حكيمة بنت الإمام الكاظم
حكيمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام عالمة ، جليلة ، راوية للحديث .
عدّها البرقي في رجاله من الراويات عن الإمام الرضا عليه السّلام « 3 » ، روى عنها محمّد بن جحرش .
وأخرج لها الكليني في الكافي رواية ، فقال : علي بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عمّن ذكره ، عن محمّد بن جحرش ، قال : حدّثتني بنت موسى قالت :
رأيت الرضا عليه السّلام واقفا على باب بيت الحطب وهو يناجي ، ولست أرى أحدا ، فقلت : يا سيّدي لمن تناجي ؟
فقال : « هذا عامر الزهرائي أتاني يسألني ويشكو إلي » .
فقلت : يا سيّدي أحب أن أسمع كلامه .
فقال لي : « إنّك إن سمعت به حممت سنة » .
فقلت : يا سيّدي أحب أن اسمعه .
فقال لي : « اسمعي » ، فاستمعت ، فسمعت شبه الصفير ، وركبتني الحمى ، فحممت سنة »
وهي من ربّات العبادة والصلاح ، شهدت ولادة الإمام التاسع الجواد عليه السّلام ، وعاشت طويلا
ذكرها الشيخ محمّد هادي الأميني في كتابه فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام قائلا :
إنّ التأريخ لم يذكر لنا عن حياتها وأعقابها شيئا ، وكانت صاحبة النفوذ والعقل ، ومطاعة عند العترة الطاهرة ، وسيّدات أهل البيت عليهم السّلام
قالت : لما حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر الجواد عليه السّلام ، دعاني الرضا عليه السّلام فقال :
« يا حكيمة احضري ولادتها وادخلي وإياها والقابلة بيتا » ، ووضع لنا مصباحا وأغلق الباب علينا ، فلما أخذها الطلق طفّى المصباح وبين يديها طشت ، فاغتممت بطفي المصباح ، فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر في الطشت ، وإذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه ، فأخذته فوضعته في حجري ، ونزعت عنه ذلك الغشاء ، فجاء الرضا عليه السّلام ففتح الباب وقد فرغنا من أمره ، فأخذه فوضعه في المهد وقال : « يا حكيمة الزمي مهده »
قالت : فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثم قال : « أشهد أن لا إله إلّا اللّه ، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه » ، فقمت ذعرة ، فأتيت أبا الحسن عليه السّلام فقلت له : قد سمعت عجبا من هذا الصبي . فقال : « ما ذاك » ؟ فأخبرته الخبر
فقال : « يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر »
وفي جبال بطريق بهبهان مزار ينسب إليها ، يزوره المترددون من الشيعة