حرة السعدية

من ويكي علوي
مراجعة ٠٩:٥٨، ٣١ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''حرّة السعديّة''' حرّة بنت حليمة السعديّة ، إحدى المؤمنات المواليات لعلي بن أبي طالب سلام اللّه عليه ، وإحدى المجاهدات باللسان ، التي قالت كلمة حقّ عند سلطان جائر . روى أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل بن أبي طالب القمي في الفضائل ، عن...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

حرّة السعديّة حرّة بنت حليمة السعديّة ، إحدى المؤمنات المواليات لعلي بن أبي طالب سلام اللّه عليه ، وإحدى المجاهدات باللسان ، التي قالت كلمة حقّ عند سلطان جائر .

روى أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل بن أبي طالب القمي في الفضائل ، عن جماعة ثقات : إنّه لما وردت حرّة بنت حليمة السعدية على الحجّاج بن يوسف الثقفي فمثلت بين يديه قال لها : أنت حرّة بنت حليمة السعدية ؟

قالت له : فراسة من غير مؤمن !

فقال لها : اللّه جاء بك ، فقد قيل عنك أنّك تفضّلين عليّا على أبي بكر وعمر وعثمان .

فقالت : لقد كذب الذي قال إنّي افضّله على هؤلاء خاصة .

قال : وعلى من غير هؤلاء ؟ !

قالت : أفضله على آدم ، ونوح ، ولوط ، وإبراهيم ، وداود ، وسليمان ، وعيسى بن مريم عليهم السّلام .

فقال لها : ويلك إنّك تفضّليه على الصحابة ، وتزيدين عليهم سبعة من الأنبياء من اولي العزم من الرسل ؟ إن لم تأتيني ببيان ما قلت ضربت عنقك .

فقالت : ما أنا مفضّلته على هؤلاء الأنبياء ، لكن اللّه عزّ وجلّ فضّله عليهم في القرآن بقوله عزّ وجلّ في حقّ آدم : وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ، وقال في حقّ عليّ : وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً

فقال : أحسنت يا حرّة ، فبما تفضّلينه على نوح ولوط ؟

فقالت : اللّه عزّ وجلّ فضّله عليهما بقوله : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ، وعليّ بن أبي طالب كان ملاكه تحت سدرة المنتهى ، زوجته بنت محمّد فاطمة الزهراء ، التي يرضى اللّه لرضاها ويسخط لسخطها

فقال الحجّاج : أحسنت يا حرّة ، فبما تفضلينه على أبي الأنبياء إبراهيم خليل اللّه ؟

فقالت : اللّه عزّ وجلّ فضله بقوله : وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ، ومولاي أمير المؤمنين قال قولا لا يختلف فيه أحد من المسلمين : « لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا » ، وهذه كلمة ما قالها أحد قبله ولا بعده

فقال : أحسنت يا حرّة ، فبما تفضلينه على موسى كليم اللّه ؟

قالت : يقول اللّه عزّ وجلّ : فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ ، وعلي بن أبي طالب عليه السّلام بات على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم ولم يخف ، حتى أنزل اللّه تعالى في حقّه : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ

قال الحجّاج : أحسنت يا حرّة ، فبما تفضلينه على داود وسليمان عليهما السّلام)

قالت : اللّه تعالى فضّله عليهما بقوله عزّ وجلّ : إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

قال لها : في أيّ شيء كانت حكومته ؟

قالت : في رجلين ، رجل كان له كرم ، والآخر له غنم ، فنفشت الغنم بالكرم فرعته ، فاحتكما إلى داود عليه السّلام ، فقال : تباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتى يعود إلى ما كان عليه ، فقال له ولده : لا يا أبة ، بل يؤخذ من لبنها ، وهو قول اللّه تعالى : فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وإنّ مولانا أمير المؤمنين عليا عليه السّلام قال : « سلوني عن ما فوق العرش ، سلوني عن ما تحت العرش ، سلوني قبل أن تفقدوني » ، وانّه دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم يوم فتح خيبر فقال صلّى اللّه عليه وآله وسلم للحاضرين : « أفضلكم وأعلمكم وأقضاكم عليّ »

فقال لها : أحسنت يا حرّة ، فبما تفضلينه على سليمان ؟

فقالت : اللّه تعالى فضّله عليه بقوله تعالى : وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ، ومولانا أمير المؤمنين عليه السّلام قال : « طلّقتك يا دنيا ثلاثا لا حاجة لي فيك » ، فعند ذلك أنزل اللّه تعالى فيه : تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً

فقال : أحسنت يا حرّة ، فبما تفضلينه على عيسى بن مريم عليه السّلام ؟

قالت : اللّه تعالى فضّله بقوله تعالى : إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ « 1 » ، فأخّر الحكومة إلى يوم القيامة . وعلي بن أبي طالب لمّا ادّعوا النصيرية فيه ما ادّعوه قتلهم ولم يؤخّر حكومتهم ، فهذه كانت فضائله لم تعدّ بفضائل غيره .

قال : أحسنت يا حرّة ، خرجت من جوابك ، ولولا ذلك لكان ذلك ، ثم أجازها وأعطاها وسرّحها سراحا حسنا رحمة اللّه عليها

والنصيريّة : طائفة من الغلاة السبأيّة ، وملخّص مقالتهم في الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام :

أنّهم روح اللاهوت ، وقد نقل ابن حزم الظاهري في الفصل « 3 » ، والشهرستاني في الملل والنحل ، وغيرهما تفصيل مقالتهم .