطعموني أطعمكم اللّه من موائد الجنة، فآثروه على أنفسهم، وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء، وأصبحوا صياماً، وفي اليوم الثاني: أتى يتيم ففعلوا مثل اليوم الأول، وفي اليوم الثالث: أتى أسير ففعلوا مثل ذلك.

اتفق علماء الشيعة على أنّ هذه السورة، أو ثمان عشرة آية منها، قد نزلت في حق علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم السلام.

نص الآية

يُطلق على الآية 8 و9 من سورة الإنسان في القرآن الكريم، آية الإطعام.

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا

سبب النزول

لقد ذكرت الروايات الإسلامية الواردة في مصادر الشيعة، وبعض أهل السنة، من أمثال الزمخشري في تفسيره، أنها نزلت في أهل البيتعليه السلام،[١] وقد ذكر العلامة الأميني في كتابه الغدير، أنّ الرّواية التي تُشير إلى أنها نزلت في أهل البيتعليه السلام قد نُقلت عن طريق (34) عالماً من علماء أهل السنة المشهورين (مع ذكر اسم الكتاب والصفحة)، وعلى هذا، فإنّ الرواية مشهورة، بل متواترة عندهم.

اتفق علماء الشيعة على أنّ سورة الإنسان، أو ثمان عشرة آية منها، قد نزلت في حق علي وفاطمةقالب:عليهما السلام، والحسن والحسينقالب:عليهما السلام.[٢]

قصة النزول

عن ابن عباس قال: مرض الحسن والحسينقالب:عليهما السلام فعادهما جدهماصلى الله عليه وآله وسلم في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما، إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام، (طبقا لبعض الرّوايات، أنّ الحسن والحسين أيضا قالا نحن كذلك ننذر أن نصوم) فشفيا وما كان معهم شي‏ء، فاستقرض عليقالب:عليه السلام ثلاث أصواع من شعير، فطحنت فاطمة صاعاً واختبزته، فوضعوا الأرغفة بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل، وقال: السلام عليكم، أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلّا الماء وأصبحوا صياماً.

فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه (وباتوا مرة أُخرى لم يذوقوا إلّا الماء وأصبحوا صياماً) ووقف عليهم أسير في الثّالثة عند الغروب، ففعلوا مثل ذلك.

فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع، قال: «ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم» فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، و غارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيلقالب:عليه السلام وقال: خذها يا محمد هنّاك اللّه في أهل بيتك فأقرأه السورة.[٣]

معنى الآية

قالب:قرآن والمعنى يطعمون الطعام أشد ما تكون حاجتهم إليه، وصفهم الله سبحانه بالأثرة على أنفسهم، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري أن النبيصلى الله عليه وآله وسلم قال:‏ ”ما من مسلم أطعم مسلماً على جوع، إلا أطعمه الله من ثمار الجنة، وما من مسلم كسا أخاه على عري، إلا كساه الله من خضر الجنة، و من سقى مسلماً على ظمإ، سقاه الله من الرحيق‏“.[٤]

قالب:قرآن، وهو الفقير الذي لا شي‏ء له،‏ قالب:قرآن وهو الذي لا والد له من الأطفال،‏ قالب:قرآن وهو المأخوذ من أهل دار الحرب عن قتادة، وقيل هو المحبوس من أهل القبلة، عن مجاهد وسعيد بن جبير، وقيل الأسير المرأة، قالب:قرآن أي لطلب رضا الله، خالصا لله مخلصا من الرياء، وطلب الجزاء، وهو قوله:‏ قالب:قرآن، وقيل إنهم لم يتكلموا بذلك، ولكن علم الله سبحانه ما في قلوبهم، فأثنى به عليهم، ليرغب في ذلك الراغب، والمراد لا نطلب بهذا الطعام مكافاة عاجلة، ولا نريد أن تشكرونا عليه عند الخلق، بل فعلناه لله.‏[٥]


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الزمخشري، محمود بن عمرو، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 3، 1407 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المرتضى، ط 1، 1427 هـ/ 2006 م.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام عليقالب:عليه السلام، ط 1، 1426 هـ.
  1. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 14، ص 610.
  2. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 14، ص 619.
  3. الزمخشري، الكشاف، ج 4، ص 670.
  4. الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 164.
  5. الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 165.